وجدتني وأنا في بداية حياتي العملية، أي بعد تخرجي بشهور قليلة أعمل بوظيفة حلالة مشكلات! فعلا عملت في هذه الوظيفة التي كلفني بها مدير التحرير مؤقتاً بعد أن خرج الزميل المخضرم الذي كان محررا لباب قضايا الناس في الجريدة في إجازة طويلة. كان هذا الباب، بمسمياته المختلفة من أشهر أبواب الصحيفة الورقية التقليدية، إذ كانت كل الصحف والمجلات حريصة على وجوده لتفاعل القراء معه دائما. إذ يرسل أحدهم مشكلته أيا كان نوعها وينتظر أن تحلها له الجريدة أو المجلة بطريقتها، وكثير من المشكلات والقضايا حلت بالفعل من خلال المطبوعة أو بعد نشرها واطلاع المسؤولين عليها. لكن المشكلات ليست كلها من ذلك النوع الذي يمكن حله بواسطة المسؤول، فهناك مشكلات أسرية وأخرى عاطفية وأخرى نفسية، ومشكلات كثيرة اطلعت من خلال العمل الذي لم أكن أملك فيه أي خبرة خاصة أنني يومها لم أكن أتجاوز الثالثة والعشرين من عمري.
لم أعرف ماذا أفعل ولمن أقول مشكلتي الجديدة في عملي وانا التي للتو أصبحت مسؤولة عن حل مشكلات الناس. المهمة في البداية كانت صعبة جدا. كانت تصلني رسائل يومية كثيرة، فكنت أقضي وقتي في فرزها وتصنيفها والاجتهاد في البحث عن حلول مناسبة لها قبل نشرها ثم تلقي ردود الفعل. ولم أكد أنسجم مع ذلك العمل وأتأقلم مع مشكلات القراء للدرجة التي نسيت فيها مشكلاتي الشخصية حتى عاد الزميل من إجازته. عدت لتلك الذكريات القديمة قبل أيام عندما سألتني إحدى القارئات المتابعات لما أكتب في كل مكان عن أمر له علاقة بالمشكلات. التقيتها صدفة وأنا أمارس رياضة المشي فكان سؤالها الأول والذي يبدو جاهزا لأول شخص تقابله في ذلك اليوم؛ كيف نتعامل مع مشكلاتنا؟ في خضم الحياة اليومية، نجد أنفسنا نواجه العديد من التحديات والمشكلات العابرة التي قد تعترض طريقنا نحو النجاح. هذه المشكلات تتنوع في طبيعتها، فهي قد تكون بسيطة أو معقدة، لكنها جميعًا تتطلب منا القدرة على التكيف والاستجابة بشكل فعال. تعتبر المشكلات العابرة جزءًا لا يتجزأ من تجربتنا الإنسانية. ويمكن أن تظهر بشكل مفاجئ، مما يجعلها تبدو كعقبات كبيرة في بعض الأحيان. إلا أن فهمنا لطبيعة هذه المشكلات يساعدنا على التعامل معها بشكل أفضل. من المهم أن ندرك أن الحياة ليست مثالية، وأن تلك المشكلات هي جزء من الرحلة التي نخطوها نحو تحقيق أهدافنا. عندما نواجه مشكلة، فإن أول خطوة يجب أن نقوم بها هي قبول الواقع كما هو. هذا القبول يسمح لنا بالتحرر من الانزعاج والقلق، ويتيح لنا التركيز على الحلول بدلاً من الاستغراق في الشكوى. بعد ذلك، ينبغي علينا تحليل المشكلة بعناية. ما أبعادها وما الأسباب الكامنة وراءها؟ من خلال الفهم العميق لجذور المشكلة، سنتمكن من تحديد الحلول الأكثر فعالية. الحلول تأتي بعد التحليل. هنا، يجب أن نكون مبدعين في تفكيرنا وأن نستغل جميع الموارد المتاحة. قد تتضمن الحلول تغييرًا في الاستراتيجيات، أو طلب المساعدة من الآخرين، أو حتى إعادة تقييم أهدافنا وأولوياتنا. هذه العملية تتطلب منا الشجاعة والمرونة. يلعب التفكير الإيجابي دورًا محوريًا في كيفية مواجهتنا للمشكلات. عندما نواجه تحديًا، يمكن أن نختار بين رؤية المشكلة كعائق أو كفرصة للنمو. التفكير الإيجابي يعزز من قدرتنا على التعامل مع الصعوبات ويحفزنا على الاستمرار في السعي نحو النجاح. بعد تجاوز أي مشكلة، من الضروري أن نقيم التجربة واستخلاص الدروس منها. كل تجربة تحمل في طياتها درسًا يمكن أن يساعدنا في تحسين استراتيجياتنا المستقبلية. هذا التعلم لا يعزز فقط ثقتنا بأنفسنا، بل أيضًا يساهم في تشكيل شخصيتنا وتطوير مهاراتنا.
والمشكلات العابرة هي جزء من الحياة، والطريقة التي نتعامل بها معها تحدد نجاحنا في تحقيق أهدافنا. من خلال قبول الواقع وتحليل المشكلات والبحث عن الحلول وتعزيز التفكير الإيجابي، يمكننا التغلب على أي عقبة في طريقنا. يجب أن نكون دائمًا مستعدين لمواجهة التحديات، فكل تجربة هي فرصة جديدة للنمو والتعلم. حتى عملي المبكر في باب المشكلات كان فرصتي الذهبية للتعلم الذي استثمرته طوال حياتي. فمن مشكلاتنا نتعلم الكثير ومن مشكلات غيرنا نتعلم أيضا.
سعدية مفرح – الشرق القطرية
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر حلالة مشكلات! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :