شكرا لقرائتكم خبر عن «خريجون مع وقف التنفيذ».. والسبب التعثر في سداد الرسوم الدراسية والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - «خريج مع وقف التنفيذ».. بهذه الكلمات وصف خريجو جامعات وأولياء أمور طلبة حالهم، بعد أن اجتازوا امتحانات السنة الدراسية الأخيرة في مؤسسات للتعليم العالي، إلا أن متأخرات الرسوم الدراسية المتراكمة وقفت حجر عثرة أمام حصولهم على شهادات التخرج، ما يمنعهم من الانخراط في سوق العمل.
حلول واقعية ذكر نائب رئيس جامعة دبي للشؤون الإدارية، الدكتور ناصر المرقب، أن الجامعة حريصة على مساعدة الطلبة المتعثرين مادياً، لمنع وصولهم إلى حالة مديونية تحول دون تخرجهم أو الحصول على شهاداتهم الجامعية، وفي حالة المديونية أو عدم قدرة بعض الطلبة على سداد المستحقات، تلجأ الجامعة إلى حلول واقعية ومنطلقات أخلاقية متجذرة بثقافة الإمارات الخيرية والدينية لحل مشكلاتهم ومساعدتهم. - 2 % من إجمالي خريجي «أميركية الإمارات» لم يستكملوا دفع رسومهم الجامعية. |
فيما أكدت جامعات أنها أطلقت العديد من المبادرات لمساعدة الطلبة المعسرين لسداد المتأخرات المتراكمة عليهم، مشيرة إلى أن نسبة الخريجين الذين لم يستكملوا دفع رسومهم لا تتعدى الـ2% من إجمالي أعداد الخريجين.
وتفصيلاً، قال علاء عماد الدين، ولي أمر خريج في إحدى الجامعات في الشارقة، إن «شهادة تخرج ابني تحتجزها الجامعة لحين سداد المبلغ المتبقي من رسوم الدراسة، والبالغ 38 ألف درهم»، مشيراً إلى أن سبب عدم سداد المتأخرات يعود إلى ترك وظيفته، وينتظر توظيف ابنه حتى يساعده على نفقات تدريس إخوته الثلاثة الآخرين، إذ يدرس أحدهم في الجامعة.
وذكر أن ابنه الخريج في كلية الهندسة، حصل على أكثر من فرصة عمل، وأجرى العديد من المقابلات، إلا أن إجراءات تعيينه تتوقف، بسبب عدم توافر شهادة التخرج، مشيراً إلى أن الجامعة ترفض أن تخصم من المبلغ أو تقسطه، أو تعطي الطالب ما يفيد بتخرجه، حتى يستطيع العمل، وسداد ما عليه من متأخرات لها.
وأضاف: «راجعت الجامعة، وطلبت منها تسهيل حصول ابني على شهادة تفيد بتخرجه حتى يستطيع العمل، إلا أن مدير الجامعة رفض ذلك، بحجة أن حجم المتأخرات على عدد من الخريجين يصل إلى أكثر من 10 ملايين درهم».
فيما أفاد صلاح عبدالرحيم، خريج إحدى الجامعات في دبي، بأن الجامعة تحتجز شهادته، بسبب رسوم الدراسة المتأخرة عليه، والتي تبلغ 26 ألف درهم، مشيراً إلى أن أحواله المادية لا تسمح له بسداد هذا المبلغ كاملاً دفعةً واحدة، إذ إن دخل الأسرة لا يتجاوز الـ10 آلاف درهم، وهذا المبلغ يكفي بالكاد لمصروفات البيت والإيجار وتوفير مستلزمات الحياة.
ولفت إلى أنه على استعداد لأن يوافق على جميع الضمانات اللازمة التي تتطلبها الجامعة لتمنحه شهادة التخرج، حتى يتسنى له الحصول على فرصة عمل يسدد من راتبها المبلغ المتأخر عليه من الرسوم الدراسية.
وقالت رشا عبدالهادي، خريجة إحدى الجامعات الخاصة، إنها تأخرت في دفع رسوم العام الدراسي الأخير، بسبب ظروف مادية طارئة داخل أسرتها، مضيفة: «قدمت التماساً إلى الجامعة بأن تقسط لي المبلغ المتبقي، البالغ 35 ألف درهم، لكن الرد من حسابات الجامعة أنها ستخصم 10% فقط من المبلغ المتبقي، إسهاماً منها، وعليّ سداد المتبقي حتى أستطيع الحصول على شهادة التخرج».
وذكرت أنها مستعدة لتقديم أي ضمانات للجامعة مقابل حصولها على الشهادة، حتى يتسنى لها الحصول على وظيفة تستطيع من خلالها سداد ما عليها من رسوم دراسية.
من جانبه، قال مدير جامعة عجمان، الدكتور كريم الصغير، إن الجامعة أطلقت مبادرات لمساعدة الطلبة والخريجين المعسرين، الذين حالت ظروفهم المالية دون استكمال دراستهم، أو تسلم شهاداتهم بعد التخرج، منها صندوق (ثامر سلمان) للتكافل التعليمي، الذي يوفر لطلبة الجامعة المعسرين، الذين أنهوا 30 ساعة أكاديمية أو أكثر، وبمعدل تراكمي 2.50 أو أكثر، التقدم بطلب مساعدة مالية، إذ استطاع الصندوق أن يقدم المساعدة لـ523 طالباً وطالبة، من إجمالي 974 طلباً تم تقديمها. وذكر أن الجامعة أطلقت أيضاً مبادرة صندوق الخريجين، و«صندوق القرض الحسن»، اللذين جاء إطلاقهما التزاماً من الجامعة بمسؤوليتها المجتمعية، بهدف مساعدة خريجي الجامعة الذين أنهوا مسيرتهم التعليمية، وحالت ظروفهم المالية دون تسلم شهاداتهم. فيما أوضحت الجامعة البريطانية في دبي أنها تأسست في عام 2003 كجامعة دراسات عليا، وخلال الـ15 سنة الماضية، وكونها جامعة دراسات عليا لبرامج الماجستير والدكتوراه فقط، فإنها لا تواجه مثل هذه المشكلات، كون الطلبة معظمهم من العاملين حتى عند حدوثها، فهي قليلة وعادة ما تكون الجامعة مرنة في التعامل معها، مشيرةً إلى أنه في العام الدراسي الجاري تطرح الجامعة برامج البكالوريوس لأول مرة، وستقوم بتقديم منح كاملة وجزئية للطلبة المتفوقين، إضافة إلى مساعدة الطلبة على توفير الكتب الدراسية والألواح الإلكترونية لطلبة السنة الأولى مجاناً.
ومن جهة أخرى، أكدت جامعة دبي أن عدد الخريجين الذين لم يستكملوا دفع رسومهم الدراسية قليل جداً، وذلك نظراً لاهتمام إدارتها بالطلبة المتعثرين مادياً بكل الأساليب والطرق المتاحة، إضافة إلى ذلك فإن رابطة خريجي الجامعة تسهم من خلال صندوق تبرعات خاص بها، في تيسير العلم للعديد من الطلبة خلال سنوات الدراسة وقبل موعد تخرجهم في الجامعة، لافتةً إلى أن رابطة الخريجين جمعت في العامين الماضيين نحو مليون درهم للأعمال الخيرية، وأسهمت بمساعدة أكثر من 25 طالباً وطالبة لمواصلة تعليمهم.
وقال رئيس جامعة دبي، الدكتور عيسى البستكي، إن هدف الجامعة الأوّل والأخير هو إشعال شرارة الأمل لدى الطّلبة المتميِّزين والموهوبين، وحثّهم على عدم الاستسلام، والمثابرة في سبيل العلم، مضيفاً: «في العام الماضي (عام الخير) نظّمت رابطة الخرّيجين حفلها الخيريّ السنويّ، الذي شارك فيه عدد كبير من المؤسسات والأشخاص الذين تبرعوا بمبالغ ماليّة أسهمت في تيسير العلم لطلبة كانوا يواجهون مشكلات ماديَّة كادت تمنعهم من الاستمرار في تحصليهم العلميّ والدّراسي».
من جانبه، ذكر رئيس الجامعة الأميركية في الإمارات، الدكتور مثنى غني عبدالرزاق، أن نسبة الخريجين الذين لم يستكملوا دفع رسومهم الدراسية لا تتعدى 2% من إجمالي أعداد الطلبة الذين أكملوا الدراسة، مضيفاً: «انتسب إلى الجامعة ثلاثة طلبة أخوة، من إحدى الدول العربية، وتراكم عليهم مبلغ أكثر من 350 ألف درهم، ولذلك عيّنت الجامعة أحدهم في وظيفة فيها، من أجل أن يستطيع سداد المبالغ المتراكمة عليهم، وهذا ما حدث، إذ استطاع خلال ثلاث سنوات أن يسدد جميع المتأخرات عليهم».
وأكد أن الجامعة لا تلاحق الطلبة قانونياً إلا إذا وصل الأمر إلى طريق مسدود، ولم يكن هناك وسيلة لسداد المبالغ المتأخرة عليهم، فضلاً عن تعاطيهم مع الأمر بأسلوب غير لائق، لافتاً إلى أن الجامعة اتخذت إجراء قانونياً بحق خمسة أشخاص بعد ست سنوات من المطالبة بالمتأخرات المتراكمة عليهم.