ذكرت صحيفة "الشّرق الأوسط" أنّ "العاصمة اللبنانية بيروت شهدت حراكاً دبلوماسياً خجولاً، تمثل في اتصالات دولية مع القيادات اللبنانية، بقيت مضامينها في إطار "العموميات"، كما أفاد مرجع لبناني رفيع لـ"الشرق الأوسط"، عادّاً أن "المسؤولين الغربيين الذين يعول على تدخلهم للضغط على إسرائيل، ليسوا قادرين، كما هي حال الفرنسيين، أو لم يحزموا أمرهم بعد، وهو حال الأميركيين".
وأوضحت أنّ "جديد الاتصالات الدولية أتى بمكالمة هاتفية أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، سبقها اتصال أجراه موفد الرئيس الأميركي آموس هوكستين برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على اتصالين أجراهما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ببري وميقاتي".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني المحافظ محمد باقر قاليباف إلى لبنان، أتت في إطار "التعاطف والدعم"، كما قال مسؤول لبناني التقى قاليباف، الذي أكد أن بلاده "ستظل تدعم القرارات اللبنانية الصادرة من الحكومة والمقاومة والشعب اللبناني".
ولفت المرجع اللبناني إلى أن هذه الاتصالات "إيجابية، بمعنى حصولها الذي يؤشر إلى بداية حراك دولي متعاطف مع لبنان، الذي تبدى في كل الاتصالات"، كاشفًا عن "وعود أميركية بمساعٍ تحصر المواجهات على الجبهات، ولا تطال المدنيين من الجانبين"، غير أنه لم يبد تفاؤلًا كثيراً بهذه المساعي، "لأن أولويتها لم تكن وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على لبنان".
وركّز مصدر لبناني، اطلع على مضامين الاتصالات، لـ"الشرق الأوسط"، أن الموقف الفرنسي الذي عبّر عنه ماكرون "كان أقرب إلى تبني المقاربة اللبنانية، في حين كان التركيز الأميركي على جوانب إنسانية، مثل المساعدات وسياسة انتخاب رئيس للجمهورية"، مبيّنًا أن "الجانب الأميركي أبلغ اللبنانيين بأنه يحاول الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتخفيف معاناة المدنيين، تمهيداً لبلورة مقترح ينهي الصراع القائم".
حراك سياسي ودبلوماسي بدأ يأخذ زخماً... بانتظار الأفعال وليس الأقوال
بدورها، أفادت صحيفة "الديار" بأنّ "الثماني والاربعين ساعة الماضية شهدت تزخيما للحراك والاتصالات الدبلوماسية، سعيا لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان. وبموازاة هذا التزخيم الدبلوماسي، لم يتبدل المشهد الميداني للمعارك والمواجهات بين مقاومة "حزب الله" والعدو الاسرائيلي، الذي عجز ويعجز عن تحقيق اي خرق يذكر على محاور الاشتباكات الحدودية، وفشل في التصدي لموجات الصواريخ التي بقيت تضرب القواعد والمواقع العسكرية والحيوية للعدو، من الحدود حتى جنوبي حيفا وشمالي تل ابيب؛ وتساقطت امس ايضا صواريخ على عكا وصفد وطبريا وكريات شمونة وعشرات المواقع والمستوطنات في الجليل والجولان".
وأكّد مصدر مطلع لـ"الديار"، ردا على سؤال حول نتائج الاتصالات الدبلوماسية، "أنّنا لا نستطيع الحديث عن تقدم ملموس لوقف العدوان الاسرائيلي، لكن يمكن التأكيد اننا شهدنا في اليومين الاخيرين ان الحراك السياسي والدبلوماسي بدأ يأخذ زخما اكثر من اي وقت ماضي، تحت سقف موقف لبنان الرسمي والحكومة اللبنانية".
