بداية أذكر بقوله تعالى في سورة إبراهيم عليه السلام (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)، وأذكر بحديث النبي ﷺ: “بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا، البغي، والبغي هنا الجور والظلم، والعقوق، صحيح الجامع 2810.
وأيضا حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال عندما بعث رسول الله ﷺ معاذا قاضيا على اليمن قال له الرسول ﷺ اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب. فالظلم والعياذ بالله ظلمات ترجع عقباه إلى الندم، تبات عيناك والمظلوم منتببها يدعو عليك وعين الله لا تنم.
وأشد أنواع الظلم الذي يصل فيه الإنسان إلى مرحلة القهر الذي قد يودي بحياة الإنسان، يموت قهرا، يموت كمدا لأنه لم يجد من يناصره ويأخذ له حقه من جبار طاغ متكبر ظن أنه ملك الدنيا مفتريا على خلق الله إن بصحته أو بماله، أو بولده أو بسلطانه.
نقول لكل هؤلاء، مالك، قوتك، أهلك، جاهك، سلطانك، لن ينفعوك وأنت وحيد في قبرك، لن يدخلوا معك ولن يمنعوك من وحشة القبر وظلمته ومن دعاء من تجبرت عليها وظلمتهم وسطوت على حقوقهم وأكلت أموالهم بالباطل أموالهم التي كنت مستأمن عليها.
فلا تغتر بقوتك وتبطش بالضعفاء، فالذي أعطاك القوة قادر على أن يسلبك إياها في لمح البصر، والذي وهبك المال قادر على أن يأخذه منك في لمح البصر أو أقرب، والذي أعطاك منصبا، فالمناصب زائلة، (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء)، فالمعطي الله، والمانع الله، والذي ينتصر للمظلوم الله، والذين يرد المظالم والحقوق في الدنيا قبل الآخرة الله تعالى.
فإن كانت معلما فلتتقي الله في علمك ولا تظلم طلابك بتراخيك عن شرح دروسهم بغية أن يأخذوا عندك دروس خصوصية، وإن كنت أستاذا جامعيا فلا تتأخر على طلابك وطلاب البحث باسداء النصائح ولا تتأخر عن محاضراتك ولا تتأفف من تلقي الأسئلة من الطلاب وبأن تقضي وقت المحاضرة فى اللعب والضحك والتهريج مع الطلاب فلا تزول قدم عبد حتى يسئل عن أربع منها علمك ماذا عملت به. وإذا كنت طبيبا فإياك أن تتأخر عن نجدة مريض لأنه ليس معه ثمن الكشف ولجأ إليك ، فلا تكن فظا غليظ القلب وتقوم بنهره أو بطرده، فهذا أشد أنواع الظلم، وإن كنت واليا توليت أمر القوم فلا تبغي عليهم، بل تقوم عبر خدمتهم وتوفير الرعاية الكاملة لهم، فمن ولي أمر عشرة من المسلمين ولم يتق الله فيهم يأتون يوم القيامة معلقين في رقبته مطالبين الله أن يأخذ لهم حقهم، لأنه ظلمهم.
قالها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، يا أمة الله بكم تبيعين مظلمتك، واشتراها منها وأوصى أن توضع في كفنه حتى يجد ما يقوله لربه في تقصيره في حق هذه السيدة التي سمعها وأطفالها يتضورون جوعا، قال لها مالك يا أمة الله قالت له إليك عني، الله الله في عمر يبيت في بيته شبع هو وأولاده ويتركنا هو ولي أمرنا جوعى، هرول الرجل إلى بيت مال المسلمين واحضر الدقيق والسمن، قال له مولاه دعني أحمل عنك يا أمير المؤمنين، قال ومن يحمل عني يوم القيامة أوزاري، يا ليت أم عمر ما ولدت عمر، والله لو أن إحدى قدمي فى اللجنة والأخرى فى النار ما امنت مكر الله. والله لو أن بغلة تعثرت في بلاد الشام لسألني عنها ربي لما لم تمهد لها الطريق يا عمر.
ونحن الآن نشاهد المذابح والقتل في أبشع صوره من حثالة لا ترقب فينا إلا ولا ذمة، تمعن القتل وتقتيل الأطفال والشيوخ والعجائز والصبيان ولا يتحرك لنا ساكن، فماذا سنقول لربنا يوم الوقوف بين يديه؟
الفرصة لا تزال قائمة فالمرء فى فسحة من أمره ما لم يغرغر فيها راجعوا أنفسكم وافيقوا من سباتكم وهبوا دفاعا ونفاحا عن دينكم وعن مسجدكم الأقصى المبارك، يقول تعالى (ويحذركم الله نفسه، والله رؤوف بالعباد)، والتحذيرات قائمة والإنذارات تأتينا من كل حدب وصوب.
إلا أن الله رؤوف بالعباد، كيف، في إعطاء الفرصة تلو الفرصة فاغتنموا هذه الفرص عودوا إلى ربكم ولا تجعلوا الله أهون الناظرين إليكم، فالله لا يرضى بظلم العباد للعباد.
السيدة تخرج سعيا في طلب رزقها ولها كوخ بسيط تحتمي به من غدر الزمان، يشاهده صاحب القصر، أمر بهدمه، تعود فتجده مهدما فماذا عساه أن تفعل أمام هذا الطاغية، لجأت إليه تعالى، قائلة قولتها المشهورة، كنت غائبة فأين كنت أنت ربي، فضجت السماء ونزل جبريل بأمر من الجبار وهدم القصر على رؤوس من فيه.
أما بالنسبة لأنواع الظلم فهي كثيرة وكثيرة، وأشدها ظلم الإنسان لنفسه بأن يترك نفسه فريسة للشيطان فيضله عن سبيل الله ويزين له سوء عمله فيظهره له حسنا ووقتها سيتركه وينصرف (ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي) (إني أرى ما لا ترون)، (إني أخاف الله رب العالمين) ثم ظلم الإنسان لأهل بيته، يتركهم هملا، لا يراعي الله لا فى زوج ولا ولد ولا ابنه بل يتركهم يتيهون يتخبطون، لا توجيه، لا رقابة عليهم، لا تعليم لهم، لا توفير حياة كريمة لهم. ثم ظلم المرء لمجتمعه الذي يعيش فيه، فالمرء بالإخوان لا يستطيع أن يعيش منعزلا وإذا كان ذلك كذلك فلا ينبغي أن يكون ذئبا لأخيه الإنسان يتحين الفرص لكي ينقض عليه مفرطا في أنانيته، متفننا في تدبير المكائد لأخيه الإنسان. ونوع خطورته عظيمة، الاتجار بالدين والعياذ بالله، وللأسف والله وإنها لإحدى الكبر ما نشاهده الآن من الفتاوى الباطلة الضآلة المضلة التي تعتمد على لي عنق النصوص لتحقيق مآرب أخرى وما نشاهده في الفضائيات لخير دليل على ما أقوله، طبعا لا أصدر الأحكام على عواهنها ولا أعمم الأحكام فإذا كان هناك غث، فعلى الجانب الآخر هناك السمين هناك المرابطون على الحق الذين يقولون قول الحق ولا يخشون فى الله لومة لائم.
ثم نوع آخر من الظلم، أهل القرآن الذين أورثهم الله تعالى القرآن الكريم ومنحهم نعمة حفظه فلم يصونوه وإنما تاجروا به وقرأوه في سرادقات العزاء وفي افتتاحية الحفلات الراقصة، ما شاء الله، نبدأ حفلات الزفاف بالقرآن الكريم، يتلى القرآن أمام العرايا، بربكم يا من تفعلون هذه الشناعات ماذا ستقولون لله تعالى، أنتم ظلمتم أنفسكم وستأتي آيات القرآن شاهدة عليكم ممسكة بألسنتكم يوم القيامه، ربنا اقتص لنا من هؤلاء الذين أهانونا.. يقول تعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا.. فمنهم ظالم نفسه).
ثم اختتم بأقبح أنواع الظلم، ألا وهو ظلمك لله تعالى، وظلمك له أن تفرط وتسرف في كل ما سبق. فهذا ظلم لله تعالى، لأن تفريطنا في كل ما سبق ذكره تفريط في حق الله تعالى وتفريط في أمانته، ما هي الحياة آلتي وهبنا إياها.
وأختتم مقالتي بما ذكره الله تعالى في حديثه القدسي، يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، أي لا يظلمن بعضكم بعضا. وما قاله أبي الدرداء، يقول، دعوة المظلوم تصعد كشرارات إلى السماء حتى تفتح لها.. فاتقوا دعوة المظلوم.
د. عادل القليعي – بوابة روز اليوسف – أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان
كانت هذه تفاصيل خبر ونعوذ بك من قهر الرجال لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.