صحافة تل أبيب: "حماس" تتلاعب باسرائيل وهذه رسالتها إلى ترامب

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القدس: "إسرائيل فقدت نفوذها وسطوتها في صفقة تبادل الأسرى"، هذا ما كتبه عميشاي شتاين عبر صفحات "جيروزاليم بوست"، وقال إن الفترة بين الاثنين إلى السبت المقبل، هي فترة طويلة في الشرق الأوسط، ومن الممكن أن تتطور الكثير من الأمور، في الوقت الذي تزن فيه إسرائيل ردها على قرار حماس بتعليق صفقة تبادل الأسرى.

فلا ينبغي لأحد أن يتفاجأ بإعلان حماس تجميد إطلاق سراح الرهائن كجزء من اتفاق غزة، مستشهدة بالانتهاكات الإسرائيلية، وبمجرد انسحاب قوات الدفاع الإسرائيلية من ممر نتساريم، الذي يفصل مدينة غزة عن جنوب غزة، مما أدى فعلياً إلى تقسيم الجيب إلى قسمين، تمكن الفلسطينيون الذين انتقلوا جنوباً لتجنب القصف في الشمال من العودة إلى منازلهم. بل إن الجيش فتح جزئياً معبر رفح، الذي يفصل قطاع غزة عن مصر إلى الجنوب.

وأكمل :"وهذا يعني أن إسرائيل لم تعد قادرة على التأثير في هذه المرحلة من الصفقة. فلماذا إذن قد يكون هذا مفاجئا؟"

إنها اختبار لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. فقد أعلن ترمب الأسبوع الماضي ــ وأكد يوم الأحد ــ خطته الكبرى لإعادة توطين غزة لإفراغ القطاع من سكانه من خلال نقلهم إلى الدول العربية المجاورة وإعادة بناء المنطقة من الأسفل إلى الأعلى.

وقد أثار هذا القرار إدانة واسعة النطاق، على الفور من جانب حماس ومن الدول العربية، وفي وقت لاحق من داخل الحزب الجمهوري أيضا.

ولكن الاختبار لن ينتهي عند هذا الحد. بل سيقع أيضاً على عاتق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والحكومة الإسرائيلية، التي اعتقدت أن هناك اتفاقاً وقعت عليه حماس، وبالتالي يتعين على حماس أن تفي به.

تعليق مسؤول إسرائيلي
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة جيروزالم بوست : "لا أعتقد أن حماس تريد نسف الاتفاق، لكن من الواضح أن هذه الأزمة تهدف إلى اختبار الموقف. وهي أيضًا رسالة إلى ترامب: إذا كنت تعتقد أنه لن تكون هناك مرحلة ثانية وأن كل شيء سيستمر كالمعتاد - فأنت مخطئ تمامًا".

في إسرائيل، بدأت بالفعل المناقشات، بما في ذلك حول الاستعداد العسكري، حول كيفية الرد، حيث أطلق الجميع التهديدات. إن جيش الدفاع الإسرائيلي مستعد لسيناريو انهيار الاتفاق، ولكن في الشرق الأوسط، فإن الفترة من الاثنين إلى السبت هي فترة طويلة. يمكن أن يحدث الكثير بينما تزن إسرائيل ردها. ولا يزال 76 رهينة في قبضة حماس.

كما قالت الصحافة العبرية إن قرار حماس بتعليق صفقة تبادل الرهائن، هو الحرب النفسية في أبشع صورها. فحماس تختبر مدى صبر العالم.

إن هذا ليس تأخيراً في الإجراءات اللوجستية، ولا فوضى بيروقراطية. بل إنه حرب نفسية في أبشع صورها. إن حماس تختبر حدود صبر العالم، وتلعب لعبة عالية المخاطر من التلاعب حيث يصبح الرهائن الإسرائيليون أوراق مساومة يمكن مقايضتها أو حجبها حسب الرغبة.

وأضاف التحليل الإسرائيلي :"ولكن ماذا يحدث عندما تصل هذه الأوراق في أكياس الجثث؟ وماذا عندما تقرر حماس فعلياً أن بعض الرهائن قد تجاوزوا مدة صلاحيتهم، فتسلمهم التوابيت بدلاً من الأسرى؟

واختتم التحليل :"لقد كانت حماس تفتخر بتحويل إطلاق سراح الرهائن إلى عرض إعلامي، مع حشود منظمة واحتفالات صاخبة. ولكن هل ستتجمع نفس الحشود عندما تعود جثث الرهائن الذين ماتوا جوعاً أو تعرضوا للتعذيب؟".

أخبار متعلقة :