"فتاة تُعدّل مكياجها، وأخرى تصفف شعر الواقفة إلى جوارها، وثالث ينظر إلى إحداهنّ" مظاهر تبدو غريبة على أعين المصلين في أول أيام عيد الأضحى، في ساحات الصلاة التي لا يدخلها إلا الخشوع والقنوع، ولصلاة العيد قدسية تعظم شأن مؤديها كما قال سبحانه وتعالى "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ".
ففي مسجد مصطفى محمود، كان المصلون على موعد مع غرائب عدة، فمع حرص البعض على الخشوع إلا أن البعض الآخر وقع في أخطاء -ربما عن جهل- رصدتها كاميرا جريدة "الوطن".
وفي المسجد، اصطف المصلون خلف الإمام، يرددون تكبيرات العيد في فرحة "الله أكبر كبيرا.. والحمدلله كثير"، إلا أنَّ الصفوف شهدت اختلاط النساء بالرجال، بل وضحك البعض وتبادل الحديث فيما بينهم.
وفي صفوف أخرى، أغفل بعض المصلين الخشوع وتهافتوا على التقاط "السيلفي" خلال الصلاة، إلا أن الموقف الأغرب كان تصفيف أم لشعر ابنتها والصلاة مقامة، فيما يمر البعض وسط المصلين ويقف فريق ثالث أمامهم، فيما انشغلت فتاة بتعديل "مكياجها" دون مبالاة للصلاة المقامة.
ورغم قدسية كل صلاة، وبالأخض منها صلاة العيد، إلا أن إقامة صلاة عيد الأضحى في مسجد مصطفى محمود شهدت وقائع تحرش لفظي بين مجموعة شباب وفتيات خلال إقامة الصلاة، دون اعتبار لقدسية الصلاة.
وصلاة العيد عبارة عن ركعتان تجزئ إقامتهما كصفة سائر الصلوات وسننها وهيئاتها مثل جميع الصلوات، وينوي بها صلاة العيد حيث يكبر في الأولى سبع تكبيرات بدون تكبيرة الإحرام وتكبيرة الركوع، وفي الركعة الثانية تكون خمسا بدون أيضا تكبيرة القيام والركوع، والتكبيرات قبل القراءة؛ لما روي "أن رسول الله، كبر في العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى سبعا وخمسا، في الأولى سبعا، وفي الأخرى خمسا، سوى تكبيرة الصلاة"، ولما روى كثير بن عبدالله عن أبيه عن جده: "أن النبي، كبر في العيدين في الأولى سبعا قبل القراءة، وفي الأخرى خمسا قبل القراءة".
ومن السنة أن يرفع المصلي يديه مع كل تكبيرة وأن يقرأ بعد الفاتحة في الركعة الأولى "الأعلى، وفي الثانية "الغاشية" أو في الأولى "ق" والثانية "اقتربت"، مثل ما كان يفعل الرسول.
ويستحب للناس الاستماع إلى خطبة العيد، فمن سنة الرسول إذا فرغ من الصلاة أن يخطب على المنبر خطبتين، يفصل بينهما بجلسة، ومن المستحب أيضا أن يستفتح الخطبة الأولى بتسع تكبيرات، والثانية بسبع، ويذكر الله تعالى فيهما، ويذكر رسوله (صلى الله عليه وسلم)، كما يوصي المصليين بتقوى الله تعالى وقراءة القرآن، ويعلمهم صدقة الفطر.
ويذكر أن صلاة العيد سنة مؤكدة واظب عليها النبي (صلى الله عليه وسلم)، وأمر الرجال والنساء –حتى الحيض منهنّ- أن يخرجوا لها.
ويحتفل المسلمون في أرجاء العالم، اليوم الأحد، بحلول أول أيام عيد الأضحى المبارك. وبدأ حجاج بيت الله الحرام، رمي الجمرات، عقب بيات ليلتهم في مزدلفة، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم أمس.
وأقيمت صلاة عيد الأضحى المبارك، في المسجد الحرام في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة صباح اليوم. فيما استيقظ المسلمون في الفلبين صباح اليوم الأحد، في مدينة مترو مانيلا عاصمة الفلبين، في وقت مبكر (نظرا لفارق التوقيت 6 ساعات)، وتوجهوا في تجمعات للاحتفال بعيد الأضحى وأداء صلاة العيد، وأدى المسلمون صلاة عيد الأضحى في عدد من عواصم العالم.