الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: يستعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لاتباع نهج جديد حيال إيران، إذ أفادت تقارير من "وول ستريت جورنال" أن فريقه الانتقالي يناقش توجيه ضربات استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
هذه الخطوة قد تمثل قطيعة مع السياسة الأميركية التقليدية التي اعتمدت على الدبلوماسية والعقوبات لاحتواء طهران.
ورغم أن النقاشات حول هذه الخيارات ما زالت في مراحلها الأولى، إلا أن سقوط نظام بشار الأسد، وضعف حلفاء إيران في المنطقة مثل حزب الله وحماس، وعودة كشف طهران عن تقدمها النووي، كلها عوامل دفعت فريق ترامب إلى مراجعة جدية لخيار الضربة العسكرية.
ضغوط من الداخل والخارج
كشف مصدران مطلعان أن ترامب أعرب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن مخاوفه من احتمالية تحقيق إيران "اختراق نووي" خلال فترة ولايته. يطالب ترامب بحلول فعّالة لا تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة قد تستنزف القوات الأميركية. وتشير التقديرات إلى أن إيران تمتلك مخزونًا من اليورانيوم عالي التخصيب يكفي لصنع أربع قنابل نووية في غضون أيام، ما يعزز القلق من التهديد المتزايد.
إسرائيل.. شريك أم قائد للعملية العسكرية؟
تراقب إسرائيل التحركات الإيرانية عن كثب، إذ صرحت "تايمز أوف إسرائيل" أن القوات الجوية الإسرائيلية في حالة استعداد متزايد لأي عمل عسكري ضد مواقع إيران النووية مثل نطنز وفوردو. ومع ذلك، يتساءل مراقبون عن قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربات حاسمة بمفردها، لا سيما وأن المنشآت الإيرانية محصنة تحت الأرض.|ترامب قد يختار تعزيز القوة العسكرية الإسرائيلية عبر بيع أسلحة متطورة مثل القنابل الخارقة للتحصينات، لتكون جزءًا من "استراتيجية الضغط الأقصى 2.0"، والتي تجمع بين القوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية الصارمة.
"حافة الهاوية" دبلوماسيًا وعسكريًا
خيار آخر على طاولة ترامب يتمثل في استخدام التهديد بالقوة العسكرية لدفع إيران إلى القبول بحل دبلوماسي، وهو أسلوب مشابه لما طبقه ترامب مع كوريا الشمالية. ومع ذلك، يبقى نجاح هذا النهج مرهونًا بقبول إيران التفاوض تحت ضغط العقوبات.
الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بيزشكيان، أبدى استعداده للتفاوض مع الإدارة الأميركية القادمة. لكن المسؤولين الإيرانيين أكدوا أنهم لن يقدموا تنازلات تحت الضغوط. كما حذرت إيران بأنها قد تطرد مفتشي الأمم المتحدة وتنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا تعرضت لأي هجوم.
حسابات معقدة للمرحلة القادمة
التقديرات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى أن إيران باتت قريبة من امتلاك القدرة على إنتاج أكثر من 12 قنبلة نووية، وإن كانت لم تتخذ بعد خطوات فعلية للتصنيع. هذه الديناميكية تضع إدارة ترامب أمام قرار مصيري: هل يستمر في نهجه التصعيدي، أم يبحث عن تسوية سياسية قد تهدئ الأجواء؟
في المقابل، يرى مراقبون أن الأشهر الأولى من عودة ترامب إلى المنصب قد تشهد تنسيقًا عسكريًا غير مسبوق مع إسرائيل، حيث يعتبرها البعض فرصة نادرة لمواجهة إيران بينما هي في حالة ضعف إقليمي.
تداعيات أي ضربة عسكرية
في حال اختارت واشنطن وتل أبيب تنفيذ ضربات استباقية، فإن المنطقة قد تدخل في دوامة جديدة من التصعيد. قد تتضمن ردود الفعل الإيرانية طرد المفتشين الدوليين وتسريع برنامجها النووي، مما يدفع الشرق الأوسط نحو مرحلة من عدم الاستقرار قد تتجاوز تداعياتها الإقليمية.
ومع أن الأسابيع المقبلة ستكشف عن ملامح السياسة الأميركية الجديدة تجاه إيران، إلا أن التساؤول الأبرز الآن حول ما إذا كانت المنطقة ستشهد تصعيدًا عسكريًا جديدًا، أم أنه سيتم التوصل إلى تسوية دبلوماسية تخرج إيران من عزلتها الدولية؟ وفي كلا الحالتين، يبدو أن الشرق الأوسط يقف على أعتاب مرحلة حرجة تحمل معها تغيرات جيوسياسية كبرى.
* أعدت "الخليج 365" التقرير عن "وول ستريت جورنال": المصدر
أخبار متعلقة :