ياسر رشاد - القاهرة - نازحة لـ الخليج 365: دخل ضمن المساعدات الطبية ونرتديه للوقاية من البرد
في ظل الحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي داخل غزة، أصبح وصول المساعدات الإنسانية أمر صعب إلى كل الأماكن داخل القطاع خاصة في مناطق تواجد النازحين، الذين يعانون حاليًا من مجاعة وتضربهم لفحات البرد والأمطار وغرق لخيامهم، وضمن المساعدات التي تصلهم بجانب الطعام والشراب هناك مساعدات طبية وضمنها كميات من الأكفان، بسبب انعدام توافرها في ظل الأعداد الكبيرة التي تستشهد يوميا من الفلسطينيين، ولكن هناك نوع آخر كان ضمن المساعدات التي وصلت وهو زي كان رائجًا خلال فترة انتشار وباء كورونا كان يرتديه الأطباء في العزل الصحي، إلا أن الأطفال اعتبروه زيًا يقيهم من زخات المطر القارسة.
قالت أحد النازحين في تصريح خاص لـ الخليج 365، إنه منذ بداية الحرب على قطاع غزة اقتصر اللون الأبيض على أكفان الشهداء، حتى ظهر بشكل مفاجئ و غريب على شكل رداء طبي شوهد مسبقا أثناء وباء كورونا، الذي اجتاح العالم قبل أعوام، و الآن نراه انتشر في الأسواق بكثرة يرتديه الأطفال والرجال ظنا أنه قد يقي أجسادهم من المطر أو قد يبعث لهم بشيء من الدفء .
وأضافت أن الرداء الطبي قطني الخامة، أرسل ضمن المساعدات الطبية التي تدخل قطاع غزة وكانت في إحدى القوافل الطبية، التي فقد السيطرة عليها أثناء مرورها بين حشود النازحين، ظنا منهم أنها قد تحمل شيئا قابل للأكل، و لكن الحال في الحرب إن كان لا يؤكل فهو يباع بأي ثمن للحصول على الطعام.
وأوضحت النازح، أن الرداء الطبي يتم بيعه في الأسواق بسعر بسيط بمقدار ( 2 شيكل) و ارتداه الكبار للوقاية من المطر رغم خامته القطنية بينما ارتداه الأطفال بسبب غرابته و تقليدا للكبار، و الغريب في الأمر أن الأطفال كانوا سعداء بهذا الرداء و يطلبون من الأهالي شراؤه و سمعت أحد البائعين يستعرض الرداء و ينادي مروجا له " لبس جديد لبس العيد فرح ابنك ب 2 شيكل" الأمر الذي أجبر الأهالي على الانصياع لطلب أبنائهم لتحقيق رغبتهم و إسعادهم رغم معرفتهم أنه لا يسمن و لا يغني من جوع، بينما تشاءم الكثير من رؤيتهم حيث خيل لهم أنها أكفان متحركة و استعاذ البعض منها و اعتبرها فأل شؤم على أطفالهم .