هل نحن أمام أكبر كشف للحقيقة في وثائق كينيدي؟

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من واشنطن: بعد أكثر من 60 عامًا على اغتيال الرئيس الأميركي جون كينيدي، لا تزال نظريات المؤامرة تحيط بالحادثة الأكثر إثارة للجدل في التاريخ السياسي الأميركي.

واليوم، يتجه العالم بأنظاره نحو 80 ألف صفحة من الوثائق السرية التي سيتم الكشف عنها، وسط ترقب لما قد تحمله من مفاجآت أو أدلة جديدة.

دونالد ترامب، الذي سبق أن وعد بنشر هذه الوثائق خلال ولايته الأولى، أعلن سابقًا أنه سيكشف اليوم عن جميع السجلات المتعلقة باغتيال جون كينيدي، وكذلك شقيقه روبرت كينيدي، والزعيم الحقوقي مارتن لوثر كينغ الابن، الذين اغتيلوا في عام 1968.

وقال ترامب خلال زيارته لمركز كينيدي في واشنطن: "انتظر الناس هذا لعقود. سيكون الأمر شيقًا جدًا".

هل تخرج الحقيقة إلى العلن؟
وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، فقد تم العثور على آلاف الوثائق الجديدة المتعلقة بالاغتيال، وهو ما أثار التكهنات حول إمكانية ظهور أدلة قد تقلب الرواية الرسمية رأسًا على عقب.

ترامب، الذي وعد سابقًا بنشر هذه الوثائق خلال حملته الانتخابية، كان قد تعرض لضغوط من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ومكتب التحقيقات الفيدرالي خلال ولايته الأولى، ما دفعه إلى تأجيل نشر بعض الملفات بحجة "الأمن القومي". لكن هذه المرة، يبدو أنه عازم على الوفاء بوعده.

ويشغل روبرت إف. كينيدي جونيور، ابن شقيق كينيدي، منصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية في إدارة ترامب. ولطالما أثار كينيدي الجدل بسبب تصريحاته حول اغتيال عمّه ووالده، إذ قال في مقابلة عام 2023: "هناك أدلة دامغة على تورّط وكالة الاستخبارات المركزية في اغتيال جون كينيدي، وهي حقيقة لا مجال للشك فيها الآن".

بل ذهب أبعد من ذلك، مشيرًا إلى وجود "مؤشرات قوية للغاية" على ضلوع الوكالة في اغتيال والده روبرت كينيدي، الذي كان وزيرًا للعدل ومرشحًا رئاسيًا عندما تم اغتياله عام 1968.

لكن مواقف كينيدي جونيور تبقى بعيدة كل البعد عن الرواية الرسمية، إذ خلصت لجنة وارن، التي تولت التحقيق في اغتيال كينيدي، إلى أن "لي هارفي أوزوالد تصرف بمفرده".

وثائق كينيدي 2017
هذه ليست المرة الأولى التي تُرفع فيها السرية عن وثائق اغتيال كينيدي. ففي عام 2017، أمر ترامب بالكشف عن 2800 وثيقة سرية، والتي حملت تفاصيل صادمة، من بينها:

- صحيفة "كمبريدج" البريطانية تلقت اتصالًا غامضًا قبل 25 دقيقة من اغتيال كينيدي، حيث قيل للصحافي المسؤول: "اتصل بالسفارة الأميركية في لندن لبعض الأخبار الكبيرة"، ثم أُغلق الخط.

- جاك روبي، قاتل لي هارفي أوزوالد (المتهم الرئيسي باغتيال كينيدي)، قام بزيارة إسرائيل قبل عام من الحادثة، ما عزز الشكوك حول دور محتمل لتل أبيب في الاغتيال، خاصة بعد أن كشفت الوثائق عن مراسلات بين كينيدي والرئيس المصري جمال عبد الناصر حول القضية الفلسطينية.

- أجهزة الاستخبارات السوفياتية (KGB) كانت على اتصال بأوزوالد قبل شهرين من الاغتيال، كما أنه زار المكسيك للحصول على تأشيرة سفر من السفارة الكوبية والسفارة السوفياتية.

- أوزوالد حصل على الذخيرة من مجموعة ميليشيات يمينية متشددة في الولايات المتحدة.

- المخابرات السوفياتية زعمت أن لديها "أدلة" على تورط الرئيس الأميركي آنذاك ليندون جونسون في مؤامرة اغتيال كينيدي.

- الرئيس الروسي نيكيتا خروتشيف لم يصدق الرواية الأميركية حول مقتل كينيدي، وأعرب عن اعتقاده بأن "اليمين الأميركي" وراء العملية.

- مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي كتبها إدغار هوفر، رئيس المكتب آنذاك، أعرب فيها عن "قلقه من أن مقتل أوزوالد سيؤدي إلى زيادة الشكوك بين الأميركيين".

- وثائق لمكتب التحقيقات الفيدرالي تكشف أن السلطات الأميركية "حذرت شرطة دالاس" من أن جاك روبي ربما يكون بين العامة قبل أن يقتل أوزوالد، لكن التحذيرات لم تمنع الاغتيال.

- لجنة روكفلر، التي راجعت أنشطة المخابرات المركزية، ناقشت احتمال أن يكون أوزوالد "على صلة بالاستخبارات الأميركية".

هل نقترب من كشف الحقيقة؟
ما ستكشفه وثائق اليوم قد يكون أهم إفراج عن المعلومات في تاريخ قضية اغتيال كينيدي. فالملفات الجديدة، التي تضم نحو 80 ألف صفحة، قد تحمل أدلة دامغة أو معلومات صادمة تعيد تشكيل الرواية بالكامل.

ومع ضلوع ترامب في هذا الملف، وترشيحه لشخصية بحجم روبرت كينيدي جونيور في إدارته، يبقى السؤال: هل نحن أمام أكبر كشف للحقيقة في قضية كينيدي؟ أم أن الغموض سيظل يحيط بهذه الجريمة إلى الأبد؟

أخبار متعلقة :