زواج المصلحة صفقة خاسرة!

لي صديقٌ، تزوَّج امرأةً من جنسيَّة عربيَّة، وكان يكبرُها كثيرًا، ومكثت معه حوالى خمسة عشر عامًا، ولم تُنجب منه، واستمتع هو بها بالحلال، واستمتعت هي بماله بالحلال، وفي النِّهاية أرادت الطَّلاق منه، أو خلعه، لم تعدْ تطيقه، كما أنَّها كأيِّ كائنٍ حيٍّ تريد (أطفالًا) تزيِّن حياتها بهم؛ لأنَّهم كما ذكر اللهُ -سبحانه وتعَالى- زِيْنَةُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا،

وهو من حقِّها -أي الخلع- خاصَّةً أنَّه لم يكن بينهما أطفالٌ، فمهرُها مهما كانت قيمته، وما قد ملَّكها من أشياء أُخْرى غير المهر، أنْ أصبح باسمها، هو حقُّها بعد أن أَفْضَى بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ لسنواتٍ، وفق ميثاقٍ غَليظٍ لَا يحقُّ لهُ استرجاعهُ، أو أخذ منه شيئًا، كما قال تعَالى: (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ).وهذا الموضوع الشرعي، لا يدرك فهمه بعض الرجال إلا متأخراً، بعد أن تكون زوجته قد شفطت منه مبلغاً كبيراً، وهو أمر طبيعي؛ لأن البعض من النساء لا تتزوج الرجل من أجل سواد عيونه، إنما لماله.. فمتى ما حصلت منه عليه، استأذنته بالخروج من حياته، وهو أمر طبيعي، ويبدأ مشوارها في التخلص من اللصقة -الزوج- بأن تتحول إلى زوجة «نكدية» تنكد عليه حياته؛ لكي يطلقها، فإنْ لمْ يفعلْ ذهبتْ لتخلعهُ كخلعٍ أحدنا لضرسِ العقل، الذي أقنعنا أطبَّاءُ الأسنان أنَّه لا فائدة منه،

بل قد يضايق الأسنان والفك، وعندها الزَّوج جُنَّ جنونه، وحَلَف أيمانًا أنَّه سوف يلاحقها، ويطالب بما منحها إيَّاه من مهرٍ، وأملاكٍ، وعطاءاتٍ.. لكن هيهات؛ لأنَّ الله قال في كتابه العزيز: (إِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا). إنَّ هذه الآية تشير إلى المبلغ الكبير قنطار، وهو بعملة اليوم مليون في زمن الأرقام، أي لو كان مهرها مليون ريال، لا يحقُّ لك أنْ تأخذ منه هللةً واحدةً، ولا أن تسترجعَ منه شيئًا.وقد يقول قائل: هذا في حال هو يريد أنْ يطلِّقها، لكنْ إن هي خلعتهُ فتعطيه النِّصفَ، أقولُ: كثير منهنَّ -وزوجة صاحبنا منهنَّ- عندما ذهبتْ إلى القاضي، هي بادرت بإرجاع نصف المهر، بعد أن تملَّكت أشياءَ كثيرةً منه غير المهر، والتي لا تُعاد لها شرعًا؛ لأنَّه باسمها، وهذا ما طيَّر عقل صاحبنا، فهل يستفيقُ بعضُ الأزواج من تمليك نفسهم، وأموالهم لزوجات عابرات في حياتهم، ليس في قلوبهنَّ أيُّ معنى للحُبِّ والمودَّة والرَّحمة لهم، إنَّما هو من جهته هو زواجٌ هرمونيٌّ، ومن جهتها هي زواجٌ ماليٌّ ومصلحيٌّ، وللأسف بعض مَن يفعل ذلك من أزواج النَّزوة، تجده مع زوجته الأُولى وعياله مضيِّقًا عليهم في حياتهم ومتطلَّباتهم، أو قد يكون يصرف عليهم ماديًّا، وناسيهم معنويًّا، وحياتيًّا، وإنسانيًّا، واجتماعيَّا، ولا يذكرهم إلَّا عندما تتخلَّى عنه مَن تزوَّجها هرمونيًّا؛ ليعود إليهم محمولًا على أكتاف الحسرة والنَّدم، وحينها لا ينفعُ النَّدمُ.

أ. د صالح عبدالعزيز الكريم – جريدة المدينة
ba8dcd4142.jpg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر زواج المصلحة صفقة خاسرة! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :