شكرا لقرائتكم خبر عن معرض آندي وارهول في دبي.. الهوس بالجمال وتشريح الوجوه والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - أكثر من 100 عمل فني، تختزل حكاية فنان البوب آرت آندي وارهول، المهووس بالجمال منذ بدايته وحتى تقديمه الأعمال الخاصة بالمشاهير كمارلين مونرو ومحمد علي كلاي وغيرهما، وذلك في معرض افتتح في «ذا فاوندري» غاليري بدبي، تحت عنوان «آندي وارهول: رائد الإبهار».
ويتميز المعرض الذي يستمر حتى 31 أكتوبر المقبل بكونه الأول لأعمال وارهول الأصلية في دولة الإمارات، ويبرز مسيرة الفنان الذي جمعت أعماله بين تمجيد الثقافة الاستهلاكية وانتقادها في آن.
الإنتاج الغزير
يأخذ القسم الأول من المعرض زواره إلى أعمال وارهول الأولى التي تعود إلى عام 1955، حيث بدأ بشغفه في رسم الأحذية، وكذلك مجموعة من أغلفة المنتجات والهدايا، فقد كان شديد الاهتمام بفكرة الإنتاج الغزير والثقافة الاستهلاكية، وتمكن عبر السنين من الجمع بين الفن وريادة الأعمال، وهذا ما جعله يحقق شهرته في فن البوب آرت.
ويظهر هذا الولع بالإنتاج في الأعمال التي كان يطبعها بالشاشة الحريرية ليحصل على نسخة ثانية من العمل، بتفاصيل ليست طبق الأصل.
وفي القسم الثاني من المعرض، نشهد علاقة الفنان مع صوره الشخصية، إذ رسم نفسه بطريقة يوازي فيها بين الضوء والعتمة، إلى أن عاد ورسم نفسه بشكل سوداوي في آخر مراحل حياته، حيث بدأ يسيطر عليه التفكير في الموت، وقد ظهر في الصورة التي قدم بها نفسه مع اليدين على شكل هيكل عظمي.
أما القسم الثالث، فينقلنا إلى أعماله مع الفنانين، وأشكال الأغلفة الموسيقية، لتختتم الجولة مع رسومات المشاهير، واللوحة الأبرز لمارلين مونرو، التي باتت من أعماله الأكثر شهرة، فقد جسدها بشعرها الذهبي بشكل رمزي أقرب إلى الأيقونات البيزنطية، إذ أراد أن يبرز مكانتها، بشكل ينطوي على الكثير من التمجيد.
علب الطماطم
وحول اختيار الأعمال الخاصة بالمعرض، قالت القيّمة على المعرض، ندى غندور، لـ«الإمارات اليوم»: «حين طلب مني العمل على المعرض، فكرت في طبيعة الأعمال التي يمكن عرضها في دبي، لاسيما أن مسيرة وارهول تتسم بالتنوع، فقد كان فناناً ومنتجاً لأعمال موسيقية وأفلام، وعمل مع العديد من المجلات، كما فكرت في الرابط الذي يجمع بين الطموح الذي امتلكه وارهول وطموح دبي».
وأضافت: «يتقاطع الطموح بين تجربة وارهول وإمارة دبي، فقد كان فناناً طموحاً، ومن مدينة بسيطة في بنسلفانيا، انتقل إلى نيويورك، وبدأ يحلم وينطلق في عالم الفن إلى أن حقق شهرته الواسعة، ودبي في المقابل هي بلد الأحلام والطموح والفرص والأمان».
ولفتت إلى أنها اختارت تقديم مسيرة وارهول من خلال الأعمال، عبر تقسيم المعرض إلى أقسام متعددة، تبدأ الجولة من الرسوم التي قدمها للمجلات، ومنها رسومات الأحذية، إذ كان مولعاً برسمها، انتقالاً إلى عمله على الكثير من التفاصيل اليومية والحياتية البسيطة، فقد حوَّل الأشياء البسيطة إلى أعمال متميزة، ومنها علب حساء الطماطم التي باتت من أشهر نتاجه. ونوهت غندور بأن المعرض يحمل مجموعة من المجسمات التي تجسد المنحوتات التي قدمها الفنان، فضلاً عن أغلفة الألبومات الخاصة بأعمال المغنين، ومن بينهم مايكل جاكسون، موضحة أنه إلى جانب هذه التجارب قدم فيلماً طويلاً، وقد صور خلاله شخصاً نائماً لمدة تصل إلى نحو الساعة.
واعتبرت أن تقديم الموضوعات البسيطة والمرتبطة بالحياة والتفاصيل الشعبية، هو الذي مكن وارهول من اكتساب هذه الشهرة والحفاظ عليها على مر السنوات.
وجمعت غندور الأعمال المعروضة من مجموعات مقتنين، وجميع الأعمال أتت من أوروبا وليست من أميركا، وجمعها لم يكن سهلاً، لذا اعتمدت على مجموعة أساسية في الأعمال، ثم انطلقت بها إلى مجموعات أخرى، وقد استغرق منها التحضير للمعرض عامين، مثنية على تعاون أصحاب المجموعات الذين تحمسوا لعرض الأعمال في دبي.
نظرة مختلفة
وأكدت غندور أن المعرض يتيح رؤية وارهول بنظرة مختلفة، خصوصاً أن الفنان كان مهووساً بالجمال، فكان حين يرسم الشخصيات يغير من الملامح، وكأنه يجري عملية تشريح جراحية للوجوه، وقبل الشروع في الرسم، كان يبدأ بوضع الماكياج للشخصية، ثم يقوم بتصوير ما يقارب 150 صورة ويختار من بينها، حتى يقوم برسم الشخصية بأفضل شكل، وهذا الإجراء كان بمثابة الفلتر الذي يستخدم في العصر الراهن. ورأت أن ما يميز تجربة وارهول هو التنوع والإنتاج الواسع النطاق، فقد كانت أعماله أشبه ببورتريه للمجتمع، إذ عاصر الكثير من التغيرات، سواء التكنولوجية أو حتى الاجتماعية، كما امتلك القدرة على أن يصبح مشهوراً من خلال الفن الشعبي الذي يعكس المجتمع.
سيرة
ولد الفنان آندي وارهول في عام 1928 في مدينة بيتسبرغ لأبوين تشيكيين، وانتقل بعد تخرجه في الجامعة إلى نيويورك. بدأ العمل كفنان تجاري، إذ صمم العديد من الإعلانات. ظهر أول أعماله المعروفة في عام 1949، وفي 1968 أُطلق عليه النار من قبل فاليري سولاناس، وأصيب بجروح خطرة، وقدم هذه الحادثة في فيلم في وقت لاحق.
كان متنوع الإنتاج، ولكن تبقى أعماله الأشهر صورة علبة الحساء التي كان يتناولها وعلب الكولا، وصورة مارلين مونرو. ولعل أبرز ما يعرف عن الفنان الذي رحل في 1987، هو اهتمامه بجمع النفايات وتحويلها إلى أعمال فنية، إذ حصل على وحدة تخزين بالقرب من منزله المؤلف من أربعة طوابق، وكان يجمع فيها المهملات التي يتخلص منها الآخرون ويحولها إلى تحف فنية.
• جمعت ندى غندور الأعمال المعروضة من مجموعة مقتنين، واستغرق التحضير للمعرض عامين.
• 31 أكتوبر المقبل موعد اختتام المعرض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news