براءات اختراع لـ"أمازون" و"جوجل" تثير مخاوف من التنصت على المستخدمين

شكرا لقرائتكم خبر عن

براءات اختراع لـ"أمازون" و"جوجل" تثير مخاوف من التنصت على المستخدمين

والان نبدء بالتفاصيل

القاهرة - بواسطة محمد صلاح - الأحد 15 رجب 1439 05:50 مساءً - بُث إعلان تجارى لحساب العملاق الأمريكى "أمازون"،  تروج فيه الشركة لجهازها، المساعد الصوتى الرقمى ذائع الصيت "أليكسا"، عندما كان الملايين فى أنحاء الولايات المتحدة ينتظرون بشغف بدء المباراة النهائية لدورى كرة القدم الأمريكية "سوبر بول" عبر شاشات التلفاز فى الرابع من فبراير الماضى.

الإعلان التمثيلى، الذى ظهر فيه عدد من المشاهير من بينهم الرئيس التنفيذى لـ"أمازون"، عرض أولا مشاهد تخيلية لاهتمام الشبكات الإخبارية بمتابعة نبأ توقف صوت "أليسكا"، قبل أن يتغنى بما تستطيع "أليسكا" قوله للمستخدمين، لكن السؤال الأكثر إثارة للفضول - وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" - كان يدور حول ما يمكن لهذا الجهاز وأجهزة وتطبيقات المساعد الرقمى الأخرى سماعه، لا سيما مع تصاعد عدد مستخدمى تلك التقنيات فى أجهزتهم الرقمية ومنازلهم.

وفى تقرير نشرته الصحيفة اليوم الأحد، على موقعها الإلكترونى بعنوان "مرحبا أليكسا، ما الذى يمكنك سماعه؟ وماذا ستفعلين به"، سلطت "نيويورك تايمز" الضوء على تصاعد المخاوف من ممارسة شركات التقنيات الرقمية للتنصت، مشيرة إلى أن براءات اختراع تقدمت مؤخرا كل من "أمازون" و"جوجل" للحصول عليها - بعضها لا يزال قيد النظر - أظهرت كيف وإلى أى مدى يستطيع المساعدون الرقميون مراقبة ما يقوله ويفعله المستخدمون.

وتقول الشركتان الأمريكيتان الرائدتان فى بيع تلك التقنيات "أمازون" و"جوجل" إن المساعد الرقمى يسجل ويجرى عمليات على الأصوات فقط إذا دعاهم المستخدم لذلك بالضغط على مفتاح أو قول كلمات مثل "مرحبا أليسكا" أو "حسنا جوجل"، لكن طلبات الحصول على براءات الاختراع الخاصة بالشركتين تعرض سلسلة من الإمكانيات التى تستطيع تلك الأجهزة من خلالها مراقبة المزيد مما يقول ويفعل المستخدمون؛ حيث تضمنت - وفقا لـ"نيويورك تايمز" - معلومات يمكن استخدامها للتعرف على رغبات واهتمامات الشخص، والتى من ثم قد تُستغل فى إظهار إعلانات تجارية معينة وتوصيات للمستخدمين بشراء منتجات تتصل باهتماماته.

فى إحدى تلك الطلبات، تصف "أمازون" كيف يمكن استخدام "لوغاريتم شمّ الصوت" فى مجموعة من الأجهزة، كالحاسوب اللوحى وقارئ الكتب الإلكترونية، لتحليل الصوت خلال تعاملات المستخدم اليومية عندما يسمع كلمات مثل "أحب"، أو "اشتريت" أو "لا يعجبني"، لمعرفة ما يفضله وما يحبه المستخدم أو ما لا يحبه أو حتى ما يعتزم شراءه.

ويبين رسم بيانى مرفق بطلب أمازون للحصول على براءة الاختراع كيف يمكن أن ينتج عن مكالمة هاتفية بين صديقين أن يتلقى أحدهما عرضا لزيارة حديقة حيوان سان دييجو، ويرى الآخر إعلانا لعضوية نادى "واين أوف ذا مانث" فى سان دييجو.

