فرنسا: توقيف 3 جزائريين للتحريض على قتل معارضين جزائريين

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من باريس: في تطورات لافتة في فرنسا، أوقفت السلطات الفرنسية في أول أسبوع من السنة الجديدة 2025 ثلاثة مؤثرين جزائريين يحظون بمتابعة واسعة على منصة التواصل الاجتماعي تيك توك، للاشتباه في تحريضهم على الإرهاب ووضع منشورات تحث على ارتكاب أعمال عنف في فرنسا.

يأتي توقيف المؤثرين في بريست (غرب) وغرونوبل (جنوب شرق) ومونبلييه (جنوب) في ظل توترات سياسية متزايدة بين باريس والجزائر.

في هذا الإطار، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأحد عن "شكوك" بشأن التزام الجزائر اتباع خريطة الطريق التي وضعها الجانبان عام 2022 لتعزيز العلاقات وتجاوز مخلفات حقبة الاستعمار، وفقاً لتقرير "مونت كارلو" الدولية.

من هم المؤثرون الجزائريون الثلاثة؟

المؤثر المعروف باسم "عماد تان تان"
أوقف الناشط المعروف باسم "عماد تان تان" يوم الجمعةفي ضواحي غرونوبل بعد نشره مقطع فيديو يحث المتابعين على "الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية".

تم حذف الفيديو لكن وزير الداخلية الفرنسي اليميني المتشدد برونو ريتايو نشر مقطعا منه على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي ووصفه بأنه "وضيع".

وقالت النيابة العامة في غرونوبل إن قاضيا وضع المدوّن البالغ 31 عاما تحت الإشراف القضائي، ومن المقرر أن يخضع يوم الاثنين لمحاكمة سريعة بتهمة "التحريض المباشر على عمل إرهابي".

يُشار إلى أن "عماد تان تان" دخل فرنسا في كانون الأول (ديسمبر) 2021، وتقدم بطلب للحصول على تصريح إقامة في آب (أغسطس) 2023 بعد زواجه من امرأة فرنسية. لكن طلبه قوبل بالرفض، وأصبح مهددا بالترحيل من الأراضي الفرنسية.

وقال مصدر في الشرطة إنه أوقف مع شقيقه التوأم، مضيفا أن تفتيش منزلهما كشف عن الأجهزة المستخدمة في تصوير الفيديو الذي حقق أكثر من 800 ألف مشاهدة. ولم يقدم المدّعون تفاصيل بشأن وضع الشقيق.

المؤثر الجزائري "زازو يوسف"
في القضية الثانية، أودع جزائري (25 عاما) تم التعريف عنه باسم "يوسف أ" ويشتهر على وسائل التواصل الاجتماعي باسم "زازو يوسف"، الحبس الاحتياطي الجمعة في مدينة بريست، وفق ما أفاد المدعي العام كامي ميانسوني في بيان.

أوضح المدعي العام أنه سيحاكم في 24 شباط/فبراير بتهمة "التحريض علنا على عمل إرهابي" في منشورات على حسابه الذي يتابعه مئات الآلاف. وأضاف في البيان أنه يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى سبع سنوات وغرامة قدرها 100 ألف يورو في حال إدانته.

ظهر "زازو يوسف" في مقطع فيديو نُشر على تيك توك في 31 كانون الأول(ديسمبر)، يدعو فيه إلى شن هجمات في فرنسا والقيام بأعمال عنف في الجزائر. وكان المشتبه به يعيش في فرنسا بموجب تصريح إقامة مؤقت.

قالت شركة تيك توك في هذا الصدد، إن الحساب الذي نشر منه الفيديو تم حظره بسبب نشره عدة مقاطع تنتهك قواعدها بشأن خطاب الكراهية.

مؤثر جزائري ثالث في مونبلييه
مساء الأحد أعلن وزير الداخلية برونو ريتايو عن توقيف مؤثر ثالث في مدينة مونبلييه الساحلية بسبب التحريض على " قتل معارضين للسطلة الجزائرية" وتعليقات عنيفة استهدفت ناشطا جزائريا معارضا.

وأفادت النيابة العامة بأن السلطات المحلية أبلغت عن مقطع فيديو قال فيه المؤثر عن الناشط "اقتلوه، دعوه يعاني". وصرّح مكتب محافظ المنطقة إنه يدرس سحب تصريح إقامة المدوّن وإصدار أمر بترحيله.

علاقات متوترة بين باريس والجزائر
تزامن توقيف المؤثرين الثلاثة الجزائريين مع تصاعد التوتر بين فرنسا والجزائر على خلفية إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون الدعم الفرنسي للسيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية، وذلك خلال زيارة تاريخية قام بها ماكرون للمملكة في 2024.

يضاف إلى ذلك، اعتقال الروائي الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في الجزائر، وهو شخصية بارزة في الأدب الفرنكوفوني الحديث، منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2024 بتهم تتعلق بالأمن الوطني.

في السياق، صرح وزير الخارجية الفرنسي بارو لإذاعة "آر تي إل" أن مواقف الجزائر "أثارت لدينا شكوكا حيال نية الجزائريين" الالتزام بخارطة الطريق لتحسين العلاقات. واعتبر أن "الأسباب التي قد دفعت السلطات الجزائرية إلى احتجاز الروائي بوعلام صنصال باطلة".

النظام الجزائري ينقل الحرب إلى فرنسا
من جهته، اعتبر المعارض الجزائري شوقي بن زهرة الذي لجأ إلى فرنسا بعد مشاركته في الحراك المؤيد للديمقراطية عام 2019، أن "زازو يوسف" و"عماد تانتان" انضما إلى "الحرب التي يشنها النظام الجزائري في فرنسا".

واتهم السلطات الجزائرية بتعبئة عدد "كبير" من المؤثرين الذين يدعون إلى "العنف"، لافتا إلى أنه رفع شكوى الجمعة في مدينة ليون بسبب تهديدات وجهها له "عماد تانتان".

أخبار متعلقة :