أجرى زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، محادثات مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في إسطنبول، السبت، مع تعثر محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وجاءت هذه الخطوة بعد تصريحات قطر بأنها تعيد تقييم دورها كوسيط في مفاوضات الهدنة.
وتتزامن تلك الأحداث مع ما تداولته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، السبت، بشأن اعتزام مسؤولي حماس مغادرة قطر والانتقال لعاصمة أخرى، مشيرة إلى أن الحركة تواصلت مؤخرا مع دولتين على الأقل بالمنطقة بشأن انتقال قادتها السياسيين إليهما، لكنها لم تُسمهما.
وزيارة هنية إلى إسطنبول، التي تعد أول رحلة له إلى تركيا منذ أن بدأت إسرائيل حملتها على غزة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، تثير تساؤلات بشأن الدور التركي وعما إذا كانت أنقرة ستكون المركز الجديد للحركة، وكذلك مدى قدرة تركيا على التوسط في المحادثات بين الخصمين وعما إذا لديها كروت رابحة في يديها تمكنها من استخدام نفوذها لقيادة عملية الوساطة.
وقالت الزميلة الزائرة في كلية لندن للاقتصاد وأستاذة العلاقات الدولية، سيلين ناسي، لموقع “الحرة” إنه “من المحتمل جدًا أن تهدف تركيا إلى وضع نفسها كوسيط في الصراع وربما تولي دور قطر، خاصة مع عدم نجاح دول أخرى في هذه المحادثات مثل مصر”.
وفيما يتعلق بإمكانية انتقال قادة حماس لتركيا، ترى المحللة التركية أن “الشعب التركي بشكل عام يتعاطف مع القضية الفلسطينية، كما أن الحزب الحاكم حاليا يؤيد حماس لأنه تجمعهما خلفية واحدة وهي جماعة الإخوان المسلمين”.
وقالت إن “الحكومة التركية منحت أعضاء حماس جوازات سفر قانونية وسارية، كما يتمتع مسؤولو حماس بحرية على المستوى العملياتي في تركيا، وهذا ما سبب خلافا بين تركيا وإسرائيل”.
ولذلك لا تستبعد ناسي أن “تكون تركيا هي المركز الجديد لحماس”، موضحة أن “الخيارات المتاحة أمام الحركة محدودة جدا وأغلبها ممكن أن يكون مرتبطا بشكل أو بآخر بمناطق النفوذ والسيطرة الإيرانية، مثل العراق ولبنان وسوريا واليمن”.
وقالت إن “هذه الوجهات لا يفضلها المجتمع الدولي، وتحديدا الإدارة الأميركية، كما أن حماس نفسها ليس من مصلحتها أن تكون تحت النفوذ الإيراني بشكل كامل لأن هذا يقوض من قوتها ويشكل خطرا عليها”.
واحتدم العنف بين إسرائيل ووكلاء إيران في أنحاء الشرق الأوسط منذ ستة أشهر تشهد إراقة الدماء في قطاع غزة، ما أجج مخاوف إزاء احتمال تحول حرب الظل المستمرة منذ وقت طويل بين العدوين اللدودين إلى صراع مباشر.
وعلى مدار الأيام الماضية قالت إسرائيل إنها تخطط للانتقام من إيران بسبب هجوم الأسبوع الماضي، وهو أول هجوم مباشر على الإطلاق تشنه طهران على إسرائيل، وهو هجوم لم يوقع قتلى بعد أن أسقطت إسرائيل وحلفاؤها المئات من الصواريخ والطائرات المسيرة.
وشنت طهران هذه الهجمات ردا على ما تفترض أنها غارة جوية، في الأول من أبريل، أدت إلى دمار مبنى في مجمع السفارة الإيرانية في دمشق ومقتل عدة ضباط إيرانيين منهم جنرال كبير.
وفجر الجمعة تعرضت إيران لهجوم استهدف قاعدة جوية في أصفهان ونسب هذه الهجوم إلى إسرائيل التي لم تؤكد القيام به أو تنفي ذلك.
