الشارقة - اميمة ياسر - ربما تكون مصادر موقع "بوليتيكو" دقيقة في وصف الحالة النفسية لولي عهد السعودية محمد من سلمان، التي تقول إنه متخوف من نهاية مأساوية مثل الرئيس المصري السابق أنور السادات الذي اغتيل من قبل عناصر في الجيش بعد معاهدة كامب دايفيد، لكن البعض يرى فيها مناورة للضغط والحصول على دولة فلسطينية أو حماية خاصة من الولايات المتحدة لولي العهد.
ووفقا لـ"بوليتيكو"، ذكر الأمير السعودي لأعضاء من الكونغرس أنه يعرض حياته للخطر في متابعته صفقة كبيرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، تتضمن تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية. واستحضر بن سلمان أنور السادات، وسأل عما فعلته الولايات المتحدة لحمايته.
كما شرح ولي العهد السعودي ضرورة أن تتضمن مفاوضات صفقة غزة مسارًا حقيقيًا لإقامة دولة فلسطينية، خاصة بعد أن أدت الحرب في غزة إلى زيادة الغضب العربي تجاه إسرائيل.
وأثار ما نشره "بوليتيكو" الرأي العام السعودي، وكانت هناك انتقادات واسعة في الأوساط الإعلامية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي للموقع.
ووافق بعض مؤيدي محمد بن سلمان على أنه ربما تكون تصريحات بن سلمان ورقة ضغط من المملكة لاقتناص موافقة بإقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع الكامل مع إسرائيل، فيما رأى آخرون أن ذكر ما حدث للسادات بعد التطبيع مع إسرائيل يعد محاولة لإثارة القلق أو ربما للضغط على الولايات المتحدة في المفاوضات.
تفوح منه رائحة الانحياز الإسرائيلي
هاجم خبراء سعوديون تقرير صحيفة "بوليتيكو" حول تخوف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من الاغتيال مثل أنور السادات، ووصفوه بـ"السطحي" الذي "تفوح منه رائحة الانحياز الإسرائيلي".
وقال خبير بالعلاقات الدولية الأستاذ سامي المرشد: "يحاولون عبثا بمثل هذه الأخبار الملفقة التأثير على المشروع السعودي الذي يحقق الأمل لشعوب المنطقة بالأمن والاستقرار والتنمية المستدامة والحياة الكريمة والذي يتطلع إليه قادة وشعوب المنطقة والعالم لحل قضية الشعب الفلسطيني سلميا والتي ستؤثر إيجابيا بكل الأزمات المستعصية في منطقة الشرق الأوسط".
وشدد على أنهم "فشلوا في عرقلة المشروع في مغامرة غزة وسيستمرون بالفشل أمام تصميم السعودية وقيادتها في تنفيذ ما وعدت به".
من جانبه أكد المحلل السياسي مبارك العاتي أن تقرير "بوليتيكو" سطحي جدا، وتفوح منه رائحة الانحياز الاسرائيلي، وهو يؤكد بجلاء جهلا أمريكيا مطبقا بشخصية سمو ولي العهد القيادية الشجاعة التي تغلب مصلحة وطنه وامته على أي محاذير أخرى، ويتجاهل هذا التقرير بتعمد فاضح ما يتكىء عليه سمو ولي العهد من دعم وتأييد بين الشعب السعودي والقيادة في المملكة وإيمان الشعب بصواب ورجاحة كل فرار وكل خطوة يقررها او يتخذها سموه داخليا أو خارجيا".
وأضاف: "كما أن هذا التقرير يفضح التشويه الممنهج الذي يتعرض له سمو ولي العهد وتتعرض المملكة العربية السعودية من الإعلام الغربي والصهيوني بسبب قوة تمسكه بالدولة الفلسطينية انطلاقا من مركزية القضية الفلسطينية للمملكة وللعرب وانطلاقا من موقع القيادة والريادة التي تمثلها المملكة للعرب وللمسلمين".
أخبار متعلقة :