القدس - بواسطة محمد عز العرب - لا تتوقف أهوال الحرب عادة على الدمار وعدد الضحايا والمصابين الذين تُخلِّفهم، فيُصارع ضحاياها الأحياء للبقاء والاستمرار بعد كل المآسي، وربما يُسببون مآسٍ أخرى للذين أضعف منهم، وفي الحالة السورية، فقد طغى انعدام الأمان المصحوب بكميات هائلة من السلاح غير المُراقب، على غالبية مناطقها.

ولا شك بأنه في كافة مناطق سورية، بغض النظر عن الجهة المُسيطرة عليها، تزداد معاناة السوريين يوميا. وعند تعريض المجتمعات التي تُعاني من الذكورية الشديدة، كالتي نعيش بها عادة، لهذه الظروف الخالية من التنظيم المجتمعي، تتحول النساء ربما إلى الضحية الأكبر في "الحياة الجديدة" ما بعد الحرب.

وفي جرابلس شمال سورية التي تقع تحت السيطرة التركية، انتشر فيديو، اليوم الإثنين، يُظهر شابا سوريا في العشرينيات من عمره باسم بشار بسيس، وشقيقته رشا بسيس التي يبدو أنها لا تتجاوز الثالثة عشر عاما من عمرها، ويصورهما شاب آخر، يذكر فيها أسماءهُما، ومن ثم يدعو "بشار" لقتل أخته بقوله "اغسل عارك يا بشار"، ليقوم "الأخ" برش الفتاة بوابل من الرصاص.

وأثار هذا الفيديو الوحشي، ألم مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن غضبهم الشديد، واستنكارهم للجريمة النكراء التي ارتكبها الأخ بحق شقيقته.

وقالت هيفاء إن الجريمة هي نتاج العقلية العربية التي تنظر إلى المرأة بطريقة دونية: "هذا الي اخذناه من المفاهيم المنتشرة في مجتماعاتنا العربية "دياثة ، عار ، غيرة" ! مجتمع جاهل يحلل الشيء للذكور ويحرمها على النساء ويبرر القتل والتعذيب عشان مايصيبه العار !! ما الوم حكامكم لما يقلبون طواغيت لانكم متشابهين".

وكتب "ذي يزن": "جريمة قتل الصبية السورية #رشا_بسيس لازم ما تمر هيك ببساطة.ممكن ما يتحاسب الجبان أخوها لأنو فرد من مليشيا. بس عالأقل افضحوه وافضحوا الجريمة. إدانتها هو أقل واجب أخلاقي ممكن الواحد يعملو. لازم إدانة ثقافة #اغسل_عارك اللي كانو الهمج حواليه بيهيجوه فيها".

وذكرت "ريما": "الأخ الارهابي الباحث عن عذر لتحصيل عظمة وقوة شرف غسل العار وبكل فرح وجد مدخله بأنه لم تعجبه صورها فقام بكل تفاخر بوضعها على الأرض وتصويرها في لحظة ارتعاش جسدها خوفا ثم انهال عليها بطلقات سلاحه الى ان فارقتها الحياة رحمك الله يا #رشا_بسيس وجعل لاخيك عذاب الدارين #سوريا".

ولفتت جنان العتيبي إلى أن العنف الذكوري ما هو إلا تفريغ لمشاكل نفسية: "#رشا_بسيس الله ياخذ من علمكم كلمة الشرف .. مجرمين معتوهين الحكومة داعسه عليهم ومالقى الا اخته المسكينه يقتلها ويعتقد انه الان صار بطل !!".

وانتقدت هيفاء "الذكور العرب" الذين رفضوا الجريمة، بادعاء أنهم يُمارسون القمع على النساء بطرق أخرى وإن لم يقتلوهن: "الذكور العرب في الهاشتاق يصايحون سب وشتم في اخوها على اساس طالعين منها!!! لو واحد مكان بشار بسيس ممكن م يقتل بهالشكل بس بينهي حياتها بشكل ثاني ، بتظل عايشه تتنفسه لكن بدون حياة .. كلكم مجرمين عند موضوع العار وتختلفون بطريقة العذاب عليكم اللعنه وعلى شرفكم وعرضكم يامسوخ".