بغداد - ياسين صفوان - منذ اشهر، بدأت وزارة الاتصالات بحجب المواقع الإباحية واستعرضت وزيرة الاتصالات ارقامًا عن تراجع المواقع الإباحية في قائمة المواقع الأعلى مشاهدة في العراق، بعد ان كانت هذه المواقع ضمن الأكثر مشاهدة في العراق، بالرغم من ان هذا الحظر تم الاحتيال عليه في العراق بحسبما اكد مختصون باستخدام برامج كسر الحجب، كما ان وزارة الاتصالات نجحت فقط بحظر بعض المواقع الشهيرة، فيما بقيت العديد من المواقع متاحة للعراقيين.

لكن قبل أيام، أقدمت وزارة الاتصالات على حظر موقع IMBD، وهو موقع لا يبث المحتوى بل هو قاعدة بيانات للأفلام الأجنبية وتقييمها، لتتعرض وزارة الاتصالات لموجة سخرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، لكن الوزارة بررت ذلك بأن الموقع "يروج للمحتوى الهابط المعارض لاخلاقيات ومبادئ المجتمع العراقي!".

بعد ذلك، رصد العديد من العراقيين ان وزارة الاتصالات أقدمت أيضا على حجب موقع "ساوند كلاود" وهو موقع عبارة عن مكتبة موسيقية تضم مئات الملايين من الأغاني والمقاطع الصوتية المختلفة، ويزور الموقع اكثر من 180 الى 200 مليون شخص شهريًا.

وبدأ العديد من المراقبين يعتقدون ان مبرر وزارة الاتصالات لحظر تطبيق الأغاني هو لاسباب تتعلق "بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر" باعتبار ان الأغاني "حرام".

ويأتي موقع ساوند كلاود كثالث اكثر التطبيقات الموسيقية زيارة في العراق بعد سبوتفاي وديزير حيث بلغ عدد الزيارات الى ساوند كلاود في أكتوبر الماضي 205 الاف زائر عراقي.

#ليس كل برتقالي "إباحي"!

وبهذه الخطوة، يبدو أن وزارة الاتصالات على موعد مع موجة سخرية شديدة في مواقع التواصل الاجتماعي العراقية، فالموقع لا يضم محتويات مرئية، وهو عبارة عن موقع للموسيقي والمقاطع الصوتية والاغاني فقط، ما يجعل انتظار تبرير وزارة الاتصالات "مشوقًا"، فهل ستقول الوزارة انه الموقع يروج "لاصوات تعارض اخلاق المجتمع العراقي؟".

و بدأ العديد من العراقيين بالفعل يسخرون من حجب الموقع، معتبرين ان وزارة الاتصالات "تعتقد ان كل موقعا يحمل اللون البرتقالي هو موقع اباحي"، وذلك في إشارة الى احد اشهر المواقع الإباحية في العالم "بورن هوب" ذو اللون البرتقالي"، كما ان موقع IMBD يحمل اللون الأصفر، ويبدو ان هذا العامل المشترك لحظر التطبيق، كما يرى رواد مواقع التواصل على سبيل السخرية.

#تراجع حرية الانترنت في العراق

وعمومًا، تظهر تقارير فريدوم هاوس، تراجعا في مؤشر حرية الانترنت في العراق، حيث تراجعت حرية الإنترنت في العراق في 2024 مقارنة بـ2023، نتيجة حجب السلطات العديد من المواقع المستقلة وتلقى عدد أكبر من المستخدمين أحكامًا بالسجن لفترات طويلة بسبب محتواهم عبر الإنترنت مقارنة بالعام السابق.

وفي عام 2023، بينما بلغ عدد نقاط العراق في مؤشر حرية الانترنت 43 من 100، ما يجعله مقيد جزئيًا، لكن النقاط تراجعت في 2024 الى 40 من 100، وهو ما يظهر حجم تصاعد التشدد على حرية الانترنت في العراق.

وحصل العراق على 10 من 25 نقطة في عوائق وصول، و16 من 35 نقطة على حدود المحتوى و14 من 40 نقطة فيما يخص انتهاكات حقوق المستخدم.