تتميز منطقتنا العربية بأنها تعانى منذ سنوات طويلة بمواجهة أزمات متتالية، وكأن هناك اتفاق أزمات على شعوبنا ومجتمعاتنا.. لدرجة أنها أصبحت تسير على نهج أزمة تجر أزمة بشكل متوال. وأصبحت غالبية الدول العربية تعانى من صراعات إما داخلية أو إقليمية على غرار: فلسطين والعراق ولبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن.
وصل الحال بدول المنطقة العربية الآن إلى كونها لديها استراتيجية واحدة أو موقف ورأى متفق عليه تجاه أى قضية أو أزمة أو توتر. وأصبحت المواقف العربية إما تعبر عن السياسة الخارجية لكل بلد على حدة، أو مواقف شبه موحدة بين دولتين أو ثلاث على أقصى تقدير. وهو ما استغلته العديد من دول العالم الكبرى لتحقيق مصالحها الخاصة حتى لو كانت على حساب تفتيت دول أو دفعها لحروب واقتتال داخلى. وأصبحت دول منطقتنا دون أى اتفاق، بل ومع تصاعد غياب أى شكل من أشكال الضغط الموحد، وتفاقم التناقض فى القرارات والانحيازات.
أصبحنا مستباحين ليس فقط لدول العالم الكبرى التى تحدد استراتيجياتها وخططها حسب مصالحها المستقبلية، ولكن من بعض دول المنطقة نفسها التى ترى لنفسها أدوارًا على حساب قضايا لا تقبل المساومة أو التوظيف والاستغلال. والأسوأ هو الاستباحة الداخلية للدول على يد أبنائها.
لسنوات قريبة، كانت أسهل الطرق لإضعاف الدول وإسقاطها هو تغذية مفاهيم الديمقراطية الموجهة وتكريس الفوضى الخلاقة. أما الآن.. فتم استحداث أسلوب جديد لتكريس انقسام المجتمعات لإضعافها بشكل يبدو منطقيًا من خلال دعم وجود فريقين يمثلان قوتين مسلحتين فى الدولة الواحدة، فريق هو الجيش النظامى للدولة، والآخر قوة فرضت نفسها على الساحة بشكل منظم دون مضمون حقيقى سواء فى وحدة العقيدة العسكرية أو وحدة الأهداف الوطنية.
وينتهى المشهد إما بانقسام تلك الدولة التى تعانى من هذا الشكل غير الطبيعى فى تكوين الدول إلى الانقسام إلى دويلات صغيرة متناحرة، أو الدخول فى متاهة الحروب الأهلية لسنوات طويلة لا يستطيع أحد تحديد نهايتها رغم تصميمهم على بدايتها. وما ينتج عن ذلك من تعدد ولاءات تلك الفرق ليس فقط لدول خارجية، ولكن أيضًا لحسابات وتشابكات داخلية.
يتغير شكل العالم وتوجهاته وتشابكاته فى تحقيق كل طرف لمصالحه، ومنطقتنا لا تتغير. لم يعد هناك فى أدبيات السياسة الخارجية مفهوم الاتفاق الكامل فى القرارات والمواقف الدولية، وتحولت إلى اتفاقات جزئية حسب أجندة كل دولة وأولوياتها فى تحقيق مصالحها. وأصبحت دول منطقتنا العربية دون أى رابط حقيقى بينها.. لم نستطع الاتفاق على شىء واحد ملزم للدول العربية جميعًا سوى بالشجب والإدانة والتأكيد والتشديد والتعاطف، وفى أقصى الأحوال بالمطالبة بتنفيذ قرارات لا تتجاوز قوتنا فيها الورق التى كتبت عليه.
نقطة ومن أول السطر..
قوة غيرى لا تعنى بالتبعية ضعفى. ولكن تعنى عدم قدرتى على تحديد مقدراتى التى تمثل نقطة ضعف غيرى، ووسيلة للضغط عليهلتحقيق مكاسب.
هاني لبيب – المصري اليوم
كانت هذه تفاصيل خبر المنطقة العربية.. جزر منعزلة مع سبق الإصرار والترصد! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.