"بوليتيكو" تسأل: بمن تتصل إذا كنت تريد مخاطبة أوروبا؟

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من روما: بمن تتصل به إذا كنت تريد التحدث إلى أوروبا؟ سؤال طرحته "بوليتيكو" في إطار بحثها عن أقوى شخصية في أوروبا في الوقت الراهن، وقالت في الإجابة :"إذا كنت إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم ومستشار مقرب ورئيسي لرئيس الولايات المتحدة المنتخب دونالد ترامب، فإن الرقم الذي سوف تتصل به إذا رغبت في أن تتحدث لأوروبا بأسرها، هو حتماً رقم السيدة القوية جورجيا ميلوني.

في أقل من عقد من الزمان، تحولت زعيمة حزب "إخوان إيطاليا" اليميني من شخصية يُنظر إليها باعتبارها شخصية وطنية متطرفة إلى شخصية منتخبة رئيسة لوزراء إيطاليا ورسخت مكانتها كشخصية يمكن لبروكسل (أوروبا)، والآن واشنطن، التعامل معها.

ورغم انتقالها إلى الوسط، فإن ميلوني ــ التي بدأت مسيرتها السياسية ناشطة في الجناح الشبابي للحركة الاجتماعية الإيطالية الفاشية الجديدة وأشادت بالديكتاتور بينيتو موسوليني ووصفته بأنه "سياسي جيد فعل كل ما فعله من أجل خير إيطاليا " ــ كانت في طليعة موجة تجر السياسة الأوروبية نحو أقصى اليمين.

في الواقع، منذ انتخابها في عام 2022، قدمت رئيسة الوزراء الإيطالية سياسات بشأن قضايا مثل الهجرة وحقوق المثليين جنسيا ومزدوجي الميل الجنسي والمتحولين جنسيا، والتي كانت لتثير إدانة من بروكسل.

ولكن بدلا من ذلك، تراوحت ردود أفعال زعماء الاتحاد الأوروبي بين اللامبالاة والموافقة، حيث قبل العديد منهم ميلوني كممثل مقبول لروح العصر المتطرفة المزدهرة على جانبي الأطلسي.

الشكل المذكر من اللقب
إن عجز السياسيين التقليديين عن مواجهة السرد القومي المتطرف الذي يكتسب شعبية متزايدة، واستعدادهم للتعاون مع ميلوني على الساحة الأوروبية، يمكّن رئيسة الوزراء الإيطالية البالغة من العمر 47 عاما ــ والتي تصر على استخدام الشكل المذكر من لقبها الرسمي ، رئيسة المجلس ــ من أن تكون رجلا قويا قادرا على ممارسة سلطة هائلة في وقت تفتقر فيه القارة إلى الوسطيين الأقوياء القادرين على مواجهتها.

تصدرت ميلوني عناوين الأخبار في جميع أنحاء العالم عندما أصبحت أول رئيسة وزراء لإيطاليا ، لكن قِلة توقعوا أنها ستستمر طويلاً في منصبها. توقع الخبراء أن يؤدي الصراع الداخلي إلى انقسام ائتلافها الحاكم من الأحزاب اليمينية، ولم يكن هناك شهية كبيرة لها في بروكسل.

الله.. الوطن.. العائلة
بعد سنوات من تحمل تصرفات فيكتور أوربان المجري، لم تكن شخصيات الاتحاد الأوروبي البارزة متحمسة لوصول زعيم خاض حملته الانتخابية على أساس "الله والوطن والعائلة" وشكل حكومة مع أحزاب متعاطفة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن .

ولكن على مدى العامين الماضيين نجحت ميلوني في ترسيخ دعائم حكومتها كواحدة من أكثر الحكومات استقراراً في إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية. ورغم أن البلاد مثقلة بديون وطنية تعادل 137% من الناتج المحلي الإجمالي ، فإن التوقعات الاقتصادية ليست قاتمة إلى الحد الذي قد يخيف المستثمرين الأجانب الذين تجتذبهم البيئة السياسية الهادئة إلى حد غير عادي.

إن مظهر ميلوني المهذب الذي لا يقبل أي هراء يساهم في تعزيز صورة الاستقرار. فبعد أن أشار رئيس منطقة كامبانيا فينسينزو دي لوكا إلى رئيس الوزراء باعتبارها " عاهرة " في تجمع انتخابي، حضر رئيس الوزراء إلى حدث في منطقته ورحب بالسياسي المعارض قائلاً: " الرئيس دي لوكا، أنا تلك العاهرة، ميلوني. كيف حالك؟ "

أخبار متعلقة :