إن أمر «التوفيق والسداد» بيد الله عز وجل ومن نعمه الكثيرة، فسبحانه وتعالى الموفق والمسدد، بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه: «اللهم اهدني وسددني»، وفي رواية ثانية: «اللهم إني أسألك الهدى والسداد».

لذلك لابد أن نعرف تماما ان من لم يكن الله معه فقد خاب وخسر ولم يسدد إلى وجوه الخير، فكل خير يمر بنا من الله، وليس لنا من الأمر شيء، ولكننا نسدد ونقارب والتوفيق من الله، وقد قال العلماء إن مفتاح التوفيق والسداد الرغبة والرهبة، ومن سعادة المرء أن يمن الله عليه بالتوفيق والسداد فهذه نعمة كبيرة، أما عدم التوفيق والسداد فقد يرجع إلى أسباب كثيرة ذكرها بعض العلماء، اولها اتباع الهوى، لذلك من خالف هوى نفسه وفق إلى الخير بإذن الله، وعلى كل حال الموفق والمسدد هو من فاز برضوان الله تعالى، فدعونا نتعرف على معنى التوفيق والسداد، فالتوفيق هو إصابة الخير والحق والصواب، ومن التوفيق ألا يكلك الله لنفسك، فالتوفيق على الضد من الخذلان، اما السداد فهو التوفيق للصواب وإصابة القصد قولا وعملا.

والحقيقة أن التوفيق والسداد متلازمان ومتقاربان في المعنى ويكملان بعضهما البعض، فإذا أحب الله عبدا وفقه للخير وسدد خطاه، قال جعفر بن حرب: التوفيق والسداد لطفان من ألطاف الله تعالى، ولا يكونان في عبد من عباد الله إلا إذا اخلص في عمله وكان صادق النية، ولا مانع لما اعطى الله ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، ومن ذلك التوفيق والسداد فكل شيء بقدر وحكمة يدبرها الله.وكي تكون موفقا ومسددا عليك بالأخذ بالأسباب، وأول ذلك التوكل على الله ثم العزيمة والإرادة، وهناك من يشعر أنه غير مسدد وموفق، وفي هذه الحالة عليه أن يراجع نفسه مع الله تعالى، فالبلاء لا ينزل إلا بذنب فعلى الشخص الأخذ بالاستغفار والتوبة وكثرة الدعاء إلى الله بتيسير الأمور والتوفيق إلى الخير.

ودمتم سالمين.

مشعل السعيد – الأنباء الكويتية