كانت "ام المفاجآت" سقوط نظام آل الاسد في سوريا وبسرعة قياسية قد تسجّل في كتاب "غينيس". لم يكن سراً ان الرئيس المخلوع بشار الاسد قد تعرض لتصدع اساسات حكمه منذ العام 2011، ولكن لحظة سقوطه والسيناريو الذي تم وضعه بقيا في وضع الترقب والملاحقة. اليوم، انتهت مرحلة دامت اكثر من نصف قرن من الحكم في سوريا، وها ان احمد الشرع المعروف بـ"ابو محمد الجولاني" قد اضحى الصورة الجديدة لسوريا، ويستعد للقبض على مقاليد الحكم بشكل رسمي وبمباركة عربية ودولية. واذا وضعنا جانباً تاريخ الرجل المليء بالصفحات السوداء قبل ان تتولى مساحيق التبييض الاقليمية والدولية ازالة البقع عن سجلّه، لفت تصريح صادر عنه يتعلق برئاسة الجمهورية اللبنانية مفاده انه سيدعم قائد الجيش اذا ما اختاره اللبنانيون رئيساً لهم.
ان التوقف عند هذا التصريح ضروري، لاسباب عدة سنتوقف عند بعض ابرزها. فقد نصّب الجولاني نفسه اولاً حاكماً لسوريا قبل الاعلان عن ذلك بشكل رسمي، ويتصرف منذ الآن على انه الحاكم المطلق، وهو ما ينافي الديمقراطية التي بشّر بها. على كل حال، هذا شأن داخلي للسوريين ولا علاقة للبنانيين به، ولكن انطلاقاً من المبدأ نفسه لم يكن يجب على الجولاني ان يعطي رأيه بهوية الرئيس المقبل للجمهورية، فكما كان اللبنانيون (غالبيتهم بالتحديد) يعارضون تدخل الاسد وغيره في الشؤون اللبنانية، فإنهم (غالبيتهم ايضاً) لن يستثنوا الجولاني من هذا التدخل، ولا علاقة بهوية الرئيس العتيد. وفي خضمّ ضعف النظام السوري في السنوات الاخيرة، كان البعض يثير هاجس تدخل هذا النظام في الشؤون اللبنانية وتحديداً الانتخابات الرئاسية، ويروّج من دون اي ذريعة منطقية او مثبتة ان السوريين عائدون، وحين كان يواجَه بكلام يشدد على ان سوريا لم تعد تملك القوة الكافية لتحقيق ذلك ولا التفويض الغربي الذي مكّنها من تكون وصيّة على لبنان لسنوات طويلة، كانت التهمة بأن صاحب هذه النظرية هو سوريّ التوجّه ومن مؤيدي الاسد.
اما التهمة حالياً لمن يتحدث بهذا الامر، فهي انه مناهض لوصول العماد جوزف عون الى سدة الرئاسة، علماً ان تسمية الجولاني للعماد عون لا تصب في مصلحة الاخير، لا بل تسيء اليه والى صورته، خصوصاً وانه لم يطلب اي "خدمة" من الجولاني او سواه. لا بل قد يذهب البعض الى ابعد من ذلك، والتشكيك بأن تسمية "ابو محمد" لقائد الجيش من دون سواه من المرشحين، هو لاحراق ورقته وتقليل حظوظه في الوصول الى قصر بعبدا.
بأي حال، على الجولاني ان يقلق على مصير سوريا والسوريين، وان يدع باقي الدول وفي مقدمها لبنان بحالها، واذا اراد فعلاً عدم افتعال مشاكل مع هذه الدول كما قال بنفسه، فعليه انتقاء كلماته وان يعلم انه اذا ما تسلّم مقاليد الحكم رسمياً، فهو سيكون مسؤولاً عن بلد تم اضعافه و"تحييده" عسكرياً، فأين هي الاسلحة التي سيقاتل بها دفاعاً عن سوريا، واين هو الجيش الذي سيعتمد عليه من اجل ذلك؟ فليقم ببناء هذه المقومات اولاً، واستعادة ما احتلته اسرائيل (اذا استطاع ذلك)، وبعدها يرسي علاقاته الاقليمية والدولية، ويقرر ان "يدعم" هذا الشخص والبلد او ذاك، لان دعمه الحالي لا يقدم ولا يؤخر.
مبروك لسوريا تخلصها من نظام الاسد، ونأمل ان نبارك لها ايضاً باختيار من تراه مناسباً لقيادتها الى مستقبل بعيد عن الاضطرابات والحروب والمعاناة، ومن نافل القول ان وجود سوريا مستقرة الى جانب لبنان افضل بكثير من وجود سوريا مضطربة ومتزعزعة على حدوده.
كانت هذه تفاصيل خبر السوريون يعودون الى التدخل في لبنان بحلة جديدة... لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :