شارل أزنافور حمل أسمى رسائل الحب والصدق.. أيقونة الفن الفرنسي إلى العالم ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي

ميرنا وليد - بيروت - بصمة خاصة وضعها مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بنسخته الرابعة، من خلال الإحتفالات التي تقوم على تقدير العمل السينمائي، الذي يحمل مكونات "العمل المتكامل"، وتحت عنوان "للسينما بيت جديد"، والذي يضم أجمل الأفلام وأكثرها نجاحاً، على جميع الأصعدة، من التصوير إلى الإخراج، وصولاً إلى القصة، كان من ضمن أجمل الخيارات، فيلم "السيد أزنافور" الذي كانت له حصة الأسد، والذي يروي قصة الفنان الكبير شارل أزنافور.


أزنافور وقبل رحيله، كان إختار المخرجان اللذان سيقومان بإخراج الفيلم الخاص بسيرته الذاتية، وهما الفرنسيين مهدي إيدير وغران كور مالاد، إيماناً منه بقدرتهما على تسليط الضوء على كافة التفاصيل، التي شكلت منعرجاً في حياته الشخصية وحياته الفنية على حد سواء، والتي كانت خفية إلى حد ما قبل وفاته.
بالإنتقال إلى الممثل طاهر رحيم، الذي جسد شخصية "السيد أزنافور"، فقد تمكن من تأدية الدور بنسبة 100%، ليس فقط على الصعيد التمثيلي وتجسيد الشخصية، بل أيضاً على صعيد الشكل الخاص بـ"السيد أزنافور"، فنرى أنه تم العمل على تغيير شكل أنفه وبعض الملامح، لكي يصبح الشبه بينهما كبيراً جداً، وذلك بإحتراف وإتقان، ومن دون مبالغة، ومع الإلتزام بالخطوط الحمر، حتى لا تختفي ملامح رحيم بشكل تام.
تبدأ القصة بأزنافور، الذي ولد في أرمينيا، ووالده الذي يمتلك مطعماً في فرنسا، البلد الذي هاجرت إليه العائلة، لتنتقل بعدها القصة من الطفولة، إلى الوقت الذي بدأ فيه أزنافور حياته الفنية، والتي أظهرها المخرج بحسب الأهمية، إلا أنه لم يتنازل عن "روح الفكاهة"، التي جاءت في مكانها المناسب، لتكون حبكتها متماسكة إلى أقصى الحدود، بالإضافة إلى النساء اللواتي كانت لهن محطات في حياة أزنافور، والثلاثة اللواتي دخل برفقتهن إلى القفص الذهبي.
أدرك أزنافور خلال حياته أهمية الإخراج، في إظهار الصورة الأجمل، وهذا ما برز في الأغنيات التي تم تقديمها، فالمقاطع الطويلة ترافقت مع كليب قصير، كي يبعد المشاهد عن حالة "الملل"، ويجعل عين المشهد ترافق الأحداث بعناية، فمثلاً الإنتقال من الطفولة إلى المرحلة العملية التي عاشها أزنافور، تزامن مع المقطع الموسيقي المقدم، وبأغنية أخرى، أظهر لنا زواجه من زوجته الأولى وإنجابه طفلاً منها، فكانت المقاطع المصورة تكمل الأغنية بشكل إنسيابي، من دون التخلي عن أي مرحلة عمرية من حياة أزنافور.
هذا العمل الإخراجي، الذي حيك بحنكة عالية، قلما نراه في الأفلام، فهو ممزوج بكادر دقيق، وإضاءة متناسقة، والأغنيات التي تم إنتقاؤها، صنعت مزيجاً مميزاً وفريداً ومشوقاً يليق بحياة أزنافور.
اللافت في "الجنريك الأخير"، أنه تم تقديم 6 أغنيات من أغاني أزنافور الشهيرة، بالإضافة إلى ذكر أسماء معظم أغنيات أزنافور، وأسماء الشعراء والملحنين الذين غنى أعمالهم.
فيلم "السيد أزنافور" كشف العديد من القصص المتداولة، وأكد بعضها ونفى البعض الآخر منها، فأصبح بمثابة "الفيلم المرجع" للتأكد من تفاصيل عن حياة أزنافور، فمثلاً كانت آخر زوجاته من السويد، ولم يكن "ممتناً" لنفسه بكل ما قدمه خلال حياته، كيف كانت الأغنيات تروي قصة حزنه، ومروره بمعظم عواصم الدول، وهنا نحزن فعلاً على عدم التطرق، ضمن أحداث الفيلم، إلى قدومه إلى العاصمة اللبنانية بيروت، لأن أزنافور زار لبنان أكثر من 15 مرة، كان آخرها عام 2017 قبل رحيله بعام واحد، ليختتم الفيلم بأن هذا الفنان الأرمني أحب باريس بطريقة "غريبة ومهمة". لم يذكروا تكريمه في ساحة "الأنفاليد" في باريس، وهو الفنان الذي صدح صوته في سماء فرنسا والعالم لأكثر من 60 عاماً، ففي أجواء حملت الحزن والفخر، كرمت فرنسا أيقونة الغناء العالمي، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان وعائلة الفنان الراحل، تحت شعار "الثقافة المزدوجة".
القصة كتبت بحبر الحقيقة، ويقال إن أزنافور أشرف على قسم منها، وتناولت معاناته من الفنانة الراحلة إديث بياف، وعملها المستمر على تحطيمه، إذ كانت تشير دائماً إلى أن صوته يحمل بحة "غير جميلة"، إلا أن الإصرار كان الكلمة الحاسمة في مسيرة شارل أزنافور الفنية، ليستمر وحيداً، مضحياً بزوجته وصديق عمره الملحن والفنان بيار روش، لكي يصل إلى حلمه، بالإضافة إلى أن القصة كشفت كفاءته في ترجمة أغنياته إلى "الإسبانية والإنجليزية"، وأول مشهد في الفيلم، يروي علاقته بشقيقته التي رافقته طوال حياته، فكانت له الدعم النفسي والدعم العقلي، حتى أنها قامت بتغيير إسمه إلى "أزنامور"، أي الحب مجتمعاً، وهي التي أعطته جرعة من الثقة، بعدما قالت له: "إنك كـ إديث بياف، لإسمك وقع وقيمة بين الناس، وستصل لتحقق كل أمنياتك".
أزنافور وكما رأيناه في لبنان، خلال المقابلة الخاصة التي حاورته فيها، كشف عن تواضعه ونجاحاته وتضحياته، التي حملته إلى العالم الذي لطالما حلم به، فظهرت كل الحقائق بحذافيرها، مترافقة مع ما كشفه الفيلم.
حفر أزنافور إسمه على المنصة الخاصة بـ"نجوم هوليوود"، فكانت له نجمته التي نالها تقديراً لمشواره الفني العريق، والتي تزين ممر المشاهير في هوليوود.
نص رائع، إخراج متميز، وأداء محترف، وبعض الأغنيات قدمت بصوته، والأغنيات التي تم تقديمها بأصوات أخرى، وكل الأغنيات تم إختيارها بعناية، وعلاقته بأهله كانت تلامس القلب بمصداقيتها، من شقيقته إلى زوجته وأولاده.
سيبقى أزنافور أسطورة، ليس فقط في فرنسا وأرمينيا، بل في كل أنحاء العالم، وهو مصدر السعادة والإلهام للكثير من الناس، الذين أحبوه وأحبوا فنه، فهو أول من حمل رسالة "المثليين" إلى العالم، من خلال أغنية "Comme ils disent"، وغنى الصداقة، والأم، والحب، وكيف يموت الإنسان في العشق، وتكلم عن رحلته حول العالم، فكانت كلمات الأغنيات ترسم الحقيقة بكل صدق.
ختاماً، كان أزنافور صاحب القلم الفني، فلم يكن فقط يقوم بتأدية الأغاني، بل كتب العديد منها، ولحن أيضاً، فكان حقاً أيقونة الفن الراقي، قولاً وفعلاً، وحمل معه أسمى رسائل الحب والصدق إلى كل محب.
كنا نتمنى أن يتواجد أحد الممثلين أو المخرجين ضمن فعاليات البحر الأحمر، هذا المهرجان الكبير، ليكون حضوره تمثيلاً للراحل شارل أزنافور.
في النهاية، نشكر القائمين على مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذين إستضفوا موقع "الفن" لتغطية الفعاليات، بالإضافة إلى كافة فريق العمل، خصوصاً المخرجة زينة صفير، على أمل أن يحمل الموسم الخامس من المهرجان النجاح نفسه، وإلى المزيد من التألق والإبداع.

كانت هذه تفاصيل خبر شارل أزنافور حمل أسمى رسائل الحب والصدق.. أيقونة الفن الفرنسي إلى العالم ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة الفنية وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :