محمد اسماعيل - القاهرة - كتب - محمد شعبان:
"كل سنة وأنت طيبة يا أمي" كعادته كل صباح، سلم عامل على والدته قبل مغادرته إلى عمله، هنأها على حلول ليلة النصف من شعبان، طلب منها الدعاء كما جرت العادة لكنه زاد عليها "سامحيني على أي حاجة" وكأنه يودعها لكن الأم لم تتوقع ما يخبأه القدر.
انطلق الشاب إلى عمله، تجمعوا على ضفاف نهر النيل بقرية نكلا مركز منشأة القناطر شمال محافظة الجيزة. حديث ضاحك دار بين عمال مشروع مستقبل مصر في أثناء انتظارهم "المعدية".
مع اكتمال العدد ووصول مركب صيد صغيرة -حمولتها لا تتجاوز 10 أفراد- تعمل بالحبال لنقل الركاب بين ضفتي شريان الحياة. استقل عمال شركة حسن علام للمقاولات المركب باختلاف صنعتهم "هنشيل بعض.. خلينا نوصل في معادنا".
صرخة موت في حادث معدية القناطر
على بعد أمتار من النهر، صاحب كافيه منتدب للعمل في المشروع دون حضوره اليومي عائدًا لإنجاز بعض المهام وإذا به "سمعت صراخ جامد فجريت على البحر".
لم يتردد الشاب اليافع في تقديم يد العون لزملائه "نزلت بسرعة وأنقذت 5 عمال" سيارات الإسعاف حضرت سريعًا ونقلتهم إلى مستشفى مبارك المركزي للعلاج.
غرق معدية تقل عمالا في الجيزة.. وفرق إنقاذ لانتشال الضحايا
مراكبي معدية القناطر
موقف صادم سجلته ذاكرة شهود عيان تصادف مرورهم بموقع الحادث، وقعت أنظارهم على شخص همَّ بالقفز من المركب في لحظات اختلالها الأولى "بص يا إبراهيم اللي بينط دا مين؟" المفاجأة كانت في انتظارهم على الشاطئ "دا المراكبي" لكن الشرطة تحفظت عليه كون المركب بدون ترخيص.
بمرور الوقت وتوالي وصول قيادات الأمن والحماية المدنية وشرطة البيئة والمسطحات المائية، تحولت المنطقة إلى غرفة عمليات مصغرة في تناغم حركي للأجهزة الأمنية والتنفيذية بمحافظة الجيزة.
"المراكبي نط وسابهم".. مفاجآت في تحقيقات غرق معدية منشأة القناطر
البحث عن ضحايا معدية القناطر
أكثر من 10 ساعات من البحث والتمشيط -تعيقها سرعة التيار- كُللت بانتشال 6 جثامين لاحقتها عيون الحاضرين داخل أكياس حفظ الموتى السوداء في طريقها إلى المشرحة عبر سيارة الإسعاف مع استمرا البحث عن مفقودين آخرين تحت الماء.
أسماء العمال الـ 10 الذين استقلوا معدية الموت هم كل من: إيهاب محمد عبد النبي، وعبد الرحمن ياسر، وسيف إبراهيم، وشقيقه محمود إبراهيم، وأيمن أحمد، وأيمن عيد، ومحمود محمد، وحمدي أسامة، وسامي فؤاد، وأحمد عز الدين.
معدية القناطر ليست الأولى
حوادث معديات الموت عرض مستمر، عام 2022 تكرر المشهد نفسه، سيارة ربع نقل سقطت من أعلى معدية بمنشأة القناطر -المركز ذاته-.
23 شخصًا سقطوا في نهر النيل، 15 طفلا أنقذتهم فرق الإنقاذ النهري ليبتساءل أهالي القرى المطلة على نهر النيل "متى سينتهي مشهد نعوش البحر؟.
اقرأ أيضًا:
"الكبير أوي" في خطر.. حريق يلتهم لوكيشن التصوير
أخبار متعلقة :