ميرنا وليد - بيروت - بيتي توتل، ممثلة وكاتبة ومخرجة لبنانية من الطراز الرفيع، وأستاذة ترفع لها القبعة بكل الأدوار التي جسدتها، فهي طبعت بصمتها الخاصة في المسرح اللبناني، وفي الأعمال الدرامية، وفي السينما خصوصاً، بعد عرض فيلم "أرزة"، الذي تجسد فيه دوراً لا يشبه كل الأدوار، والذي تحدثنا عنه خلال هذه المقابلة معها، كما تحدثنا عن مسرحيتها Mono Pause، التي كان من المفترض أن تعرضها ضمن مهرجان العالم العربي في مونتريال.
لماذا لم تعرض مسرحيتكِ "Mono Pause" في مهرجان العالم العربي في مونتريال؟
المسرحية قدمتها في لبنان على مسرح دوار الشمس في 3 تشرين الثاني/نوفمبر، وكنت أعمل على ترجمتها إلى اللغة الفرنسية، لأن هناك شروطاً لعرض أي مسرحية في هذا المهرجان، أبرزها أن تكون هناك ترجمة للعمل، إلا أن الحرب حصلت. وعلى الرغم من أن ادارة المهرجان كانت قد أعلنت عن عرض العمل، وبدأوا ببيع البطاقات، إلا أنه كان هناك خطر كبير له علاقة بالسفر، خصوصاً أننا فريق عمل كبير، والمسرحية مكلفة بين بطاقات سفر وديكور وحجز مسرح ومصاريف كثيرة، لذا تم اتخاذ قرار إلغاء العرض هذا العام ونقله إلى العام المقبل، إلى فترة يكون فيها المنظمون متأكدين من أنني سأستطيع التواجد هناك. وفي هذا المهرجان، من المفترض أن يعرض فيلم "أرزة"، وأن يكون هناك مؤتمر صحفي عن كتابة المسرح في أوقات الحرب.
للأسف لم أستطع أن أكون متوجودة هناك، لكن فيلم "أرزة" عرض، وبسبب إقبال الجمهور الكثيف عليه تمت إضافة عرض آخر.
هل كان من المفترض أن يعرض فيلم "أرزة" في مهرجان القاهرة؟
كان من المفترض أن يكون العرض الأول للفيلم ضمن مهرجان القاهرة الدولي، في شهر تشرين الثاني من العام الماضي، لكن الأحداث التي حصلت في غزة والتي هزت العالم كله، أدت الى إلغاء مهرجان القاهرة العام الماضي، ونحن بدورنا نأمل أن يكون الفيلم هذا العام، ضمن الأفلام المنافسة في المهرجان، وأن يستطيع فريق العمل أن يكون موجوداً في وقت العرض.
دوركِ في الفيلم امرأة يائسة خُطف حبيبها، هل الهدف من ذلك إلقاء الضوء على قضية المخطوفين؟
طبعاً دور ليلى في فيلم "أرزة"، والتي خطف حبيبها وتأمل أن تلتقي به مجدداً، هدفه تسليط الضوء على قضية المخطوفين المنسية، خصوصاً أن الناس ينسون أن هناك عائلات عديدة تغيرت حياتهم، بسبب فقدانهم فرداً من عائلتهم، ولا يمتلكون إثباتاً إن كان توفي أو أنه لا يزال على قيد الحياة، طالما لا توجد جثة يبقى الأمل موجوداً. دور ليلى جميل جداً، فهي تنتظر حبيبها كل الوقت، وأصبحت مريضة نفسياً ومصابة بـ Agoraphobia، ولا تخرج أبداً من البيت. هذه الشخصية جميلة جداً، وفيها تحدٍ، وأنا كنت أول من تم الإتفاق معه على دور في الفيلم، وقبلت بالعمل منذ تسلمي أول مسودة له، وأنا سعيدة لأن الجمهور أحب الفيلم.
قصة المخطوفين تعود مع كل حرب، إذ إن هناك أشخاصاً يُخطفون، ويكونون رهائن يتم التفاوض عليهم، وهناك عائلات تدمرت بسبب هذا الخطف، وهناك أحبة ينتظرون عودة المخطوفين. وهناك من يتاجر بأرواح الناس، ومصير عدد كبير من الناس نحو المجهول، وأبشع ما يمكن أن يمر به أي شخص، هو أن يجهل مصير من يحب.
في الفيلم أنتِ أيضاً الخالة التي تحن على إبن شقيقتها، ما مدى إحتياج الناس إلى عاطفة شبيهة بعاطفة هذه الخالة؟
لا يوجد أحد في هذا العالم ليس بحاجة إلى عاطفة، والشاب لا يتكون بسيكولوجياً بشكل سليم، إن لم يحصل على عاطفة الأم واهتمام وعاطفة الأب، ويجب أن يتربى ضمن توازن بين العاطفة والقيم التي يجب أن يتربى عليها والقليل من القسوة، لكي يعرف الفرق بين الصح والخطأ.
وبما أن شخصية أرزة في الفيلم لعبت دور الأم والأب، خصوصاً أنها أم عزباء، وتعمل كثيراً لكي تؤمن لقمة العيش، ولديها نقمة على الرجال بسبب غياب زوجها، لذلك خلق كتّاب العمل جو الأمان والعاطفة من خلال شخصية الخالة، فجاءت ليلى لتلعب دور الأم، وأرزة تلعب في بعض الأحيان دور الأب، في ظل تمني الإبن أن يلتقي بوالده. كتب السيناريو بطريقة ذكية، لأن عاطفة الخالة هي التي جعلت كنان يقف على رجليه، وكذلك القوة والصلابة اللتين رآهما في والدته أرزة، التي تكافح وتناضل من أجله.
من رسائل الفيلم، كيف يعيش اللبناني من دون أن يتقاضى معاشه في الوقت المناسب.
نعم في الفيلم نذكر هذا الموضوع، إذ تم تصويره بعد الأزمة، وهناك عدة أمور تم ربطها بانهيار الاقتصاد في البلد، ومعاناة العائلة منه، وتحديداً الأبطال من خلال عدم تقاضي الموظفين أجورهم في الوقت المحدد، وأصبح الناس أنانيين، لا يفكرون إلا بأنفسهم، وذلك للتأكيد على الصعوبات التي تمر بها هذه العائلة، بما يخص المدخول والمدفوعات ومصاريف كل بيت، لذلك كانت أرزة تطمح إلى توسيع عملها لجني المزيد من المال.
إذا أردنا التحدث عن المعنى الطائفي للفيلم، كيف تشرحين لنا ذلك؟
فعلياً نحن لا نعرف إلى أي طائفة تنتمي أرزة وابنها وشقيقتها ليلى، لكن ما نراه في الفيلم، هو نموذج عن بيروت وعن الطوائف، لأن هذه المرأة تتنقل بين منطقة وأخرى، وتتعامل مع أشخاص من كل الطوائف على أنها منها، لكي تستطيع أخذ المعلومة التي تريدها، ولتحصل على المساعدة. ورغم كل الانقسامات والاختلافات السياسية والدينية، اللبنانيون يدعمون بعضهم البعض، والدليل على ذلك هو الحرب التي نمر بها حالياً، إذ نرى أن اللبناني يقف إلى جانب شقيقه اللبناني، من دون أن يكترث إلى الفروقات، ومن جهة ثانية نرى أن المشكلة تندلع بينهما لنفس الأسباب التي جعلتهما يقفان إلى جانب بعضهما البعض، وهذا هو المضحك المبكي الذي يشبه بيروت وهويتها.
الممثلة شادن فقيه التي شاركت معكِ في الفيلم، كانت قد تعرضت مؤخراً للإنتقادات، ما تعليقكِ على ذلك؟
لا أريد أن أعلق على الانتقادات التي تعرضت لها شادن، والتهديدات التي جعلتها تترك لبنان، شادن ممثلة جيدة جداً، وجسدت دورها بشكل رائع، وهي طريفة، وتمتلك طاقة كبيرة، ولا أريد أن أتطرق إلى اسكتشاتها التي تكتبها، لأن كل شخص يتلقاها على طريقته، لكني أنوه بأننا أصبحنا نقسو على الفن اللبناني عموماً، وهناك أكثر من فيلم وأكثر من ممثل وأكثر من كاتب يتعرضون للكثير من الضغوطات، في وقت أن هناك أموراً أهم يتم غض النظر عنها.
بصفتكِ أستاذة تمثيل، كيف تنظرين إلى الأدوار الصغيرة للنجوم في الفيلم؟
هناك مقولة أحبها كثيراً وهي "لا يوجد دور كبير ودور صغير، بل هناك ممثل كبير وممثل صغير"، وما يميز فيلم "أرزة"، هو أن كل الأدوار، إن كانت عبارة عن جملة أو 20 صفحة، لعبت بتقنية عالية، والممثلون الذين أدوها هم كبار، لأنهم أعطوا الأدوار حقها. أحيي كل ممثل أدى حتى لو دوراً صغيراً، واستطاع أن يضع بصمته في العمل، حتى لو بكلمات قليلة. أجمل شيء هو أن يضع الممثل غروره جانباً، فسر نجاح الفيلم هو اختيار الممثلين وأداؤهم الرائع، إلى جانب كتابة السيناريو الرائع والإخراج، وبالتالي أنا كأستاذة تمثيل، أعلم طلابي أن كبر الدور ليس مهماً، بل المهم هو أن يترك بصمة، ولو حتى بجملة واحدة، أو حتى من دون أي كلام.
كلمة أخيرة لموقع الفن، وما هي تحضيراتك المقبلة بعد (الحرب)
أتمنى أن أشارك في مهرجان جدة، وأن أعيد عرض مسرحيتي في فترة الأعياد، ولكن تغيرت الأمور حالياً، ولم يعد هناك أي تحضيرات، لأن معنوياتنا أصبحت في الأرض، إذ إن الممثل الذي لا يوجد بين يديه مشروع وتاريخ عرض، لا يمكن أن يعمل. أنتظر أن نتخطى قليلاً هذه المرحلة، لكي أستطيع أن أكتب مجدداً عملاً مسرحياً، لكن أهم خطوة بالنسبة لي، هي أن أعيد عرض Mono Pause، التي لم يتسنَّ لكثيرين أن يشاهدوها، خصوصاً أنني كنت أخطط لجولة لها في عدة دول، لكن بما أن الوضع مثلما هو حالياً، لا يمكننا الارتباط أو التنسيق مع أي مهرجان.
كانت هذه تفاصيل خبر خاص - بيتي توتل : فيلم " أرزة " يعكس واقع بيروت وشادن فقيه ممثلة جيدة جداً لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة الفنية وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :