ابوظبي - سيف اليزيد - انطلقت اليوم أعمال القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 التي تستضيفها شركة "مصدر" في مركز أدنيك أبوظبي في إطار أسبوع أبوظبي للاستدامة، لتستهلّ ثلاثة أيام من الجلسات الحوارية رفيعة المستوى التي تتيح للحضور الاطلاع على أحدث المنتجات المبتكرة مع فرصة للمساهمة في قيادة العالم نحو مستقبل أكثر استدامة.
وشهد اليوم الأول جلسة حوارية متميزة ضمن مؤتمر "الطريق إلى 1.5 درجة مئوية" أدارتها إيزابيل أوبراين، رئيسة تحرير مجلة بريفيتاس والمؤسسة المشاركة لجمعية النساء في صحافة الأعمال، وذلك بمشاركة سيدات بارزات سلّطن الضوء على الدور الكبير لهنّ في القيادة وريادة الأعمال دعماً لجهود إزالة الكربون من أنظمة الطاقة، فضلاً عن التشديد على أهمية المساواة بين الجنسين لمعالجة للتحديات البيئية الملحّة.
وقالت بينا شارما، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة "سي سي يو إنترناشيونال" إنه يُعتقَد بأنّ 50% من التقنيات المطلوبة لتحقيق الحياد الصفري - كاحتجاز الكربون على سبيل المثال - إمّا لم تُخترع بعد أو لا تزال في مراحلها الأولية في الجامعات ومراكز الأبحاث لذا فإنّ عدم حثّ السيدات على المشاركة في تطوير مثل هكذا تقنيات يعني المخاطرة بفقدان 50% من تلك التقنيات المحتملة.
وقالت ناديا روشدي، رئيسة قسم المناخ في جمعية الإمارات للطبيعة - الصندوق العالمي للطبيعة - أنه من المفترض أن تكون المساهمات المحددة وطنياً بمثابة إشارة للمجتمع بأكمله للبدء بالعمل والمساهمة في الحدّ من الانبعاثات الكربونية، إذ لن نستطيع تحقيق هذه المساهمات على أرض الواقع بدون نهجٍ مجتمعي شامل.
من جانبها، قالت غِوى نكت المديرة التنفيذية لمنظمة "غرينبيس" إن المساهمات المحددة وطنياً تأتي بعد عام هو الأكثر دفئاً على الإطلاق مع مزيدٍ من الكوارث المناخية والارتفاع المستمرّ بدرجات الحرارة، ما يُسرّع الحاجة إلى جهود إزالة الكربون بسرعة في جميع القطاعات كما ينبغي أن تعكس المساهمات المحددة وطنياً مساعي "اتفاق الإمارات" في إطار مؤتمرالأطراف كوب 28، لتحفيز التحوّل بعيداً عن الوقود الأحفوري.
وخلال مؤتمر المياه، ألقى المهندس أحمد الكعبي، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية المساعد لقطاع الكهرباء والمياه وطاقة المستقبل، كلمةً رئيسية دعا فيها إلى ضرورة الإدارة الفعالة لموارد المياه والطاقة والغذاء لضمان الاستدامة على المدى الطويل، وشرح بالتفصيل كيف تعالج دولة الإمارات التحديات الحالية والمستقبلية من خلال النهج الاقتصادي والمبتكر.
وفي منتدى مستقبل النقل، شهدت المنصة الرئيسة إلى جانب معرض “تيسلا سايبر تراك” سلسلةً من الجلسات الحوارية تطرّق بعضها إلى المركبات ذاتية القيادة وما يبدو عليه المستقبل بالنسبة للسيارات الكهربائية.
وتناولت الجلسة الافتتاحية موضوع إيجابيات وسلبيات المركبات الكهربائية، بما فيها نسبة انبعاثات النقل التي تعادل حوالي 50% من إجمالي الانبعاثات على مستوى العالم، والتي لا تمثّل المركبات الكهربائية سوى 7% منها فقط من انبعاثات المركبات ذات العجلتين وما بين 10 إلى 12% من المركبات ذات الأربع عجلات.
وأشار فيصل سلطان، نائب الرئيس والمدير الإداري لشركة "لوسيد موتورز في الشرق الأوسط"، إلى التحديات والفرص التي توفرها سوق المركبات الكهربائية، مثل المنافسة الشديدة والتمويل وأهمية الاستفادة من سلاسل التوريد الحالية، مشيراً إلى عوامل التغيير المهمة من الابتكارات المستقبلية مثل تكنولوجيا البطاريات والقيادة الذاتية.
من جهة أخرى، كشفت "جلوبال سي إم إكس" عن توسعها في دولة الإمارات وتأسيس صندوق عالمي مخصص لمشاريع الطاقة المتجددة والبيانات الخضراء خلال القمة، حيث كشفت الشركة المتخصصة في مجال العلاقات الحكومية والطاقة الدولية رسمياً عن هذا الإعلان بالتزامن مع اتفاقية التجارة الحرة التي وقعتها الإمارات وأستراليا مؤخراً، والتي تتيح فرص استثمار خارجية جديدة في الطاقة المتجددة والوقود الأخضر وتقنيات البيانات الخضراء.
وأعلنت الشركة عن أول محفظة استثمارية في سلسلة من محافظ الاستثمار التي تتضمّ مشاريع الطاقة المتجددة والبنية التحتية في أستراليا، حيث تبلغ قيمة المحفظة الافتتاحية 500 مليون دولار أمريكي وتتكون هذه المحفظة من أصول تخزين الطاقة ومحطات الطاقة الافتراضية ومشاريع الطاقة الشمسية على نطاق المرافق.
وقالت تريفور دوشارم الرئيس التنفيذي لشركة "جلوبال سي إم إكس" إن مهمتنا تتمثل في فتح بابٍ للفرص التحويلية للمستثمرين والحكومات الدولية، فضلاً عن توفير منصة للنمو والابتكار المستدامين.
وبمناسبة "يوم الابتكار" الخاص بالوكالة الدولية للطاقة المتجددة في الشرق الأوسط، اجتمع الخبراء وصناع السياسات وغيرهم من الجهات المعنية لمناقشة استخدام التقنيات الرقمية، ودعم هدف مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030.
وركزت الفعالية، التي أقيمت تحت شعار "الحلول الرقمية للتحول في مجال الطاقة"، على التحديات والفرص المتاحة للحلول الرقمية لإنشاء مجتمعات أكثر استدامة ومرونة على مستوى العالم.
وقال فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة أنه يجب أن تتحول أنظمة الطاقة في العالم بسرعة نحو الاستدامة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وأهداف المناخ الطموحة وتُعدّ الرقمنة عامل تمكين وتسريع رئيسي لهذا التحول.