كتبت: ياسمين عمرو في السبت 18 يناير 2025 08:53 صباحاً - كلنا نعرف أن الاحترام يكون متبادلاً، وهذا المبدأ الذي تقوم عليه العلاقات بين الناس في كل مكان، وهو المبدأ الذي يجب أن نربي عليه أولادنا، ومنذ سن مبكرة لأن الحب لا يكفي وقد يكون الإفراط في الحب وتدليل الطفل من أسباب أن يفقد الطفل احترامه لوالديه، ويتطاول عليهما على سبيل الضحك أو الجد، ولذلك فبناء علاقة قائمة على الاحترام يجب أن يسبق بناء الحب بين الأم وأطفالها.
من الضروري أن تهتمي باحترام طفلك وأن يشعر بأنك تقدرين مشاعره وتحرصين على مظهره ومكانته أمام الآخرين، وبالتالي فاحترامك له سوف يكون منعكساً على احترامه لك، وقد التقت "الخليج 365 وطفلك"، وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية رجاء خليل، حيث أشارت إلى 6 خطوات تساعدك على تحقيق الاحترام المتبادل بينك وبين طفلك، من بينها احترامه أمام الآخرين والاستماع له دون تذمر وغيرها في الآتي:
1- احترميه أمام الآخرين
- اهتمي بأن تحترمي طفلك، ولا تقللي من شأنه أمام الآخرين لأن هذه هي الطريقة التي تعلمه أن يحترمك أيضاً أمام الآخرين؛ لأن هناك أطفالاً يتطاولون على أمهاتهم، ويتصرفون تصرفات غير مهذبة معها أمام الضيوف والأقارب؛ مما يجعل الأم تتساءل عن سبب الطفل المشاغب في وجود الضيوف فقط، ويكون ذلك لعدة أسباب منها قيام الأم بالسخرية من الطفل أمامهم، ونعته بصفات سيئة وذكر عيوبه وتنبيه الآخرين لها.
- احرصي على ألا تظهري المشاكل العائلية أمام الغرباء، ولا تتحدثي أمامهم عن الأخطاء التي قام بها طفلك أو غيره من الأبناء أو حتى الزوج، واحرصي على الحفاظ على أسرار بيتك، وبالتالي يجب أن تنقلي صورة مشرفة ومضيئة عن عائلتك من خلال إبراز نواحي النجاح دون مبالغة لكي لا يشعر الطفل بأنك تكذبين مثلاً، والطفل يتعلم بالقدوة أولاً والأم هي قدوته الأولى.
2- توقفي عن مقارنته بأحد
- توقفي تماماً عن مقارنة طفلك بأي طفل آخر في سنه أو أصغر منه أو حتى أكبر، وتذكري أن هناك فروقاً فردية بين الأطفال وبين الكبار أيضاً، والفروق الفردية لا دخل للإنسان فيها، وهي عبارة عن قدرات يخلق بها، وربما يكون لديه مهارات يتم توجيهها أو إهمالها، ودور الأم أن تعرف قدرات طفلها جيداً، وتحسن توظيفها والتعامل معها دون النظر لقدرات طفل آخر حتى لو كان شقيقه التوأم.
- تعاملي مع طفلك بطريقة التشجيع والدعم والمساندة دائماً، وابتعدي عن أسلوب المقارنة لأن استخدام المقارنة بين الأطفال يُنشِئهم غير أسوياء، ويجعلهم يشعرون بالحقد أولاً على الأم التي تتبع أسلوب المقارنة، ويتوقفون عن احترامها ويتعمدون ذلك أمام الآخرين، كما تتولد الغيرة بين الأطفال، ويبدأ الطفل في تكوين مشاعر سلبية نحو المجتمع المحيط به؛ مما يؤثر على شخصيته ومستقبله.
3- استمعي إليه دون تذمر
- استمعي إلى أطفالك، وكوني متفرغة تماماً لهم؛ لأن الطفل يحب أن يخبر بكل ما يشعر به وينقله إلى الأم، ولا يجد غيرها لأنه يحبها، ويجب على الأم أن تقدر شعور الطفل، وفي حال شعرت بأنه يريد أن يتحدث معها فيجب أن تترك كل شيء تفعله وتنزوي به وتجلس معه، وتسمح له بالحديث والتعبير عن نفسه، ولا تستهين به وبمشاعره.
- توقفي عن التذمر من طفلك ومما سوف يحدثك به مهما كان في نظرك بسيطاً أو تافهاً، فتقدير مشاعر الطفل يكون هو السبب الأول لكي يقدر طفلك مشاعرك، ولكي يحترمك ويقدرك، ويحرص على مشاعرك، ويكون حريصاً على عدم إغضابك لأنك قمت بتقديره، وشعر بمكانته عندك، وأنك تتفرغين له دون استياء مهما كنت مشغولة وأنك أيضاً تحافظين على أسراره الصغيرة.
4- شجعيه على التعبير عن نفسه
- شجعي طفلك على التعبير عن نفسه لأن هذه الخطوة هامة في أن تتعرفي إلى طريقة تفكير طفلك ونظرته للآخرين من حوله، ويمكنك من خلال إفساح مساحة لطفلك لكي يتكلم أن تدعيه يعترف بالأخطاء التي قام بها، ولكن بشرط ألا تهدديه بها أو تذكريه بها، أو تفشيها أمام الآخرين، فعندما تحترمين خصوصيته سوف يبدأ طفلك في تكوين بناء احترامه لك وللكبار، وبأنهم يقدرون مشاعر الصغار، ولن يكون لديه نظرة سلبية للأم والأب.
- اسمحي لطفلك بأن يتكلم بحرية ولا تقاطعيه، وانزلي إلى مستواه وضعي وجهك قبالة وجهه، فهذه أهم شروط الحديث الصريح مع الآخرين بحيث تفسحين له الفرصة لكي يعبر عن كل مشاعره، وأن تصبحي الصديقة الأولى لطفلك، وبالتالي فسوف تساعدين طفلك على عدم الوقوع في شرك رفاق السوء حين يكبر، وأن يحترم وجودك في حياته ويقدر ذلك بصورة كبيرة.
5- اطلبي منه مساعدة حقيقية
- احذري أن تقعي في الخطأ الذي تقع فيه معظم الأمهات، وهو الاستهانة بقدرات الطفل أو الاستخفاف بدرجة ذكاء الطفل، وحيث إن الأم قد تطلب من طفلها القيام بأحد الأعمال أو المهام التي تكون عديمة الفائدة أو الجدوى، ويكون الهدف منها فقط هو إشغال الطفل دون الحصول على نتائج فعالة من هذا العمل، حيث إن الأم يكون هدفها مثلاً هو صرف الطفل عن القيام بعمل مهم أو المشاركة فيه، أو حتى إشغاله عن المطالبة بأي شيء يرغب في الحصول عليه.
- قسمي بعض الأعمال المنزلية الخفيفة بين الأطفال، وتعد هذه الطريقة ضمن الإجابة عن سؤال هام يواجه الأمهات، وهو كيف تعلمين طفلك اكتساب مهارات تحمُّل المسؤولية؟ وهذه الطريقة في تقسيم العمل المنزلي يجب أن تكون جدية بحيث يتعلمون المساعدة، ويشعرون بدورهم الفعال في الأسرة؛ مما يساعدهم على تحمل المسؤولية، ولذلك يمكنك أن تعهدي لأحد الأطفال بإطعام الحيوانات المنزلية، والآخر تكون عليه مهمة تنظيف حديقة البيت وري المزروعات والأصص، والآخر يكون مسؤولاً عن مراقبة الشقيق الرضيع مثلاً، وهكذا يشعر الأطفال جميعاً بأنهم يقومون بأدوار فعلية وهامة، ويقدرون ما تقوم به الأم بدورهم من أعمال متعبة وشاقة، وينشأ الاحترام والتقدير بداخلهم في سن مبكرة.
6- اعتذري له لو أخطأت في حقه
- قدمي لطفلك الاعتذار في حال شعرت بأنك في حالة الوقوع في خطأ ما في حقه، ولا تعتقدي أن الطفل لا يحس ولا يشعر، فالطفل وفي سن مبكرة يكون حساساً لدرجة كبيرة، وتؤثر فيه الكلمة والنظرة، ولغة جسدك تلعب دوراً كبيراً في تشكيل نفسيته، ولذلك يجب أن تكوني على قدر كبير من الذكاء بحيث تقومين بالاعتذار له لكي يتعلم أن يعتذر لك في حال وقوعه في خطأ، وعدم الاستهتار بمشاعرك والتوقف عن تقديرك.
- احذري أن تقعي في خطأ كبير وهو الاستهانة بمشاعر الطفل وتركه لكي يبكي حين يكون غاضباً، أو حين تقومين بارتكاب خطأ في حقه، فترك الطفل لكي يبكي وعدم تقديم الاعتذار له يجعله يشعر بالدونية، ويقلل من نظرته لنفسه وتقديره لذاته، وينعكس ذلك على تصرفاته مع الآخرين بحيث تلاحظين أن طفلك قد بدأ يستهين بمشاعرك، ويتعمد ألا يحترمك أو يسمع كلامك لأنه يقابل الفعل بالمثل، كما أنه يتعلم بالقدوة، ولذلك أنت كأم والأب كذلك كيف تكون قدوة حسنة لأبنائك فتترك لهم مستقبلاً مشرقاً يدوم؟ ويكون ذلك بالفعل وليس عن طريق الدروس النظرية المباشرة.
قد يهمك أيضاً: كيف تعاقبين طفلك بطريقة صحيحة حسب عمره؟
*ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
أخبار متعلقة :