الارشيف / اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

مُكرٍ مفرٍ مُقبلٍ مُدبرٍ معاً

  • 1/2
  • 2/2

لعله من أجلّ ما يمكن للمرء اكتسابه في حياته شجاعة الإقدام، الإقدام على الحياة بقلبٍ شجاع يُقبل على المجهول مهما كان خائفاً.

جنانٌ قادر على اقتحام تجارب جديدة، واتخاذ قرارات قد يعدها مجنونة، متوسعاً في مدارات لا يُدرك ربما حجم سعتها، خارجاً من ضيق أفقه إلى براح إرادة الواسع الكريم.

مُعلناً رغبته بالاتساع والتحليق، والتمدّد البهيّ لمهجته وروحه، والانفتاح السخي لعقله وفكره الذي ظل حبيساً لما يعرف ويُحسن ومأسوراً بما يُتقن من اجترار الأفكار التي قد تقيّده طويلاً في دوائر الراحة، ومدارات الألفة التي استكان إليها ولو كانت نافعة له حيناً من الزمن، إلا أن لكل زمن أدواته وسعته ومتطلباته التي تستحث في المرء حماسته للتقدم في الحياة وربما مواجهة أشرس مخاوفه، فما أجدر به أن يعلم أنه لابد أن يُقبل ولا يخف، لأنه من الآمنين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ما داموا لقوة الله يسندون ظهورهم، وبحوله يتوكلون.

وليس المُراد بالإقدام التهوّر في الإقبال، فهذه ليست بالشجاعة المحمودة، ولا البسالة المأثورة، بل من الأثير أن نُتقن العزف بين نغمات الإقبال والإدبار، ونمتلك زمام الكرّ والفر، والإقدام والتراجع، وكأننا في ساحة النصر، ومعارك الحياة التي تتطلب منا التناغم معها جيئةً وذهاباً، إقبالاً وإدباراً، والاتزان بين جسارة الخوض، وجرأة التراجع، وبين قوة البناء، وشجاعة الهدم، وبين شكيمة الدخول، وصرامة المغادرة، وبين قوة التمسّك والأخذ بقوة، وبين الاستطاعة على الإفلات.

هذا التناغم المتزن هو الحكمة التي تُبتغى، والرجاحة التي تُطلب، ولا يكون ذاك إلا بالتدرّب والممارسة في ساحات الحياة الرحبة، وبالتحليق في مداراتها الواسعة، واستكشاف المجهول في أنفسنا تجاهها، واختباره صعوداً ونزولاً، كراً وفراً، وهدماً وبناءً مراتٍ عديدة حتى يصل الإنسان إلى أن يتقن كياسة التقدّم في الحياة باتزان يُدرك فيه أن المتعة كل المتعة في خوض عبابها، والتعلّم من دروسها، وتقبل خساراتها، والتلذّذ أثناء ذلك كله بلحظاتها السريعة الهاربة.

*لحظة إدراك:

ما أجّل أن يُدرك الإنسان باكراً أن إحسانه في الحياة مرتبط بحكمته في فهم قانون الحياة في الإقبال والإدبار، وأنه من غير المعقول أن يحث نفسه على اقتحام الحياة بتهوّر غير ممدوح، ويظن أنه قد أحسن صنعاً، فهو في الحياة مادام على قيدها لابد سائر، والسير _ولو كان راجلاً _حركة تتطلب الإقدام لإحدى قدميه وتأخير أخرى، حتى يُحقق مسلكه، ويجّد في السعي فهو مطلبه، ومدار حياته، وليس له إلا ما سعى، و سعيه سوف يُرى على أي حال.

خولة البوعينين – الشرق القطرية

fdb85a2baf.jpg

كانت هذه تفاصيل خبر مُكرٍ مفرٍ مُقبلٍ مُدبرٍ معاً لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements