إنَّ سنَّ الأربعين تُعدُّ من أهم مراحل العمر في حياة الإنسان، إذ تُعتبر مرحلة نضج كاملة، سواء من الناحية الجسديَّة أو الفكريَّة أو الروحيَّة في الإسلام، تحمل هذه السن دلالات عظيمة، وتمثِّل نقطة تحوُّل هامَّة في حياة المسلم. فقد ورد في القرآن الكريم والسُّنَّة النبويَّة العديد من الإشارات التي تتعلَّق بأهميَّة هذه المرحلة العمريَّة، كما أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بدأ دعوته المباركة في هذه السِّن؛ ممَّا يُعطي درسًا عظيمًا للمسلمين في ضرورة النشاط والعطاء في هذا العمر.في القرآن الكريم، وردت إشارة إلى سنِّ الأربعين في قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)، وتُعدُّ هذه الآية دليلًا على أنَّ الإنسان يصل إلى قمَّة نضجه العقلي والجسدي في سنِّ الأربعين، حيث يكتمل عقله، وتزداد قدرته على التحمُّل والتَّفكير الرَّشيد.
وتُعدُّ سنُّ الأربعين في حياة النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بدايةً لمرحلةٍ جديدةٍ في حياته، حيث بدأ يتلقَّى الوحي، ويبدأ رسالته العظيمة التي غيَّرت مجرى التَّاريخ، فقد كان رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- في الأربعين من عمره، عندما نزل عليه الوحي لأوَّل مرَّة في غار حراء، ليبدأ دعوته بعد ذلك.وهنا تبرز لنا حقيقة هامة، وهي أنَّ سن الأربعين لا تعني نهاية العطاء، أو التوقف عن الإنجاز، بل هي بداية مرحلة جديدة من العطاء. ففي وقت كان فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قمة نضجه الفكري والروحي، بدأ يسعى بكل قوته لنشر رسالة الإسلام، وإرشاد الناس إلى الحق.
وبذلك، يكونُ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قدوةً للمسلمين، في أنَّ سنَّ الأربعين ليست وقتًا للتقاعس، أو الاسترخاء، بل هي الوقت الذي يجب فيه أنْ يزداد الإنسان إصرارًا وعزيمةً على العمل والعطاء.
فالإنسان لا ينبغي له أنْ يتوقَّف عن السَّعي، أو يتقاعس في هذه المرحلة العمريَّة، بل يجب أنْ يكون في قمَّة نشاطه، يسعى لتحقيق أهدافه، وبمساعدة الآخرين، فهو يمتلك الحكمة والتجربة التي تجعله قادرًا على فهم الأمور بصورة أعمق وأوضح.
د. اياد طلال عطار – جريدة المدينة
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر سن الأربعين لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :