الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

ما بعد السنوار !!

لا يمكن أن تحارب شيئاً خفياً، هذه قناعة أمريكية ظلت راسخة لدى أجهزة المخابرات فيها، لهذا عندما أرادت إسقاط القاعدة صنعت أسامة بن لادن، الصورة الضخمة لرجل مقاتل في جبال أفغانستان، وعملت الآلة الإعلامية على تكبيرها حتى بلغت فقاعته حد الانفجار، وعندما أرادوا، فجروها، فسقطت القاعدة وذهبت أدراج الرياح لأنها تحولت من جماعة مقاتلة إلى (القاعدة = أسامة بن لادن).

لهذا عندما أطلقت الولايات المتحدة وحلفاؤها تنظيم داعش أطلقته بلا رأس، وبلا هوية، وبلا جنسية، فدمر وعاث في الأرض فساداً في كل مكان، باسم الإسلام، الذي كان هناك هدف إضافي للضغط على دوله وأمته وحكامه، لهذا كانت كل الرؤوس المستخدمة ضعيفة «مثل أبومصعب الزرقاوي أحد القادمين من قاعدة بن لادن» ويعلن تصفيتها واحداً تلو الآخر، فلما أدت الفكرة غرضها أرادوا «تخليص العالم منها» فصنعوا بعبع أبوبكر البغدادي، القائد الكبير الشرس الذي لا يمكن الوصول إليه، بنفس أفكار أسامة بن لادن وكلمات الترويج له وطرق التهويل، فلما وصلت الفكرة مداها قتل البغدادي واختفت داعش إلا فيما ندر متى ما أريد إعادة إنتاجها أو عبر الجيوب المتمردة منها على الأمرة الأمريكية.

هذه الصورة اليوم يحاول العدو الصهيوني بالاستفادة من الخبرات الأمريكية صناعة بعبع يحيى السنوار (أسامة بن لادن) ومحمد الضيف (أيمن الظواهري) لأنه يعلم أنه لا يمكن أن يقضي على حماس، لأن حماس فكرة وعقيدة، والأفكار لا تموت والعقيدة لا تضعف، لهذا فإن تصفية السنوار ستعني تصفية الحركة في الوعي الجمعي العام العربي، وستذهب بها لأطلال القاعدة.

ومن المهم اليوم أن ينتبه الإعلام العربي لهذا الأمر، المواطن العربي أيضا، وألا نقع في فخ التهويل، فحماس فيها مئات القادة الذين رحلوا واستشهدوا من أجل فلسطين، وفيها آلاف المقاتلين الذي كانوا يساوون قادتهم أو يتفقون عليهم، استشهدوا دون أن يكون لهم صيت ولا إعلان ولا إعلام، لأنهم طلبوا الشهادة وعملوا بصمت ولم يكن العمل مناسباً للكشف عن هوياتهم، يعلمهم أهل الحركة ويقدرون فعلهم.

من المهم ألا نقع في فخ تهويل السنوار، وأن نتحدث عن مرحلة ما بعد السنوار، لأنه ليست هناك مرحلة ما بعد السنوار، فهو مقاتل واحد في حماس، إن استشهد ففلسطين ولادة، بألف سنوار وضيف، والمقاومة باقية ما دام الاحتلال باقيا لأرضنا في فلسطين، والعمل على دحر الاحتلال مستمر ما دامت بطون النساء تلد الرجال وتربيهم على حماية مقدساتنا الإسلامية والرباط في أرض الرباط.

وبمناسبة ما بعد السنوار، من المهم التذكير بأنه لا دولة عربية يحق لها الحديث عن مرحلة ما بعد العدوان على غزة أو ما بعد السنوار، وحدهم الفلسطينيون الذين يتحدثون عن أنفسهم وعن حقهم المشروع في المقاومة وتحرير أرضهم (استثني عملاء فتح من كلمة الفلسطينيين) ووحدهم لهم الحق في تقرير كيف يقاومون المحتل حتى تحرير الأرض.. كل الأرض، دور العرب يجب أن يقتصر فقط على دعم القرار الفلسطيني ( لا قرار عملاء فتح) ودعم احتياجات الشعب الفلسطيني، ودعم إعادة إعمار غزة وكل شبر من أرض فلسطين.

لا تعطوا العدو فرصة للحديث عن مرحلة ما بعد، فليس ما بعد كما كان من قبل، ما بعد العدوان سيكون بإذن الله نصراً كبيراً، ورضوخاً لشروط المقاومة، وتراجعاً عن كل عدوان، وكشفاً لكل تصهين عربي، علنا نتخلص منه ونعمل على تصفيته حتى نتخلص من كل طعنة في الظهر قبل أن نتخلص من عدونا الواضح.

توضيح: هذا المقال لا يشبه حماس وقادتها بالقاعدة، لكن العمل الصهيوأمريكي تطلب فكرة الربط بين العملين معاً وليس الحركتين أو الأشخاص.

عبدالعزيز آل اسحاق – الشرق القطرية

9e3de6825a.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر ما بعد السنوار !! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements