محمد اسماعيل - القاهرة - لطالما اعتبرنا علاجات السرطان، وخاصة سرطان الثدي، بمثابة هبة من السماء، شفاءً من داء عضال يهدد الحياة.
ولكن، دراسة جديدة كشفت عن حقيقة صادمة قد تغير نظرتنا إلى هذه العلاجات فقد أظهرت هذه الدراسة أن علاجات سرطان الثدي الشائعة، مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحة، قد تتسبب في تسريع عملية الشيخوخة البيولوجية لدى الناجيات من المرض.
وتوصلت النتائج إلى أن علامات الشيخوخة الخلوية، مثل استجابة تلف الحمض النووي، والمسارات الالتهابية، زادت بشكل كبير لدى جميع الناجيات من سرطان الثدي، بغض النظر عن نوع العلاج الذي تلقينه.
ووفق "مديكال إكسبريس"، فأن تأثير علاجات سرطان الثدي على الجسم أكثر شمولاً، مما كان يُعتقد سابقاً.
العلاج الإشعاعي
وأوضحت جوديث كارول الباحثة الرئيسية من جامعة كاليفورنيا: "لأول مرة، نُظهِر أن الإشارات التي اعتقدنا ذات يوم أنها مدفوعة بالعلاج الكيميائي موجودة أيضاً لدى النساء الخاضعات للإشعاع والجراحة".
وواصلت: "بينما كنا نتوقع أن نرى زيادة في التعبير الجيني المرتبط بالشيخوخة البيولوجية لدى النساء اللاتي تلقين العلاج الكيميائي، فوجئنا بالعثور على تغييرات مماثلة لدى من خضعن للإشعاع أو الجراحة فقط".
كما توصل فريق الدراسة التي استمرت عامين، تتبع النساء اللاتي خضعن لعلاج سرطان الثدي، قبل تلقي العلاج ومرة أخرى بعده، لمعرفة كيف تطورت علامات الشيخوخة البيولوجية لديهن.
واتضح أن عمليات الشيخوخة البيولوجية، التي تؤدي إلى حالات مثل التعب والتدهور المعرفي والضعف وأمراض القلب والأوعية الدموية، تشكل عاملاً رئيسياً.
كما أدى التقدم في علاجات السرطان إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة بشكل كبير، ومع ذلك، يرتبط سرطان الثدي بالشيخوخة المتسارعة، ما يؤثر على القدرات البدنية والاستقلال ومتوسط العمر.