يعتبر معبد كاميغامو أحد أقدم معابد الشنتو في محافظة كيوتو. ولعل جوده وسط غابة ضاربة في التاريخ بالإضافة إلى البيوت التقليدية التي تحيط به من كل جانب، ساعد في رسم لوحة مميزة من المعمار الياباني التقليدي الجميل. وما زاد هذا المعبد تميزاً كونه معبداً لاحتفالات مهرجان آوي الشهير بكيوتو، حيث يعود تاريخه إلى القرن السادس.
ماء الطهارة
شيد معبد كاميغامو على طول الروافد العليا لنهر كامو. ويطلق اسم كاموشا على المجمع الذي يضم هذا المعبد والمعبد المجاور له شيموغامو. ويعتبر هذان المعبدان العريقان حماة لعائلة كامو النبيلة، تم بناؤهما خلال فترة حكم أسوكا ”593–710“، ومع تعيين كيوتو عاصمة لليابان عام 794 تم اعتماد كاموشا من قبل الامبراطور كحماة للقصر الإمبراطوري.
تجدر الإشارة إلى وجود ارتباط تاريخي بين معبد كاميغامو والإله واكيكازوتشي نو أوكامي، ويعتقد أن هذا الإله له القدرة على التحكم في الظواهر الطبيعية وتوفير الحماية منها، خاصة الصواعق. كما اشتهر هذا المعبد بكونه الملاذ المفضل للمحاربين الذين يطلبون مباركته للانتصار في المعارك التي يخوضونها. ويستمر اليابانيون في تقديس هذا الإله إلى يومنا هذا، وباعتباره إلهً الحماية فقد أصبح يستقطب العاملين في المجال الكهربائي وتكنولوجيا المعلومات طمعاً في الحصول على حمايته ومباركته لهم في مجال عملهم.
صورة لمدخل المعبد، بوابة إيتشي نو توري . © إيديت بلس.
يقع المعبد عند سفح جبل كوياما، ووفقاً للأسطورة المتداولة فإن المكان كان مهبطاً للإله كامو واكيكازوتشي نو أوكامي عندما نزل من الجنة. يتمتع المعبد بوجوده بمنطقة طبيعية خلابة تضم العديد من المباني الرائعة، ومن بين المباني العمرانية التي تميز المكان، هناك مبنيان تم تعيينهما ككنوز وطنية، بالإضافة إلى 41 هيكلا عمرانيا آخر تم تصنيفهم كملكية ثقافية مهمة. والمنطقة كلها تم ضمها لقائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1994.
وبولوج المعبد نجد بحرمه الداخلي الهيكل الرئيسي الذي يضم الهوندن، أما الهيكل الفرعي فيوجد به الجوندن والذي يستخدم أيضاً لاستضافة كامي أو إله المعبد خلال فترة القيام بطقوس شيكينين سينغو، حيث تتم فيها عمليات الصيانة والترميم للمعبد بشكل دوري كل 21 عامًا. كما تتميز أسقف المباني بشكلها المائل مشكلة طنوفاً جميلة ترمز إلى الهندسة المعمارية التقليدية الخاصة بالشنتو، والتي تم اعتمادها منذ بدء أول عمليات الشيكينين سينغو للمرة الأولى منذ أكثر من 1000 عام.
تم تشييد الرومون المكون من طابقين عند مدخل القاعة الرئيسية عام 1628. أما المباني الموجودة على يمين ويسار القاعة الرئيسية فتستخدم كقاعات للعرض وتعتبر ممتلكات ثقافية مهمة. كما يعتقد أن اللون القرمزي اللامع للهيكل يطرد الأرواح الشريرة. © إيديت بلس.
صورة للهوندن والجوندن إلى اليمين واليسار على التوالي. يتم القيام بطقوس التطهير داخل قاعة الهوندن كما تقدم لمحة تعريفية عن المعبد من طرف كاهن بالمعبد. ” تقاليد وطقوس معبد كاميغامو“.
وما يميز موقع هذا المعبد أيضا وجوده عند نقطة التقاء نهري أومونوي وميتاراشي، وتعبر مياه النهرين المتدفقة وسط أراضي المعبد في مشهد خلاب. للوصول إلى المعبد يقوم الزوار بعبور جسر يمتد فوق النهرين، وبحسب كاهن المعبد يعد عبور هذا الجسر تطهيراً رمزياً لأرواح الزوار، كما تقدم الأصوات الصادرة عن خرير المياه نوعاً من الانتعاش العقلي للعابرين.