وحول الموقف الاميركي في ضوء اتصال بلينكن مع بري وميقاتي، أشار إلى أنّه يجب التوقف عند هذين الاتصالين وتوقيتهما، لكن في الوقت لا يمكن الركون لما صدر عن وزارة الخارجية الاميركية، وعلينا ان نرى الافعال وليس الاقوال"، مشدّدًا على أنّ "علينا ان ننتظر الافعال، ونعتقد ان الايام المقبلة ستكشف هذا الامر، واذا كنا سنشهد ضغطا جديا على اسرائيل لوقف عدوانها". ولفت إلى "حراك سياسي داخلي في اطار المسار الذي حدده بيان عين التينة الثلاث، ومنها موضوع انتخاب رئيس توافقي جامع".
التحرك الإيراني والسعودي والموقف الأميركي
وفي اطار الاتصالات الدبلوماسية، كشفت مصادر مطلعة لـ"الديار"، عن ان "هناك جهودا تجري على غير محور، من التحرك الايراني الناشط عبر وزير الخارجية باتجاه دول الخليج، الى الاتصالات التي تجريها السعودية منذ ايام في الاطار نفسه". وتوقفت عند اتصالي وزير الخارجية الاميركية مع بري وميقاتي، ملاحظة ان "لهجة بيان وزارة الخارجية بدا معتدلا، واقل تشددا عن المواقف الاخيرة".
الخارج ينضمّ للداخل... ويُفوّض بري "ترسيم" خارطة طريق ثلاثيّة الأبعاد!
على صعيد متّصل، اعتبرت "الديار" أنّ "لا حراك فعليا يعول عليه الا لمن فوضه الداخل والخارج "التصرف"، ومن وصفه نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بالاخ الاكبر لـ"حزب الله" ولامينه العام الشهيد السيد حسن نصر الله، انه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الملقاة على عاتقه اليوم كل المسؤولية الاكبر التي تصل بلبنان الى شاطئ الامان. فها هي عين التينة تتحول بعد اغتيال نصرالله، الى مقصد الجميع، من الخصوم قبل الحلفاء، وها هو الخارج يجري اتصالاته ويفاوض مع المفاوض الاول بري".
وذكّرت أوساط مطلعة على حركة الاتصالات باتجاه عين التينة، عبر "الديار"، بـ"ما قاله الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، عن ملء الثقة بما يقوم به رئيس مجلس النواب الذي له "التصرف"، ورأت ان "هذه الحركة الخارجية باتجاه مقر الرئاسة الثانية، تؤكد بان الخارج يتعاطى مع بري على انه المفوض الاول للتفاوض، توصلًا لوقف لاطلاق النار، كما لرئيس وفاقي سريعا".
وتعليقًا على ما قيل بان مواقف وزير الخارجية الايرانية نسفت كل حديث عن وقف لاطلاق النار بلبنان بمعزل عن وقف النار بغزة، وبان كلام الشيخ قاسم اتى لينسف كل بيان عين التينة والحركة القائمة، باتجاه الاسراع بتمرير رئيس للجمهورية اليوم قبل غد، كشفت معلومات "الديار"، عن تواصل حصل على خط "الحزب التقدمي الاشتراكي"- عين التينة بعد كلام قاسم، حرص خلاله بري على التأكيد بانه بالنسبة له لم يتغير شيء، "وبعدني على موقفي بوجوب وقف اطلاق النار بلبنان اولا، كما فصل مسار الملف الرئاسي عن الحرب، كما كنت اتفقت مع السيد نصر الله قبل استشهاده".
وعليه، أكّدت مصادر مطلعة على جوّ بري لـ"الديار"، انه "لا يزال يعمل انطلاقا من هذه القناعة، وكل حركة الاتصالات الجارية تعمل على محاولة التوصل لوقف لاطلاق النار بلبنان، او هدنة موقتة بمعزل عما يحصل بغزة".
