ترامب يستعد لحظر العابرين جنسياً من الجيش الأميركي مجدداً

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من واشنطن: يواجه العابرون جنسيا ممن يخدمون في صفوف الجيش الأميركي تهديدات بالطرد مع دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض لفترة رئاسية جديدة تبدأ يناير المقبل.

ويتوقع عسكريون متقاعدون وناشطون حقوقيون أن يصدر ترامب أمرا تنفيذيا بتسريح العابرين جنسيا والذين لديهم سجلات بشأن تحديد الهوية الجندرية من الخدمة العسكرية.

ورغم عدم وجود رقم رسمي معلن للعابرين جنسيا في صفوف الجيش الأميركي نظرا لسياسة حماية الخصوصية التي تتبعها وزارة الدفاع الأميركية، تقدر تقارير إعلامية عددهم بالآلاف.

وخلال فترة رئاسته الأولى، حظر ترامب بالفعل انضمام العابرين جنسيا إلى القوات المسلحة بعدما كان الرئيس الأسبق باراك أوباما سمح بذلك، لكن هؤلاء الذين كانوا يخدمون حينها سُمح لهم بالحفاظ على وظائفهم.
وبرر ترامب هذه السياسة في عام 2017 بـ"التكاليف الطبية الهائلة والاضطرابات".

خطوة ترامب فعل عكسها الرئيس جو بايدن لدى دخوله المكتب البيضاوي، عندما أصدر أمرا تنفيذيا في 2021 أعاد فتح الباب أمام العابرين جنسيا لدخول الجيش.

وقبل 2016، كان التجنيد في الولايات المتحدة محظورا على الأشخاص الذين خضعوا لجراحات تأكيد الجنس، أو الذين يعيشون "اضطرابا في تحديد الهوية الجنسية".

أزمة أدوية
يتوقع الضابط السابق في الجيش الأميركي، أنتوني شافر، أن يُقدم الرئيس المنتخب دونالد ترامب على خطوة تسريح العابرين جنسيا من صفوف الجيش.

ويبرر توقعه بالقول إن أفراد الخدمة العسكرية من العابرين جنسيا "لا يجري إيفادهم إلى جبهات القتال"، مضيفا "عندما يجرون جراحات (تأكيد الجنس) يُطلب منهم الالتزام بتناول كوكتيل من الأدوية للأبد".

ويشرح العسكري السابق أنه "بمجرد أن يبدأ الجندي أو الجندية في تناول تلك الأدوية، يصبح من غير الممكن إيفاده"، وفق منظوره.
وبسؤاله عن السبب، قال شافر إنه "وفي أكثر البيئات شيوعا، لا يمكن تأمين الأدوية".

ويحكي شافر عن تجربة شبيهة حدثت معه خلال خدمته في أفغانستان حين كان قائدا لوحدة عسكرية، إذ "اضطر" إلى إعادة أحد الجنود إلى الولايات المتحدة بعد فشل محاولات تأمين أدويته لمرض السكري.
ويضيف "لم يكن هذا خطؤه، ولكن على جبهات القتال لا سبيل لتأمين الأدوية، وتُصبح عبئاً على مَنْ هم حولك".

سياسة الفصل
في المقابل، يقول المحامي والناشط في الدفاع عن الحقوق المدنية، روبرت باتيلو، إن ما ينوي الرئيس المنتخب ترامب فعله تجاه الجنود العابرين جنسيا هو "إعادة لسياسات الفصل في الجيش الأميركي"، وهو "أمر لم تشهده البلاد منذ ما قبل إدارة الرئيس الراحل دوايت أيزنهاور."
وللجيش الأميركي تاريخ مع نقاشات "الفصل العنصري" على أساس لون البشرة، وهو وضع انتهى بقرار تنفيذي للرئيس هاري ترومان في 26 يوليو 1948.

القرار، الذي حمل رقم 9981، نص على إلغاء الفصل العنصري في الجيش الأمريكي، وأنشئت بموجبه لجنة الرئيس للمساواة في المعاملة والفرص في القوات المسلحة.

ويضيف باتيلو أن إعلان ترامب يوجود "15 ألف جندي غير مؤهلين جسمانيا وعقليا للخدمة بسبب هوياتهم الجنسية" هو موقف "يتعارض مع القيم الأميركية والقانون الأميركي".

ويرفض باتيلو الرأي القائل إن العابرين جنسيا "غير مؤهلين للخدمة على جبهات القتال"، ويعلق بالقول "هذه هي الدعاية التي عادة ما تُستخدم لتهميش مجموعات بعينها، فقد جرى حديث مشابه عن الجنديات بسبب الأدوية التي يتناولنها ودوراتهن الشهرية".

ويؤكد الحقوقي الأميركي وجود الكثير من المهام التي يمكن للعابرين جنسيا أداؤها على جبهات القتال.

أخبار متعلقة :