صورة لجدول المياه الذي يشكله التقاء نهري أمونوي ميتاراشي، موقع نارا نو أوغاوا لممارسة الطقوس التطهيرية المسماة ناغوشي نو أوهاراي. © إيديت بلس.
الروحانية وعلاقتها بالأماكن المقدسة المحفزة للطاقة
باعتبار كاميغامو من أقدم معابد الشينتو في كيوتو، فإنه يتميز بوجود العديد من النقاط والبؤر التي يُعتقد أن بها طاقة نورانية مقدسة ومن أشهرها تاتيزونا، وهو عبارة عن زوج من التلال الرملية موجودان بمقابل قاعة هوسودونو.
صورة لتلي تاتيزونا الشهيرين، يتم تشكيلهما يدوياً من قبل كهنة المعبد. © إيديت بلس.
تشبه هذه التلال المخروطية في شكلها جبل كوياما المقدس، ويذكر أنه قد تم العثور على بعض الآثار بمحاذاة هذا الجبل و يُرجح أن تاريخها قد يعود إلى فترة جومون ”10000-300 ق.م“ وهذا ما يعني حسب الخبراء أن المنطقة شهدت حركات تعبدية وأجواءً خاصة على مدار فترة طويلة من الزمن سبقت فترة تشييد المعبد القائم حالياً، ووفقاً للمراجع فقد كان المتعبدون يقومون بأخذ الرمال من المعبد وينثرونها حول بيوتهم لدرء المحن وجلب الحظ والتوفيق، وكانت هذه الممارسات هي أصل ما يعرف بكيومي نو سونا وهي طقوس تمارس للتطهير والمباركة ومازال المتعبدون متمسكين بها إلى يومنا هذا.
صورة للمعبد الصغير كاتاياما ميكو والذي يقع مقابل الرومون على الضفة البعيدة من نهر أوموني. © إيديت بلس.
كما يعتبر معبد كاتاياما ميكو أحد المعابد الفرعية الكثيرة في كاميغامو، وتم تشييده تكريما لكامو تامايوريهيمي نو ميكوتو وهي والدة الإله الرئيسي لمعبد كاميغامو، والذي يزوره الناس للصلاة من أجل تحقيق ولادة آمنة للحوامل وطمعاً في عيش حياة زوجية سعيدة.
يقال أن شهرة هذا المعبد قد ارتبطت بالعلاقات الرومانسية منذ فترة هييان ”794-1185“. ومن بين القصص الجميلة التي يتم تداولها قصة الكاتبة موراساكي شيكيبو ”مؤلفة حكاية جينجي الشهيرة“ عندما زارت المعبد، وتخليداً لذكرى قصتها تم تدوين قصيدتها ”واكا“ على ألواح الأمنيات ”إيما“ التي تباع في المعبد، ويعتقد أنها قامات بكتابة تلك القصيدة احتفاء بزيارتها إلى الغابة المحيطة رفقة حبيبها.
صورة لألواح الأمنيات ”إيما“ عليها صورة موراساكي شيكيبو. تصنع هذه الألواح على شكل قلوب وهي مستوحاة من شعار المعبد المأخوذ من أزهار الهندباء. © إيديت بلس.
مهرجان آوي وعلاقته بفترة حكم هييان
تتميز كيوتو بمهرجاناتها العديدة والتي تحمل في طابعها صبغة مميزة تعود إلى فترة حكم الهييان، ومن بين أهم هذه الاحتفالات يأتي مهرجان آوي على رأس القائمة. حيث يقام كل سنة يوم 15 مايو/ أيار، ويطلق على هذا المهرجان رسمياً تسمية كامو ماتسوري ويعتبر هذا الحدث تجسيداً للاحتفال السنوي لمعبدي كاميغامي وشيموغامو.
تعود جذور هذا المهرجان إلى حوالي 1500 عاماً عندما قام الإمبراطور كينمي ” الذي حكم من 539 إلى 71 “ بإرسال مبعوث إلى كاموشا للتضرع إلى إله المعبد طمعاً في القضاء على المجاعات وانتشار الأوبئة التي اجتاحت وعصفت بالامبراطورية في ذلك الوقت. ويُذكر أنه مع بدء فترة الهيان كانت الأميرات الامبراطوريات ”أطلق عليهن تسمية سايو“ يشغلن منصب كاهنات فخريات في المعبد.
صورة لموكب تترأسه سايو داي وهو في طريقه إلى المعبد ”من طقوس معبد كاميغامو“.
