كتبت: ياسمين عمرو في الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 10:19 صباحاً - من أكثر التحديات التي تواجه الآباء والأمهات في سنوات الطفولة الأولى هو تدريب الطفل على النوم بمفرده، وعلى الرغم من أهمية هذه الخطوة لنمو الطفل النفسي واستقلاليته؛ فإنها غالباً ما تُقابل بالبكاء والتوتر؛ ما يجعل الآباء يتراجعون أو يؤجلون تنفيذ الخطوة.
والسؤال: هل يمكن تحقيق هذا الهدف من دون دموع؟ والإجابة: نعم! حيث يؤكد الدكتور محمود عبد الحليم أستاذ طب الأطفال، أن المفتاح يكمن في الصبر، واتباع أسلوب تدريجي تراعي فيه الأم نفسية الطفل واحتياجاته، مستعرضاً خطة متكاملة لتعزيز عادات النوم المستقلة لدى الطفل، ومن دون دموع.
أسباب رفض الطفل النوم بمفرده
قبل أن نبدأ بوضع الخطط، من المهم أن نفهم الأسباب التي تجعل الأطفال يرفضون النوم بمفردهم، والتي تختلف بين طفل وآخر، وتتلخص في:
الخوف من الانفصال: الأطفال في مراحلهم الأولى يشعرون بالأمان بالقرب من والديهم، والنوم بمفردهم قد يثير فقدان هذا الأمان.
عدم الاعتياد: إذا اعتاد الطفل منذ ولادته النوم مع أحد الوالدين؛ فسيكون من الصعب عليه تقبُّل التغيير فجأة.
حاجته للشعور بالحنان: بعض الأطفال يجدون في النوم المشترك وسيلة للحصول على مزيد من الحنان والدفء.
عدم وجود روتين محدد: الأطفال يحتاجون إلى روتين يومي يشعرهم بالأمان ويمدهم بالاستقرار.
خطوات العلاج.. خطوة نحو الاستقلالية
لا بُدَّ من إدراك أهمية نوم الطفل بمفرده خاصة بعد مرور العام الأول؛ فهذا ليس مجرد خطوة لتحقيق راحة الأبوين، بل هو جزء أساسي من تنمية استقلالية الطفل وشعوره بالثقة، وقد يكون الأمر صعباً في البداية، ولكن مع استخدام أساليب لطيفة وتدريجية، يمكنك تحقيق هذا الهدف دون أن يمر طفلك بتجربة البكاء أو التوتر، وتذكري دائماً أن الصبر والتشجيع هما مفتاح النجاح.
خلق بيئة نوم مريحة:
لجعل فكرة نوم الرضيع بمفرده جذابة له؛ يجب أن يبدأ الأمر بخلق بيئة نوم مريحة، مشوقة، وآمنة، وتتضمن:
اختيار سرير مميز: قومي بشراء سرير مخصص لطفلك بتصميم يحبه، كأن يكون عليه رسومات شخصياته المفضلة.
تخصيص غرفة الطفل: دعي طفلك يشارك في اختيار ديكور غرفته، مثل الألوان أو الملصقات التي تعكس اهتماماته.
الإضاءة الخافتة: توفير إضاءة خافتة ليلية يمكن أن يخفف من مخاوف الطفل، ويمنحه شعوراً بالراحة في أثناء الليل.
إضافة الألعاب المفضلة: اسمحي لطفلك باختيار لعبة أو بطانية مفضلة ينام بجانبها للشعور بالأمان.
الانتقال التدريجي بخطوات صغيرة:
الانتقال بشكل تدريجي: من المهم أن يكون انتقال الرضيع للنوم تدريجياً وليس فجائياً، هذا يتيح للطفل الوقت للتكيف مع الفكرة.
البدء بالمشاركة الجزئية: اسمحي لطفلك بالنوم في سريره أو غرفته في أثناء وجودك بجانبه، يمكنك الجلوس بالقرب منه حتى يغفو.
التقليل التدريجي للمرافقة: كل بضعة أيام، ابدئي بتقليل الوقت الذي تقضينه بجانب سريره، اجلسي بعيداً ثم غادري الغرفة تدريجياً.
طمأنته بصوتك: إذا استيقظ الطفل في أثناء الليل، تحدثي إليه بصوت هادئ من خارج الغرفة بدلاً من العودة بجانبه.
بناء روتين.. مفتاحك إلى النجاح:
الروتين اليومي: يُعد عنصراً رئيسياً لتعويد الطفل على النوم بمفرده، الأطفال يستجيبون بشكل إيجابي للأنشطة التي تتكرر بانتظام.
الحمام الدافئ: امنحي طفلك حماماً دافئاً قبل النوم لتهدئة أعصابه.
قراءة قصة: اجعلي قراءة قصة قبل النوم جزءاً من الروتين اليومي؛ ما يساعد الطفل على الاسترخاء وربط وقت النوم بشيء ممتع.
تحديد وقت ثابت للنوم: احرصي على تحديد وقت نوم ثابت يومياً لتعويد جسم الطفل على التوقيت.
التوقف عن الأنشطة المحفزة: امنعي الطفل من مشاهدة الشاشات أو ممارسة أنشطة محفزة قبل النوم بساعتين على الأقل.
هل تعلمين أن قصص قبل النوم توسع خيال طفلك وتقوي لغته!
طرق التعامل مع رفض أو انهيار الرضيع:
من الطبيعي أن يرفض طفلك النوم بمفرده في البداية، أو يحاول جذب انتباهك بالعودة إلى السرير المشترك، إليك طرق التعامل:
- التمسك بالهدوء: إذا بدأ بالبكاء أو النداء عليكِ؛ كوني حازمة ولكن لطيفة.
- الطمأنة المستمرة: طمئني طفلك بأنك قريبة منه، ولكن ذكِّريه بأنه يستطيع النوم بمفرده.
- استخدمي ساعة مؤقتة: لتحديد مدة قصيرة تظلين فيها بجانبه، بعد انتهاء المدة، غادري الغرفة بلطف.
تقديم الثناء والمكافآت والتشجيع:
الأطفال يتجاوبون مع التشجيع والمكافآت بشكل كبير، بجانب تقديم الثناء لطفلك عندما ينجح في قضاء الليل بمفرده، استخدام جدول مكافآت، ضعي جدولاً يحتوي على نجوم أو ملصقات تُضاف يومياً عند نجاحه في النوم بمفرده.
عند جمع عدد معين من الملصقات، يمكن أن يحصل على مكافأة يحبها، المكافآت الصغيرة: اشتري هدية بسيطة إذا التزم بالنوم بمفرده لمدة أسبوع متواصل.
التواصل العاطفي خلال اليوم:
تعزيز الروابط العاطفية: تلعب دوراً كبيراً في تحسين نوم الطفل بمفرده، ولا يمكن فصل عادات النوم عن الحالة العاطفية للطفل.
قضاء وقت نوعي مع الطفل: خصصي وقتاً للعب والتحدث معه خلال اليوم لتعزيز شعوره بالاطمئنان.
التعبير عن الحب: أكدي لطفلك أنك دائماً بجانبه حتى لو لم تكوني معه في الغرفة نفسها.
تفهمي مخاوفه: استمعي إلى ما يخيفه أو يزعجه بشأن النوم بمفرده وحاولي تقديم حلول تطمئنه.
الصبر والمثابرة.. لا تتراجعي عن الهدف:
- تحلي بالصبر والاستمرار في المحاولة؛ لأن انتقال الطفل الرضيع للنوم بمفرده قد يستغرق وقتاً أطول مما تتوقعين.
- لا تتراجعي، وتجنبي العودة للنوم المشترك؛ لأن ذلك سيشوش على الطفل ويجعله يرفض النوم بمفرده
- تكيفي مع التحديات الجديدة التي قد تظهر، مثل استيقاظه ليلاً أو رفض النوم، تعاملي مع هذه المواقف بحزم وحب.
* ملاحظة من"الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
أخبار متعلقة :