في ذكرى ميلاد فيتوريو دي سيكا .. رحلة من الإبداع السينمائي إلى الخلود الفني

ميرنا وليد - بيروت - تصادف اليوم ذكرى ميلاد المخرج الإيطالي الراحل فيتوريو دي سيكا، الذي وُلد دي سيكا في نابولي وعاش طفولة صعبة دفعته للعمل كموظف مكتبي لدعم عائلته الفقيرة، ورغم ظروفه، كان مهووسًا بالفن، وبدأ مسيرته في التمثيل في سن مبكرة، لينطلق بعدها إلى عالم السينما حيث أصبح نجمًا في مسرحيات الكوميديا الإيطالية في العشرينات.

في الأربعينيات، بدأ دي سيكا رحلة الإخراج، وكانت أولى خطواته الحقيقية في عالم الإخراج مع فيلم "الأطفال يشاهدوننا" (1943)، حيث أظهر موهبة غير متوقعة في التعامل مع الممثلين، خاصة الأطفال. وتعاون مع الكاتب الشهير تشيزاري زافاتيني في أفلامه الشهيرة مثل "النعال" (1946) و"سارقة الدراجات" (1948)، ليقدم دراسات مؤلمة عن الفقر في إيطاليا بعد الحرب، وهي الأفلام التي فازت بجوائز أوسكار خاصة، ورغم تعثر فيلمه "أمبيرتو د" (1952)، الذي قدم صورة قاتمة عن مشاكل الشيخوخة، إلا أنه عاد ليحقق النجاح مجددًا مع أفلام مثل "بالأمس واليوم وغدًا" (1963) و"حديقة فينتسي-كونتيني" (1970)، التي جلبت له المزيد من الجوائز العالمية.
توفي دي سيكا في عام 1974 بعد عملية جراحية، لكنه ترك إرثًا سينمائيًا خالداً يجعل منه واحدًا من أعظم مخرجي السينما الإيطالية والعالمية.