ابوظبي - سيف اليزيد - حجزت مدينة حتا التابعة لإمارة دبي، لنفسها مكاناً بارزاً في قائمة الوجهات السياحية والتاريخية المميزة في الدولة، نظراً لطبيعتها الساحرة بين ثنايا جبال الحجر، وما تتميز به من تناغم بديع مع البيئة الفطرية الطبيعية، حيث المزارع والأفلاج والقلاع والشواهد التاريخية.
ونظراً لموقعها الجبلي، تتنوع مقومات الجذب السياحي فيها لتقدم تجارب استثنائية لهواة الرياضة وعُشاق المغامرات والباحثين عن الراحة والاسترخاء في أحضان الطبيعة، بعيداً عن صخب ومسؤوليات الحياة اليومية.
وتركز حملة «أجمل شتاء في العالم» في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، على زيارة المواقع الطبيعية في الدولة، بهدف تحفيز الزيارات السياحية المستدامة.
وتعد الوجهات البحرية في حتا، من بحيرات وسدود وشلالات، من أهم الوجهات التي يلجأ إليها زوار المنطقة، لما تضيفه من جمال طبيعي أخاذ بين الجبال الشاهقة. ويشكل سد حتا أحد أبرز الوجهات السياحية في حتا، لما يتسم به من هدوء الطبيعة الجبلية، الذي تزينه أشجار النخيل والزهور البرية، في حين تعد بحيرة سد حتا من أكبر المسطحات المائية في المنطقة، ويقصد الزوار «حتا كاياك»، من أجل تجربة قوارب التجديف في بحيرة حتا المليئة بأنواع الأسماك الملونة. كما تتميز «بحيرة ليم» بموقعها الجميل بين سلسلة من الجبال المحاطة بالمزارع الخلابة في منطقة حتا، تم تطويرها لتصبح أحد المعالم السياحية لأهالي وزوار منطقة حتا، وتقع في وادي ليم ويبلغ طولها 395 متراً، ومتوسط عرض مجرى المياه يصل إلى 50 متراً، فيما يصل متوسط عمق المياه إلى متر واحد. أما شلالات حتّا المستدامة، فتعد واجهة سياحية متفردة، إذ يتميز المشروع بشلال مياه ينحدر من السد العلوي لمحطة حتّا الكهرومائية، حيث تمت الاستفادة من منحدر السد في إبداع جدارية الفسيفساء التي تحمل صورة المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، وتعد الأكبر عالمياً، إذ تتكون من أكثر من 1.2 مليون قطعة من الرخام الطبيعي.
وتحتضن المدينة أيضاً، الكثير من المعالم التاريخية العريقة، حيث تعد «قرية حتّا التراثية»، التي تم افتتاحها في العام 2001 من أبرز الأماكن التاريخية في دبي ودولة الإمارات على وجه العموم، إذ تستعرض نموذج الحياة القروية قديماً، لتقدم للزائر صورة تحاكي الواقع المعاش قديماً من خلال ما تضمه من مجسمات ووثائق ومنحوتات وأعمال يدوية وأكواخ تقليدية ومبانٍ تبيع اللوازم التقليدية. ومن المعالم التاريخية المهمة، «حصن حتّا» الذي تم تشييده في العام 1896 ويُعدّ من أهم المعالم الأثرية في دولة الإمارات، ويشمل فناءً داخلياً وبرجاً للمراقبة بارتفاع 11 متراً.
وتضم حتّا العديد من المعالم التاريخية المهمة ومنها مسجد الشريعة، الواقع في منطقة الشريعة التراثية، وجرى تشييده منذ نحو 200 عام، فيما خضع لعمليات ترميم حديثاً، في إطار جهود تطوير القدرات السياحية لمنطقة حتّا. كذلك تعد منطقة الشريعة من المناطق التراثية الرئيسية في هذه المنطقة، إذ تضم فلجاً تاريخياً يسمى فلج الشريعة يستخدم ماؤه في ري مزارع المنطقة. وتقدم مدينة حتا لمحبي السياحة والاطلاع على الكنوز النباتية والحيوانية النادرة «محمية حتا الجبلية»، التي توفر ملاذاً آمناً للعديد من هذه الأنواع، فيما تعد المحمية الموطن لأكبر مجموعة من حيوانات «الطهر العربي» المهددة بالانقراض في الإمارات، وتتميز المحمية بطبيعتها الجبلية الصخرية، وبهوائها النقي وبيئتها الفطرية المتنوعة.
محبّو الطبيعة والرياضة والتنزّه يجدون في «حديقة التلة» بغيتهم الوافرة، حيث تعد هذه الحديقة رئة خضراء لدبي ومنطقة حتّا تحديداً، وتتجاوز مساحتها 63 ألف متر مربع، واكتسبت اسمها من موقعها المتميّز المتربع أعلى تلّة حتّا، وهي من الحدائق ذات الطابع الخاص، لما يميزها من تضاريس وارتفاع وتنوّع بيئتها، وتمثل إضافة مهمة للرقعة الخضراء ومناطق الترفيه في إمارة دبي.
كما تعد «حديقة النحل» من الوجهات المهمة في منطقة حتّا التي اشتهرت بإنتاج أجود أنواع عسل النحل، وهي أول حديقة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. وتضم الحديقة آلاف خلايا النحل الممتدة على مساحة الحديقة التي تناهز 16 ألف متر مربع، وتقع وسط الجبال والمزارع. وتتضمن «منتجعات حتا» و«حتا وادي هب» جولات ملهمة مليئة بالتحدي من خلال مسارات المشي الجبلية والدراجات الهوائية الممتدة بطول إجمالي يصل إلى 32.6 كم، وتتوزع على خمسة طرق مختلفة، كي تتناسب مع مستوى وخبرة المتنزه سيراً على الأقدام، وراكبي الدراجات من المبتدئين، وحتى محترفي المشي والجري على الطرقات الوعرة.