المجال الجوي بأكمله بين إيران وإسرائيل خط مواجهة افتراضي

لقد أدى انتشار الطائرات بدون طيار والأسلحة الجوية المتقدمة إلى بداية حقبة جديدة من قدرات الحرب الجوية غير المتكافئة، بين دول كثيرة، حيث إن حروب الجيوش التقليدية في طريقه إلى النهاية.

في حين شهدت الطائرات بدون طيار استخدامًا واسع النطاق في عمليات مكافحة الإرهاب على مدى العقدين الماضيين، فإن انتشارها في صراعات الدول يمكن أن يؤدي إلى تصعيد كبير في التكتيكات في ساحات المعارك.

ويرى خبراء الحرب في أمريكا أن الضربات بدون طيار الأخيرة بين إيران وإسرائيل إذا عادت مجددا وانتشرت كدوامة من الهجمات الجوية والهجمات المضادة، فقد يرسم هذا حقائق جديدة لحرب السماء التي تعمل بالطائرات بدون طيار، وهي حقائق قد تعيد كيفية خوض الحروب المستقبلية.

أحد العوامل المهمة وراء انتشار الطائرات المسلحة بدون طيار هو الانخفاض الهائل في التكلفة مقارنة بالحفاظ على القوات الجوية التقليدية الضخمة، حيث يمكن تصنيع الطائرات بدون طيار بكفاءة، وتشغيلها بأقل عدد ممكن من الموظفين، والأهم من ذلك، تمتعها بمخاطر أقل مقارنة بخسارة الطائرات الجوية التقليدية وطواقمها من الطيارين.

وهذا المنطق في استخدام الطائرات بدون طيار يمكن أن يشجع دولاً مثل إيران على شن هجمات على إسرائيل مما يؤدي إلى إرباك واستنفاد قوات العدو من خلال الحجم الهائل بدلاً من الاعتماد على التفوق الجوي الشامل، وعلى الجانب الآخر، يمكن أن يساعد إسرائيل في الاشتباك مع أهداف داخل إيران مع تقليل التداعيات السياسية للتوغلات داخل أراضي إيران.

ومع قدرة الطائرات بدون طيار على المناورة وتغيير مجالها يصبح معه المجال الجوي بأكمله بين إيران وإسرائيل خط مواجهة افتراضيا.

ويمكن للطائرات بدون طيار الإيرانية التي تعمل من وكلاء الميليشيات في جميع أنحاء العراق أو سوريا أو اليمن أن تضرب بشكل مباشر الأراضي الإسرائيلية والأصول البحرية. وعلى العكس من ذلك، يمكن للطائرات بدون طيار الإسرائيلية أن تشتبك مع أهداف معادية في جميع أنحاء المنطقة من خلال توجيه ضربات دقيقة عن بعد.

ويرى خبراء عسكريون في أمريكا أن تخلق ساحة المعركة الموسعة الافتراضية هذه تحديات جديدة في القيادة والاتصالات والسيطرة، حيث إن تحديد الأعمال العدائية للطائرات بدون طيار أو تنسيق الاستجابات العسكرية عبر هذه المنطقة الشاسعة يصبح أكثر تعقيدًا بشكل كبير، وقد تحتاج قواعد الاشتباك إلى التطور بشكل أكبر مما هو عليه.

الدقة مقابل الانتشار

وفي حين تُظهر الطائرات المسلحة بدون طيار دقة قوية ضد أهداف ثابتة، فإن الدفاع ضد أسراب الطائرات بدون طيار يصبح صعباً للغاية حتى بالنسبة لأنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة.

ويمكن أن يؤدي عدم التناسق في الدقة فيما يتعلق بالانتشار إلى ترجيح حسابات التفوق الجوي المستقبلي لصالح إيران إذا استمرت الطائرات بدون طيار في الانتشار وتغلبت على الدفاعات القديمة.

وبحسب محللون في التكنولوجيا فإنه وفي ظل صراع متصاعد بين إيران وإسرائيل باستخدام الطائرات بدون طيار، قد تتحول السيطرة إلى الجانب الذي يمكنه تعطيل شبكات القيادة والتحكم للطائرات بدون طيار، أو تشويش أنظمة التوجيه، أو ببساطة الاحتفاظ باحتياطي أكبر من الطائرات بدون طيار يمكن استهلاكه لتجاوز الاستنزاف العدو لطائراته.

ويمكن للقوات الجوية الإسرائيلية بمساعدة الغرب أن تتصدى للنقص العددي من خلال التكنولوجيا المتفوقة، ولكنها قد لا تشكل حاجزاً كاملاً أمام الهجمات الإيرانية المقاومة.

وبمرور الوقت، يمكن أن تتصاعد عمليات الطائرات المسلحة بدون طيار مع مساعدة القوات الجوية التقليدية، ويمكن أيضًا للمقاتلات الإسرائيلية التي يديرها طيارون أن تساعد في تطهير الدفاعات الجوية الإيرانية لتمكين ضربات الطائرات بدون طيار، وهو ما تستطيع ايران القيام به أيضًا، من خلال استخدام أراضي حلفائها في سوريا ولبنان والعراق، وبشكل مباغت يشكل مفاجأة تربك إسرائيل، كما حدث في حرب أكتوبر، عندما قامت القوات المصرية بشكل حركة الطائرات الإسرائيلية في ساعة واحدة.

في مثل هذه السيناريوهات، تصبح الطائرات بدون طيار بشكل أساسي قاذفات جوية لتمكين أو تعزيز دور الطائرات بطيار ، حيث إن تكاليفها المنخفضة نسبياً مقارنة بالطائرات المأهولة التي تقدر بمليارات الدولارات قد تجعل الدول أكثر تقبلاً للمخاطر بها مما يسهل عمليات التصعيد.

ومع انتشار تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، يمكن لأنظمة التوجيه المدعمة بالذكاء الاصطناعي، والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والطائرات بدون طيار التي تملكها مجموعات على الأرض ليست حكومية أن يعوض المزايا التقليدية التي كانت تتمتع بها الدول.

تخيل مثلا لو تمكنت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران من إطلاق العنان لطائرات بدون طيار تفوق سرعتها سرعة الصوت ضد البنية التحتية الحيوية لدول مجاورة؟ أو إذا استهدف حزب الله القواعد الجوية الإسرائيلية بضربات منسقة بطائرات بدون طيار؟ يمكن أن تؤدي عوامل التصعيد هذه إلى زيادة المخاطر والاستفزازات بشكل كبير ومؤثر أيضًا.

وبينما يراقب العالم التوترات الإيرانية الإسرائيلية بقلق بشأن خطر نشوب حرب مفتوحة، يتعين على الاستراتيجيين أيضًا أن يراقبوا كيف يمكن لصراع جوي بطائرات بدون طيار أن يعيد كتابة قواعد اللعبة من جديد.

عمرو جوهر – بوابة روز اليوسف

كانت هذه تفاصيل خبر المجال الجوي بأكمله بين إيران وإسرائيل خط مواجهة افتراضي لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.