وبدأ الهجوم الإسرائيلي على غزة بعد هجوم حماس على إسرائيل، في السابع من أكتوبر، الذي أودى بحياة 1200 شخص وفقا للإحصاءات الإسرائيلية. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع قتل نحو 34 ألف فلسطيني.
وأعلنت جماعات متحالفة مع إيران دعمها للفلسطينيين، وشنت هجمات من لبنان واليمن والعراق، ما أثار مخاوف من تحول الحرب في غزة إلى صراع أوسع نطاقا في المنطقة.
وقالت المحللة التركية إن “تركيا التي ترغب بشدة في لعب دور فعال في القضية الفلسطينية، يمكن أن تقبل فكرة استضافة حماس، لأن هذا قد يقوي موقفها للعب دور الوسيط”.
وتابعت أنه “خلال زيارته الأخيرة إلى قطر، الثلاثاء، قال وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، إن دولاً غربية ترغب بإحياء حل الدولتين، مشيرا إلى استعداهم للقبول بحركة حماس كحزب سياسي منزوع السلاح، لافتا إلى قبول حماس بهذا الخيار، في ترجيح بأن أنقرة ستتكفل بهذا العبور”.
وتحدثت المحللة التركية عن الموقف القطري، قائلة إن “الدوحة شعرت بالكثير من الضغط في الفترة الماضية سواء إقليميا أو دوليا، وربما تكون التقارير التي تتحدث عن ضعف نفوذ المكتب السياسي لحماس على الجناح العسكري صحيحة، وهو ما يجعل مهمة الوساطة شديدة الصعوبة، ولذلك ربما تريد قطر الخروج بشكل آمن من هذا المأزق”.
وانتقدت السفارة القطرية في واشنطن، الثلاثاء، تعليقات أدلى بها النائب الأمريكي الديمقراطي، ستيني هوير، دعا فيها واشنطن إلى “إعادة تقييم” علاقتها مع قطر و أنها لابد أن تهدد حماس بوجود “تداعيات” إذا “واصلت عرقلة التقدم صوب الإفراج عن الرهائن والتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار”، وفقا لـ”رويترز”.
وأشار بعض المشرعين الأميركيين الآخرين، على مدى الأشهر القليلة الماضية، إلى أن قطر تدعم حماس، وهو اتهام تنفيه قطر التي يتمركز بها نحو 10 آلاف جندي أميركي، وهو أكبر حضور عسكري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وصرحت قطر، الأربعاء، أن هناك حدودا لدور الوسيط، وقال “لا يستطيع (الوسطاء) تقديم أشياء الأطراف نفسها تتمنع عنها”.
وفيما يتعلق بمدى نجاح وساطة أنقرة في الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية، طرحت المحللة التركية تساؤلين متعلقين بهذا الأمر، الأول هو ما مدى النفوذ التي تمتلكه تركيا على الجناح السياسي لحماس بالمقارنة بقطر، وكيف سيؤدي دورها لتسوية القضية الفلسطينية-الإسرائيلية.
وقالت ناسي إنه “بعد الهجوم الذي نفذته حماس ضد إسرائيل، في السابع من أكتوبر، قفزت تركيا الكثير من الخطوات وعرضت بشكل سريع التوسط بين الطرفين فيما يتعلق بوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين”.
لكنها أضافت أن “ما قدمته أنقرة في ذلك التوقيت كان متسرعا وغير عقلاني، لأن الجميع كان يعلم أن إسرائيل وقتها لم تكن لتقبل أي شي قبل الانتقام من حماس، وشعرت بعدها تركيا بالإحباط من أنه لم تؤخذ واسطتها بشكل جدي”.
وأضافت أن “تركيا تحاول حاليا للمرة الثانية أن تستخدم علاقتها وصلاتها مع حماس كميزة وورقة ضغط أمام إسرائيل، لكن التصريحات المتكررة من أنقرة دفاعا عن الحركة وانتقادها لإسرائيل علانية منذ بدء الحرب، جعلها بعيدة طوال الفترة الماضية عن تقبلها في دور الوسيط من قبل المجتمع الدولي”.
لذلك ترى أستاذة العلاقات الدولية أنه “لضمان نجاح محاولة تركيا العودة ثانيا إلى اللعبة والقيام بدور بناء في تسويات ما بعد الحرب في غزة، فيجب على أنقرة إبداء تعاطفها مع إسرائيل وإدانتها لما حدث مع الشعب الإسرائيلي”. وقالت: “لكنني لا أعرف كيف يمكن أن يحدث ذلك بالنظر إلي التصريحات المتكررة لإردوغان بأن حماس ليست إرهابية”.
وكانت تركيا محل تحركات عديدة تتعلق بحماس، السبت، إذ التقى وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، مع نظيره المصري، سامح شكري. وأكد الطرفان أن “إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يجب أن يكون على رأس أولويات المجتمع الدولي، وشددا على ضرورة حل الدولتين وإدخال المساعدات للمدنيين”.
وقال شكري إن مصر ستستضيف وفدا تركيا للتحضير لزيارة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي لتركيا في المستقبل القريب، بحسب وكالة “رويترز”.
وتزامن ذلك بزيارة هنية، لتركيا، السبت، التي ناقش خلالها مع إردوغان جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية هناك، وذلك خلال اجتماع في إسطنبول.
سلطنة عمان والجزائر.. بديلان محتملان
لكن الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، قال لموقع “الحرة” إنه “لا يتوقع أن تكون تركيا هي مركز حماس القادم، وتُشير ترجيحات إلى دولتي سلطنة عمان والجزائر، لاعتبارهما دولتين محايدتين ليستا على خلاف مع إسرائيل ويتقبلهما المجتمع الدولي”.
وأضاف أن “تركيا خرجت منهكة من الانتخابات المحلية في الفترة الماضية، ويواجه حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه إردوغان منافسة شرسة مع حزب الشعب الجمهوري، ولذلك لا يريد أردوغان أن يخاطر باستضافة قيادات حماس في هذا التوقيت”.
لكن عدم إقامة قيادات حماس في تركيا لا ينفي لعب أنقرة دور الوسيط خلال الفترة المقبلة، بحسب ما يعتقد أوغلو، الذي أوضح أن هذا يتجسد حاليا خلال الزيارات المختلفة سواء لهنية أو لوزير الخارجية المصري.
وتطرق عودة أوغلو إلي الحديث عن أسباب الدعم التركي لحماس، قائلا إنه “يخدم في المقام الأول أجندة إردوغان داخليا لتعزيز شعبيته بين الشعب التركي وأعضاء حزبه وداعميه والذين يتعاطفون مع القضية الفلسطينية، خاصة بعد الانتقادات الأخيرة التي وُجهت لإردوغان في الانتخابات المحلية”.
وأضاف أن “تركيا تريد أن تقول للجميع سواء محليا أو دوليا أنها تستطيع حل الأزمة وإدارة ملف التفاوض بالضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وباستخدام علاقتها الجيدة مع واشنطن لتقريب وجهات نظر الجانبين، خاصة قبل الزيارة المرتقبة للرئيس إردوغان إلى واشنطن، في مايو المقبل، والتي يعول عليها الرئيس التركي بشكل كبير”.
وقال إن خطة إردوغان تعتمد على أن “تركيا ستستخدم علاقتها بحماس لإقناعها بقبول شروط الهدنة، في مقابل أن تقنع واشنطن إسرائيل بعدم الشروع في عملية عسكرية في رفح ووقف إطلاق النار”.
وكانت إسرائيل قد قالت، الأحد، إن حركة حماس رفضت مقترح الهدنة في غزة الذي كانت قد تسلمته.
الحرة
كانت هذه تفاصيل خبر بعد أنباء الخروج من قطر والتواصل مع دولتين.. إلى أين سيتجه قادة حماس؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.