وتبدأ مراسم هذا المهرجان بانطلاق قافلته التي تتقدمها ساي داي رفقة رسول الإمبراطور، يتبعهم موكب من 500 شخصاً بزيهم المستوحى من أزياء القصر الامبراطوري لكيوتو متوجهين نحو كاموشا، هذا الموكب المهيب دائماً ما يجذب العديد من المتفرجين الذين يتوقون لحضور فعاليات هذا المهرجان المميز.
كما تتخلل هذا المهرجان نشاطات عديدة مستوحاة من فترة هييان، فعلى سبيل المثال نجد فعالية كامو كيوكوسوي نو إين، أين تقوم الساي داي للسنة السابقة للمهرجان بتكليف الجهة المنظمة لمهرجان العام الحالي بتنظيم تجمع لكتابة الشعر. كما يتم إجراء سباق للخيل بين متسابقين يرتديان الزي الرسمي المخصص لحضور الاحتفالات التي تقام في البلاط الملكي، ويطلق على هذا السباق اسم كامو كورابي أوما.
المشاركون في فعالية كامو كيوكوسوي مكلفون بارتجال قصيدة يابانية ”واكا“ لقراءتها قبل مرور كوب الخمر الياباني ”ساكي“ الذي يطفو في مجرى مائي بالقرب من مكان جلوسهم. ”طقوس خاصة بمعبد كامغامو“.
صورة لسباق الخيل كورابي أوما والذي يعتبر جزءً من طقوس الصلاة لطلب الوفرة في المحاصيل الزراعية وانتشار السلام في المنطقة. ”طقوس خاصة بمعبد كامغامو“.
وخلافاً لما يتميز به مهرجان آوي في فصل الربيع، فإن ناغوشي نو أوهراي قد خصص للصلاة من أجل طلب وفير الصحة ويقام في أوائل الصيف يوم 30 يونيو/ حزيران. يتخلل هذا الاحتفال طقوس أخرى تتمحور حول نقل الخطايا المرتكبة في النصف الأول من العام إلى الدمى الورقية المشكلة يدوياً، والتي يتم إلقاؤها في نهر نارا نو أوغاوا.
منظر الدمى الورقية وهي تطفو بعيداً على ضوء النيران المشتعلة يعد مشهدا مهيباً. والاستمرار في القيام بهذه الطقوس التي تعود إلى فترة الهيان دليل على المكانة الكبيرة لهذه التقاليد في قلوب سكان كيوتو.
صورة لمناسك إطلاق الأشكال الورقية التي قدمها المصلون لكهنة المعبد، أين يقومون بترديد بعض الصلوات الخاصة. ”طقوس خاصة بمعبد كامغامو“.
ومما يميز هذا المعبد أيضاً وجود مقهى بجواره يسمى ”سان كوياما يوسوي“، حيث يعتبر مكاناً مثالياً لأخذ قسط من الراحة بعد تعب التجول في المكان. تُحضر قهوته المميزة بالبن الذي يتم اختيار حبوبه بعناية وتحمص بطريقة خاصة، ثم تصنع باستخدام مياه ينابيع جبل كوياما المقدسة.
صورة لقاعة القهوة، التي تفتح أبوابها من الساعة 10:00 صباحاً حتى 4:00 مساءً، تم تشييدها بشكل يتماشى مع طبيعة المكان. © إيديت بلس.
صورة للقهوة المحضرة من مياه ينابيع كوياما يوسوي. تتميز هذه القهوة بمذاقها الناعم ونكهتها اللطيفة. © إيديت بلس.
معبد كاميغامو
- العنوان: 339 كاميغامو، موتوياما، كيتا وارد، كيوتو.
- ساعات الزيارة: هوندن ”المعبد الرئيسي“ من الساعة 5:30 صباحاً إلى الساعة 5:00 مساءً. الصلاة الخاصة بالهوندن والجوندن ”المعبد الثانوي “ من الساعة 10:00 صباحاً إلى الساعة 4:00 مساءً.
- الدخول إلى حرم المعبد مجاني، رسوم الصلاة الخاصة 500 ين مع ضرورة الحجر مسبقاً.
- يفتح المعبد ابوابه للزوار طوال السنة.
- طريقة الوصول: من محطة كيوتو للقطارات جي أر، اركب حافلة مدينة كيوتو المتوجهة إلى كاميغامو جينجا، ثم قم بالنزول عند محطة كاميغامو جينجا ماي المجاورة للمعبد.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية، التقرير والنص والصور من © إيديت بلس)
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | معبد كاميغامو العريق بكيوتو لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.