على الجانب المقابل، تصف طلبات من طرف "جوجل" - التى تمتلك شركة "نيست لابس" للصناعات الرقمية - للحصول على براءات اختراع، كيف يمكن استخدام الإشارات الصوتية والمرئية فى سياق أجهزة المنزل الذكي، ويبين أحدها بالتفصيل كيفية استخدام مراقبة الصوت فى تحديد ما إذا كان الطفل يتلف شيئا ما بالمنزل أثناء اللهو باستخدام أنماط الخطاب، ومن ثم يطلق الجهاز تحذيرا "فعليا".

كما يُظهر طلبا آخر متعلق بمحتوى إضفاء الطابع الشخصى للأفراد مع احترام خصوصيتهم، كيفية استخدام الأصوات لتحديد الحالة المزاجية للمستخدم عبر مراقبة مستوى صوته ومعدل التنفس والبكاء وغيره، وتحديد الحالة الصحية من خلال مراقبة السعال والعطس وما إلى ذلك، كما يوضح كيف يمكن للجهاز التعرف على قميص ملقى على ارضية خزانة احد المستخدمين ومطبوع عليه وجه الممثل الشهير ويل سميث وربط ذلك مع تاريخ التصفح الذى يبين بحثك عن ذلك الممثل فى وقت سابق لتقديم ترشيح لحضور فيلمه الجديد الذى يُعرض فى أحد دور السينما القريبة.

وتقول "أمازون" إنها تأخذ اعتبار الخصوصية على "محمل الجد" ولا تستخدم التسجيلات الصوتية لعملائها من أجل الإعلانات الموجهة، بينما تقول "جوجل" إنها لا تستخدم الصوت لاستقراء الحالات المزاجية أو الظروف الطبية أو المعلومات الديموغرافية، مؤكدة أن جميع الأجهزة التى تستخدم تقنية المساعد الرقمى مصممة مع الأخذ بالاعتبار مسألة الخصوصية .

ورغم عدم استخدام شركات الصناعات الرقمية للكثير من براءات الاختراع المسجلة باسمها ووقوف عدة سنوات بينها وبين إمكانية تحقيقها، لكن ذلك لا يمنع مخاوف التنصت المتنامية عن ذهن المستخدمين والمراقبين.

ونقل تقرير "نيوريورك تايمز" عن جيمى كورت، وهو رئيس منظمة "كونسيومر ووتشدوج" غير الربحية والمعنية بحقوق المستهلكين، قوله: " عندما تقرأ أجزاء من تلك الطلبات (الخاصة ببراءات الاختراع)، فإنه من الواضح حقا أن هذه برمجيات تجسس وأنظمة مراقبة معنية بتقديمك للمعلنين".

ويضيف كورت - الذى نشر فى ديسمبر الماضى دراسة عن بعض طلبات الحصول على براءات الاختراع فى التقنيات المشار إليها - إن الشركات "بالأساس ستعرف كيف هى حياتنا المنزلية بطرق كمية"، وهو ما نفته جوجل لاحقا، معتبرة تلك المزاعم "لا أساس لها".

وتشير "نيويورك تايمز" إلى تنامى القلق عند كثير من مستخدمى تلك التقنيات من أن الشركات المصنعة تمارس التنصت عليهم لأغراض استهدافهم بالإعلانات الموجهة، دون اعتبار للإنكار المتكرر لذلك الأمر من جانب الشركات، مؤكدة أن الكشف مؤخرا عن حصول شركة البيانات السياسية البريطانية "كمبريدج أناليتيكا" بشكل غير لائق على بيانات نحو 50 مليون مستخدم لموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" واستخدامها لخدمة أهداف سياسية وتجارية زادت فقط من حذر الجماهير من جمع واستخدام معلوماتهم الشخصية.

 

أخبار متعلقة :