الرجولة صفة مشتقة من كلمة رجل، وهي تعني الشخص الذي يحمل زمام المسؤولية على عاتقه، لذا وجب عليه أن يكون قائدا منصفا وصاحب قرار صائب.
يختلف مفهوم الرجولة تبعا لاختلاف السياق الثقافي والاجتماعي والتاريخي، فعندما نستعرض تغيرات مفهوم الرجولة، نلاحظ أنه في العصور القديمة كانت الرجولة مرتبطة بالقوة البدنية والشجاعة في المعارك، وكان الرجل المثالي هو المحارب القوي الذي يدافع عن مجتمعه، بينما في العصور الوسطى نجد أن الرجولة ارتبطت بالشرف، والدفاع عن حق، ونصرة الضعفاء، وكان الفارس المثالي هو الذي يتمتع بالقوة والشجاعة والأخلاق الحميدة، أما في العصر الحديث فقد تغير مفهوم الرجولة بشكل كبير، حيث أصبح هناك تنوع كبير في المعايير المرتبطة به، فبالإضافة إلى القوة والشجاعة وتحمل المسؤولية، أصبح لابد له من التحلى ببعض الصفات مثل الذكاء والتعلم وتحقيق النجاح المهني. شهدت السنوات الأخيرة تحولات جوهرية في العديد من المجتمعات حول مفهوم ومعنى كلمة “الرجولة”، ولكن المفهوم السائد لها هو الرؤية التقليدية القائمة على القوة والسيطرة من قبل الرجل، ولكن لاحت في الأفق رؤى جديدة تعتمد على القيم الإنسانية والاحترام المتبادل والتي من أبرز شعاراتها البارزة “الرجولة ليست بالصوت العالي” كشعار للتعبير عن المعنى الأقرب لما لا بد ان يكون عليه فى الواقع.
حيث إن مقولة “الرجولة ليست بالصوت العالي”، تحمل في طياتها العديد من الدلالات العميقة، حيث إنها تدعو إلى إعادة النظر إلى المعايير التقليدية التي تحدد الرجولة، والتي تؤكد على أن القوة الحقيقية ليست بالصراخ والعنف أو الصوت العالي، بل انها تكمن في التزام الهدوء والثقة بالنفس، كما أن تلك المقولة تشير إلى أن الرجولة ليست صفة جسدية، بل إنها قيم ومبادئ تستحق التقدير والاحترام، بكونها أساسا لبناء اجتماعي يتطور ويتغير بمرور الزمن.
فمهما كانت الأسباب فإن الصوت المرتفع أو “العالي” يعد غير مقبول، كما أنه يعطي انطباعاً سلبياً عن صاحبه، ويدرك الآخرون من خلاله أنه تعبير عن عدم احترام الآخرين، ويوحي بعدم الثقة بالنفس وضعف الحجة أثناء الحوار والنقاش، لذلك يلجأ الشخص لرفع صوته لإسكات الآخر وفرض رأيه. تعتبر الرجولة في الإسلام مفهومًا شاملاً يتجاوز القوة البدنية والهيمنة الاجتماعية، ليشمل مجموعة من الصفات الأخلاقية والروحية التي تدعو إليها الشريعة الإسلامية، حيث ربط القرآن الكريم الرجولة بالتقوى والإيمان، حيث يذكر أن أكرم الناس عند الله أتقاهم. كما يصف المؤمنين بأنهم رجال صادقون في عهودهم، صابرون على الشدائد، مجاهدون في سبيل الله. كما أكد النبي ﷺ على أهمية الصفات الأخلاقية لتحقيق الرجولة الحقيقية، مثل الشجاعة، الكرم، العدل، الحلم، الصبر، الصدق، الأمانة. كما حث على تحمل المسؤولية والقيام بالواجبات تجاه الأسرة والمجتمع.
في النهاية.. من الضروري أن تكون هناك دعوة إلى احداث تغيير جذري في مفهومنا عن الرجولة.. من خلال التعاون والعمل الجماعي بين كل الجهات المعنية، ولتكن البداية من المدارس والجامعات، ودور العبادة، وغيرها من اللقاءات والندوات التوعوية والتثقيفية، والتي من خلالها نستطيع المساهمة في بناء مجتمع يقدر القيم الإنسانية، ويتمتع من خلاله الجميع بحقوقهم كاملة بشكل أكثر عدالة ومساواة، يحكمهم قانون الإنسانية المجتمعية القائم على الاحترام والمساواة والتعاون، ونبذ العنف بكل أشكاله.
أخيرًا.. الرجولة هي أنك تكون على قدر المهمة أو المسؤولية التي أوكلت إليك، قائد ناجح في فريق العمل، حكيمًا في الأمور الحياتية داخل الاسرة، ولي أمر صاحب قرارات صائبة، مدير ناجح بأفكاره الجديدة غير التقليدية، أو مسؤول عن ملف أو مهمة قادرا على إدارتها بتفكير متميز ومتجدد، وبعد هذا وذاك أذكرك أن الرجولة ليست بالصوت العالي.
جمال عبدالصمد – بوابة روز اليوسف
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر الرجولة ليست بالصوت العالي لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :