برحيل الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن، تنطوي صفحة عامرة من صفحات الشعر والإبداع، فقد كان الراحل الكبير واحداً من أبرز شعراء العربية في العصر الحديث، ارتبط بالشعر وعُرف بالبلاغة حتى حمل لقب «مهندس الكلمة»؛ وذلك لمكانته وقدرته وبراعته، فقد كان حقاً مهندس الكلمة ومطوّع المفردة وفارس اللغة الذي لا يشق له غبار، بل وكذلك كان عبد المحسن صاحب فتوحات في حركة الشعر العربي، فقد كان من أساطين الحداثة التي كان من روادها في المملكة العربية السعودية؛ حيث استطاع أن يضع بصمة كبيرة، ويشق مساراً خاصاً به عبر تجربته الطويلة مع الأدب، الأمر الذي جعل منه مرجعاً وقدوة لأجيال من الشعراء والمشتغلين في مجال الأدب.
اشتهر الراحل المقيم بغزارة نتاجه الشعري، وقدرة على أن يجمع نصه بين عدة أغراض شعرية في الغرل والمدح والفخر، وذلك يشير إلى ثراء تجربة الراحل وتمكنه من اللغة، فقد أقبل منذ الصغر على أمهات الكتب في التراث واللغة العربية والشعر والأدب العربي والعالمي، فكوّن تجربة وذائقة خاصة ومفردة متوهجة وأسلوبية لامعة جعلته من أشهر الذين كتبوا الشعر في العالم العربي.
وقد ارتبط الشاعر الراحل بقضايا بلده، ونذر نفسه للدفاع عنها في شتى المجالات السياسية والفكرية والاجتماعية، وكان ضمن الشعراء الذين حملوا أمانة الكلمة، ووهبوا أنفسهم لخدمة الأوطان وقضاياها، وشواغل المواطن والإنسان العربي، وكان قلمه معبراً عن تطلعات المملكة وتطورها وازدهارها في كافة المجالات، ولئن قدّم الراحل الكثير لبلاده، فقد قابلت المملكة ذلك الأمر بالجزاء الوافي، فقد حصد العديد من الجوائز ونال الكثير من التكريمات، كما تقلد الأمير الراحل وشاح الملك عبد العزيز عام 2019، والذي قلده إياه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، إضافة إلى تكريمات أخرى كثيرة، ربما من أبرزها تكريمه من قبل الهيئة العامة للترفيه عام 2019 في أمسية حملت عنوان «ليلة الأمير بدر بن عبد المحسن: نصف قرن والبدر مكتمل»، وقد أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه تركي آل الشيخ تسمية المسرح المبنيّ خصيصاً لهذه المناسبة بمسرح الأمير بدر بن عبد المحسن، كما كان الراحل بدراً في سماء الشعر والأدب، وهو القمر الذي لن يأفل ما بقيت قصائده تتردد بين الناس، وما بقي أدبه وفكره مقيماً يشهد على براعة وعبقرية وعقلية فذة.
كُرّم الشاعر الراحل في العديد من الدول العربية؛ لدوره الواضح في مجالات الشعر واللغة والأدب، وسيظل إرثه المحلي والعربي باقياً في وجدان أصدقائه ومحبيه، كما كان في حياته علماً أدبياً استحق التكريم في مناسبات ثقافية عدة، ولعل من أكبر مؤشرات هذا الاهتمام إعلان هيئة الأدب والنشر والترجمة عام 2021، عزمها على جمع وطباعة الأعمال الأدبية الكاملة للأمير الراحل، تقديراً لإسهاماته في الحراك الإبداعي السعودي خلال خمسة عقود من الزمن، وقد تصدى الأمير الراحل للعديد من المهام والمناصب الثقافية في بلاده، الأمر الذي جعل ساحة الحراك الثقافي السعودي متوهّجة بعبق الكلمة والقصيدة.
علاء الدين محمود – صحيفة الخليج
كانت هذه تفاصيل خبر وداعاً «مهندس الكلمة» لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.