بعد مرور 18 شهرا على الواقعة، تنظر محكمة جنايات الجيزة، محاكمة صاحبة حضانة وعاملة، بتهمة القتل العمد، بعدما اتفقا الاثنين على استدراج سائق تاكسي في منطقة أوسيم وقتله وتقطيع جسده لأشلاء وإلقائها في أماكن مختلفة.
وتم الكشف عن الجريمة بالمصادفة أثناء العثور على أشلاء آدمية في منطقة الوراق في بداية شهر أغسطس من العام قبل الماضي، وحتى الآن الغموض يحيط بالجريمة الأخيرة ولم تتوصل القوات إلى مرتكبي الواقعة، ولكنها كانت بداية الخيط للكشف عن مقتل سائق على يد صاحبة حضانة وعاملة بسبب علاقة جنسية بينه وبين الأولى وتهديدها بمقاطع جنسية لها.
ومن المقرر أن تنظر المحكمة خلال الأيام القليلة المقبلة، ما حدث في الواقعة والتي جاءت تفاصيله طبقا لما ورد في تحريات المباحث وتحقيقات النيابة العامة واعترافات المتهمين والتي جاءت كالتالي:
- حكاية حب:
قبل 18 عاما من الآن كانت هناك قصة بين "ميرفت. ر"، 37 عاما، صاحبة حضانة المتهمة الرئيسية، بمنطقة الوراق، وبين المجني عليه "إكرامي. م"، 37 عاما، سائق، وفي تلك الفترة كان المتهمان مقيمين في منطقة بشتيل بـ"أوسيم" شمال محافظة الجيزة، وكان المجني عليه يتردد على منزل المتهمة لارتباطه بعلاقة صداقة مع أشقاء المتهمة.
وفي إحدى المرات شاهد المجني عليه المتهمة وتبادلا نظرات الإعجاب ونشأت قصة بينهما وتقدم المجني عليه لكي يطلب يد المتهمة للزواج، ولكنهم رفضوا وانقطعت العلاقة بينهما، لمدة 15 عاما، وتزوج كل منهما وانتقلت المتهمة للإقامة في منطقة الوراق مع زوجها.
- لقاء الصدفة:
بعد مرور أكثر من 15 عاما على قصة الحب جمعت الصدفة المتهمة والمجني عليه أمام إحدى المدارس بمنطقة الوراق أثناء قيام كل منهما توصيل أولاده إلى المدرسة، وتبادلا الحديث وأرقام الهواتف المحمولة وانتهى اللقاء، لكن لم تنته الأحاديث في التليفون واستمر الحديث بينهما حتى اتفقا على لقاء ومقابلة في مكان عام.
- علاقة جنسية:
قبل وقوع الجريمة بقرابة عام ونصف كان هناك لقاء بين الاثنين على مقهى في الدقي، وتبادلا خلالها الأحاديث، عن الذكريات وقصة الحب التي انتهت بالفشل، وخلال اللقاء ألح المجني عليه على مقابلة المتهمة بمفردهما في شقة بمنطقة أوسيم، وبعد إلحاح وافقت المتهمة وتقابلا وهناك كان أول لقاء جنسي بينهما وتعددت اللقاءات الجنسية بين المتهمة والمجني عليه وأثناء ذلك قام الضحية بتصوير المتهمة في أوضاع مخلة بالآداب أثناء ممارسة الجنس معها وتكررت العلاقة الجنسية أكثر من مرة بين الاثنين.
- ابتزاز:
بعد مرور 6 أشهر من العلاقة الجنسية قررت المتهمة الرئيسية "ميرفت"، إنهاء تلك العلاقة والابتعاد عن المجني عليه وبدأت في التهرب منه إلا أن السائق حاول ابتزازها واستغلال تلك الفيديوهات الجنسية في مساومتها والاستيلاء على مبالغ مالية منها، واستجابت المتهمة له عدة مرات، وأرسلت له مبالغ مالية حتى شهر مايو الماضي، وبدأت في الرفض ونشبت بينهما مشاجرة عنيفة هددها خلالها المجني عليه بفضحها أمام عائلتها بتلك الفيديوهات ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
- قتل وتقطيع جسد الضحية:
عقب انتهاء تلك المكالمة بدأت المتهمة في التخطيط للتخلص منه ومن تلك الفضيحة للأبد، ففكرت في تنفيذ خطة قتله بجريمة كاملة قتل وتقطيع وإخفاء الجثة فهذا ما توصلت إليه المتهمة بعد تفكير استغرق ساعات كثيرة، وأيضا كانت قد رسمت الخطة المحكمة واستعانت بالمتهمة الثانية "سارة .ا" 31 عاما، وطلبت منها مساعدتها في تنفيذ الخطة مقابل 20 ألف جنيه، ووافقت المتهمة الثانية لمرورها بضائقة مالية، واتفقا على الخطة لقتل المجني عليه.
- تنفيذ الجريمة:
قبل الكشف عن ملابسات الواقعة بثلاثة أشهر قررت المتهمة تنفيذ خطة القتل، وجاءت كالتالي أولا استدراج المجني عليه بحجة تأجير شقة لممارسة الجنس معها، وعقب دخول السائق "القتيل" قدمت له كوب "نسكافية" يحتوى على 3 أقراص مخدرة، وعقب شرب الـ"نسكافيه"، طلب قهوة لشعوره بحالة تعب، فقدمت له القهوة وداخل الفنجان قرصين آخرين، وعقب تناول فنجان القهوة، سقط في صالة الشقة بحالة إغماء.
وعقب ذلك بدأت تنفيذ المتهمة الثانية بالجريمة، فذهبت للمطبخ وأحضرت سكين وساطور، وقطعت رأس المجني عليه عن جسمه ثم عضوه الذكري، وبعد ذلك قطعته نصفين بالساطور، واستمرت في جريمتها لمدة 8 ساعات، ثم نقلت الجثة في 3 أكياس، وألقتها في النيل بمنطقة الوراق وإمبابة وباسوس في القليوبية.
- محاكمة المتهمين:
أوراق القضية ضمت اعترافات تفصيلية للمتهمين بالصوت والصورة أثناء تمثيل الجريمة، وأيضا تحريات المباحث النهائية التي أكدت أنهما مرتكبي الواقعة، وتعذر العثور على الجثة نظرا لمرور 3 أشهر على الجريمة، وتمت إحالتهما للجنايات وتنظر المحكمة أوراق القضية.
ولاتزال قوات المباحث تحت إشراف اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، واللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، تواصل البحث عن الأشلاء التي عثر عليها في أغسطس 2017 والوقوف على ملابسات الواقعة.