محمد اسماعيل - القاهرة - كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
حذر مرصد الأزهر من الإنترنت المظلم أو ما يطلق عليه دارك ويبDark Web بوصفه مساحة غير مرئية على الإنترنت لا يمكن الوصول إليها من خلال محركات البحث العادية، ويتطلب الوصول إلى هذا الفضاء المحفوف بالمخاطر استخدام برامج وتقنيات خاصة.
وأشار مرصد الأزهر في بيان له، الاثنين، إلى أن الإنترنت المظلم يُستخدم لأغراض أغلبها غير مشروعة، حيث يـُعد بيئةً خصبةً لانتشار الجرائم، حيثُ تُتيح السرية وإخفاء المستخدم التي يتسم بها هذا الفضاء للمستخدمين ارتكاب جرائمهم ما بين تجارة غير مشروعة وابتزازا وانتهاكات لخصوصيات الآخرين وغيرها دون خوف من الملاحقة القضائية.
واستعرض مرصد الأزهر أشكال الجرائم التي ترتكب من خلال الإنترنت المظلم كتجارة المخدرات والأسلحة، حيث والتي تعد من أكثر الجرائم انتشارًا على الإنترنت المظلم، ويمكن للمستخدمين شراء أي نوع من المخدرات أو الأسلحة باستخدام العملات الرقمية مثل بيتكوين دون الكشف عن هوياتهم، وتعدالاعتداءات الجنسية أحد أبشع الجرائم على الإنترنت المظلم؛ حيث يُمكن للمستخدمين العثور على صور ومقاطع فيديو لاعتداءات جنسية بخاصة الاعتداءات على الأطفال بغرض التلذذ وربما الابتزاز، وتجارة الأعضاء البشرية، حيث يُعد ساحة لهذه التجارة غير المشروعة يتجمع من خلالها التجار والراغبين في بيع أو شراء أعضاء بشرية، ومن خلاله يتم رسم مخططات لجرائم قتل بهدف توفير أعضاء بشرية للاتجار فيها وعرضها، وبيع المواد الإباحية، كما يقوم أشخاص بتصوير أفلام إباحية لهم وينشرونها على هذه المنصة مقابل أموال باهظة، و تأجير أشخاص لتنفيذ جرائم وعمليات إرهابية، وممارسة أفعال سادية مثل بث مباشر لعصابات اختطفوا أشخاصًا، ويبدأ مزاد بدفع أموال طائلة تصل إلى آلاف الدولارات، لمن يدفع أكـثـر لاختيار الطرق التي سيقتل بها الضحية المختطف، أو تصوير مقاطع مصورة توثق عمليات قتل بشعة لأحد الأشخاص وبيع تلك المقاطع بمبالغ باهظة، و الابتـزاز والاحتيال، حيث يُمارس المبتزون والمحتالون نشاطهم على الإنترنت المظلم مُستغلين سرية البيئة لسرقة المعلومات الشخصية والبيانات المالية من الضحايا، وغسل الأموال، يستخدم الإنترنت المظلم لغسل الأموال المُستمدة من الأنشطة غير القانونية مثل تجارة المخدرات والاتجار بالبشر.
وتابع المرصد أن التنظيمات المتطرفة تستغل الإنترنت المظلم في إدارة أنشطتها المتطرفة ومنها على سبيل المثال: نشر المحتوى المتطرف، حيث يستخدم الإنترنت المظلم لنشر محتوى متطرف، بما في ذلك خطاب الكراهية، والعنف، والدعاية الإرهابية، وتتيح السرية للمستخدمين نشر هذا المحتوى دون قيود أو رقابة، كما تستخدم التنظيمات المتطرفة الانتنت المظلم فى عملية التجنيد، حيث يستخدم المتطرفون الإنترنت المظلم لتجنيد أعضاء جدد في التنظيم الذين ينتمون إليه وتشكيل خلايا إرهابية لتجنيد عناصر جدد وتكوين شبكة أكبر للتنظيم على نطاق واسع. بيع الأسلحة والمتفجرات، ويستخدم الإنترنت المظلم لبيع الأسلحة والمتفجرات، التي يستخدمها المتطرفون في تنفيذ جرائمهم الإرهابية.
واستعرض مرصد الأزهر مخاطر وتحديات الإنترنت المظلم على الأمن المجتمعي، للإنترنت المظلم مجموعة من المخاطر التي تجعل منه تحديًا يستلزم العمل على مواجهته والتصدي له بكل حسم حفاظًا على أمن المجتمعات، ومن هذه المخاطر تهديد الأمن القومي، حيث تشكل جرائم الإنترنت المظلم تهديدًا خطيرًا للأمن القومي؛ إذ يمكن استخدامها لنشر الدعاية المتطرفة والتخطيط لهجمات إرهابية تضرب أمن البلاد وتتسبب في تهديد الاستقرار في المجتمع، إلحاق الضرر بالأفراد والمجتمعات.
وقدم مرصد الأزهر عددًا من التوصيات من أبرزها ضرورة تعظيم الاستفادة من الفرص التي تتيحها لنا التكنولوجيا مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي تفرضها علينا هذه التطورات الهائلة، مع أهمية التصدي لأخطار الإنترنت المظلم، وذلك من خلال: زيادة الوعي بمخاطر جرائم الإنترنت المظلم، خاصةً بين الشباب، ودعم البحث والتطوير في مجال تقنيات مكافحة جرائم الإنترنت المظلم، والتعاون الدولي ومشاركة المعلومات وتطوير الإستراتيجيات المشتركة لمكافحة جرائم الإنترنت المظلم، فضلاّ عن تعزيز التعليم والتثقيف؛ بهدف ترسيخ قيم الديمقراطية والتسامح والاحترام والحث على الاستفادة من التكنولوجيا والاكتشافات الحديثة باعتبارها عوامل بناء لا هدم وتنمية لا تدمير وأسباب للتقدم والازدهار لا للإفساد والانحرافات.
أخبار متعلقة :