كشفت الفنانة حليمة العلوي، أمس الأحد، كواليس الساحة الفنية، والتي تتسبب في غيابها، متحدثة عن وجود استغلال وتحرش ومحسوبية في الوسط الفني.
وقالت العلوي، في تدوينة فايسيوكية، إن الفن أصبح مجردا من المهنية الاحترافية وحتى الإنسانية، بل الفن الحقيقي أصبح عملة نادرة حاليا.
وشكرت العلوي في تدوينتها كل من يسأل عن جديدها وسبب غيابها، لتوضح قائلة: “سألخص لكم الموضوع: شكون خلاك دير شي حاجة وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل شخص يعيق طريق الناس بعدم مهنيته أي نعم لا أتوفر على إمكانيات الإنتاج ولكن المشكل أكبر من ذلك بكثير لأن هذا الميدان، وكل من فيه أصبح على قول سي عبد الوهاب الدكالي ” سوقا للبشرية “مجردا من كل إنسانية واحترافية و مهنية”.
وأضافت العلوي: “أما الفن فلقد أصبح عملة نادرة لا يؤمن بها الموزع الموسيقي ولا الجمهور واا الإعلام فالكل يتهافت على الميدان من أجل الربح، الموزع لا ينتج لك إيمانا بموهبتك كما هو الحال في دول كثيرة بشروط وعقود وربح على المدى البعيد، ولا نمتلك دور إنتاج ولا منتجين وأن توفر المنتج اترك مساحة لخيالكم في تخيل ما يمكن أن تتعرض له الفنانة من تحرش، والمنابر تركض وراء صانعي البوز الفارغ، والجمهور تلوثت مسامعه بنوعية معينة من الموسيقى وبذلك يكون الفنان مضطرا إلى مواكبة الذوق وليس إلى الارتقاء بالذوق”.
وتحدثت العلوي عن ما تعيشه كفنانة مع الإذاعات والقنوات “أما الراديو فإن لم تكن من أولئك الذين يدفعون الأموال الطائلة لتضخيم الأرقام على اليوتيوب فلا تنتظر برمجة العمل بشكل قوي على خريطة البرمجة الموسيقية، أما التلفزة وبرامجها التي تدخل في إطار “الترفيه الفني” فعليك أولا أن تقبل الاستغناء عن حصة من أجرك لغيرك وبرامج أخرى عليك الاستغناء عن أجرك كاملا مقابل مرور تلفزي علما أن لكل برنامج “بادجت” اي ميزانية مالية تخص الضيوف والتقنيين والمنشطين في بعض الحالات..أما المهرجانات فحدث ولا حرج …والقائمة طويلة .. “.
وزادت العلوي مفسرة موقفها: “أنا لا أعري على الحقيقة من أجل الفضح ولكن أعري على بعض الحقائق التي لا يعرفها الجمهور، وسئمنا من أن توجه أصابع الاتهام إلى الفنان أنه مقصر في حق جمهوره أو أنه متكاسل على الإنتاج فكواليس الميدان الفني لا يعلم بها المتلقي العادي، ولذلك أفيدكم أني لا أعتبر نفسي امتهن هذه المهنة بقدر ما أنا اقدم أعمالا فنية كلما سنحت لي الفرصة بذلك من باب اقتسامها معكم من حين إلى آخر لأنه شئت أم أبيت فأنا أعشق الفن وهو يسري في عروقي”.
وبسبب ما تعيشه، تمنت العلوي لو كانت تنتمي لبلد آخر، إذ قالت: “كنت أتمنى أن أكون في بلد آخر يعطيني المناخ والظروف الملائمة لكي أمتهن المجال حسب امكانياتي الصوتية المتواضعة وإحساسي العالي والعميق بالجملة والكلمة ومعرفتي الشاملة بالميدان .. ولكن للأسف الواقع غير ذلك، لذلك إن غبت عنكم فنيا اعذروني، ولكن كونوا على يقين أني سأواصل دائما بالفن من أجلي أولا ومن أجلكم ثانيا، إلى حين نورث شي ورثة صحيحة ندخل بها المجال من أبوابه الواسعة هههه . كثرت الهم كضحك فعلا …”.
وانطلقت مسيرة حليمة العلوي من برنامج اكتشاف المواهب استوديو دوزيم، وكانت لها تجربة في التقديم على القناة الثانية، وحاليا تشتغل بالإذاعة الوطنية، غير أنها غابت عن الساحة الفنية منذ مدة.