اما رئاسيا، فلفتت معلومات الصّحيفة، إلى أنّ "ما تحاول الولايات المتحدة القيام به عبر سفيرتها في لبنان، هو تعويم قائد الجيش جوزيف عون"، اذ كشف مصدر موثوق لـ"الديار"، ان "السفيرة الاميركية باتت تسأل اليوم من تلتقيهم من المسؤولين ورؤساء الكتل: "ما رأيكم بقائد الجيش؟".
وأضافت الصحيفة: "حتى الساعة، لم تلاق السفيرة الاميركية اعتراضات واسعة على اسم جوزيف عون، باستثناء "فيتو" لا يزال "حزب الله" يتمسك به حتى اللحظة، بانتظار ما قد يؤول اليه مسار الميدان، ولاسيما ان الحزب يعول على قلب المعركة لصالحه، بعدما اثبتت قوات الرضوان قوتها في ميدان البر؛ وبعدما عجز العدو الاسرائيلي عن التقدم ولو امتار باتجاه الداخل اللبناني".
يومان من الهدوء في الضاحية الجنوبية: ضغوط سياسية أم تحضير لعاصفة جديدة؟
من جهة ثانية، أفادت "الشرق الأوسط" بأنّ "الغارات الجوية الإسرائيلية غابت عن ضاحية بيروت الجنوبية خلال اليومين الماضيين، لكنها لم تُغيّب القلق من تجدّد القصف بشكل مفاجئ وفي أي وقت، وخصوصاً أن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، لا يزال يوجّه الإنذارات المتتالية للمدنيين بضرورة إخلاء منازلهم ومغادرتها فوراً، بسبب قُربها من مواقع تابعة لـ"حزب الله" و"حفاظاً على حياتهم".
وبيّنت أنّ "الهدوء الحَذِر الذي يخيّم على الضاحية انطوى على رسائل متعددة، بعضها مرتبط بالضغوط الدبلوماسية الدولية على تلّ أبيب، للحدّ من التدمير والقتل، والبعض الآخر يفسَّر على أنها ساعات الهدوء التي تسبق موجة جديدة من العنف، وبنك الأهداف الثاني الذي تحضّر له إسرائيل".
وأوضحت أن "تراجُع الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية، مرتبط إلى حدّ كبير بالمساعي التي تقوم بها واشنطن مع تلّ أبيب، وتترافق مع قلقٍ متنامٍ من النوايا الإسرائيلية". وكشف مصدر وزاري مقرّب من ميقاتي لـ"الشرق الأوسط"، أن "جهود رئيس الحكومة مع الأميركيين والأوروبيين، أثمرت تفهماً من المجتمع الدولي لحراجة الوضع في لبنان، وضرورة وقف التدمير الذي تعتمده إسرائيل والذي بلغ ذروته في الأسبوعين الأخيرين".
وأكّد المصدر أن "الضغط الدولي قائم ومستمرّ للجْم العدوان المتمادي، لكن لا أحد يأمن جانب إسرائيل، وثقة هذا المجتمع برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو باتت شبه معدومة، بدليل أن الغارات لم تتوقف على مناطق البقاع والجنوب، التي تُوقِع يومياً مئات الضحايا بين شهيد وجريح، وطائرات الاستطلاع لا تفارق سماء العاصمة بيروت والضاحية الجنوبية ليلاً نهاراً، وعلى مدار الساعة"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "الأميركيين يمارسون ضغوطاً حقيقية على نتانياهو لوقف مجازره بحق المدنيين".
ولفت إلى "حالة ترقّب تسود لبنان والمنطقة بأسرها، مرهونة بالضربة الإسرائيلية المتوقعة لإيران، وما يمكن أن ينتج عنها من تصعيد".
كانت هذه تفاصيل خبر في صحف اليوم: حراك دبلوماسي باتجاه بيروت والخارج يُفوّض بري "ترسيم" خارطة طريق ثلاثية الأبعاد لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :