رأى مختصون أن مناقشة مجلس الوزراء الموقر في اجتماعه الأربعاء الماضي السياسة الوطنية بشأن ظاهرة سمنة الأطفال في دولة قطر والمقترحة من وزارة الصحة العامة خطوة نحو صياغة الحلول، مؤكدين أن هذا الاهتمام بسمنة الأطفال ينم عن وعي الدولة ممثلة بوزارة الصحة العامة بخطورة الأمر، سيما وأن السمنة وبناء على تعريف منظمة الصحة العالمية لم يعد عرضاً أو حالة صحية عابرة بل مرض يؤدي إلى حزمة من الأمراض المزمنة ذات التأثير على الطاقات الشابة المنتجة، والتأثير على الاقتصاد فهذه الأمراض تتطلب حجم نفقات مرتفعا للعلاج الذي يمتد مع الشخص طوال حياته.
وأكد مختصون استطلعت «الشرق» آراءهم أن أسباب السمنة بين الأطفال تعود إلى عوامل جينية وراثية وبيئية محيطة كقلة وعي الوالدين لاسيما الأم بأهمية الرضاعة الطبيعية، اتباع نمط حياة غير صحي، الاعتماد على الوجبات السريعة المشبعة بالدهون المهدرجة والسكريات المصنعة التي سهل وصولها تطبيقات طلب الطعام عبر الهواتف الذكية، فضلا عن قلة النشاط الحركي، خاصة وأن بعض المدارس تلغي حصص الرياضة لصالح حصص مواد أخرى، فجميعها أسهم في إصابة الأطفال بالسمنة، مشيرين إلى أن نسبة الحالات التي تصل إلى عياداتهم من الأطفال المصابين بالسمنة تتراوح بين 20%-50% من نسبة المراجعين.
شدد الدكتور محمد محفوظ- أخصائي مشارك طب الأطفال-، في هذا السياق على أهمية الرضاعة الطبيعية، إذ إن الرضاعة الصناعية أول الأسباب المؤدية إلى سمنة، فضلا عن سرعة روتين الحياة الذي قاد المرأة للعمل خارج المنزل وبالتالي باتت الأسرة تعتمد على الأطعمة الجاهزة الغنية بالدهون المهدرجة والسكريات الصناعية، فضلا عن اتباع نمط حياة غير صحي جميعها تؤدي إلى إصابة الأطفال بالسمنة، لافتا إلى أن 25% من الأطفال الذين يستقبلهم في عيادته يعانون من السمنة، إذ يتم توجيه الوالدين لطبيب السمنة أو أخصائي تغذية للمتابعة مع الأسرة، بعد إجراء فصح دم شامل وفحص هرومات الطفل للوقوف على أسباب السمنة لدى الطفل للبدء في العلاج المناسب لحالته.
ودعا الدكتور محفوظ إلى أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية المتعددة وتجنب الأطعمة الجاهزة، وتشجيعهم منذ الصغر على تناول الخضراوات والفواكه، مع ضرورة تجنب إلغاء حصص الرياضة المدرسية، إذ إن إلغائها يسهم في أن الطفل يشعر بعدم أهميتها وبالتالي تؤثر على تقبله ممارستها فيما بعد، رغم أهميتها للبناء العضلي للأطفال، وتفريغ طاقتهم فيما نفع، وترغيبهم بالمدرسة.
أكد الدكتور محمد عشَّا- استشاري أمراض باطنة-، أن نسبة الأطفال المصابين بالسمنة آخذة بالازدياد خاصة ما بعد سن البلوغ، مشيراً إلى أن جزء كبير من حالات سمنة الأطفال تعود لأسباب وراثية، موضحا أن السمنة مرض ومسؤولة عن حزمة من الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والكوليسترول ودهون الكبد وصولا إلى الاختناق الليلي.
وأضاف الدكتور عشَّا قائلا «إن الهدف العالمي للطب بات يركز على الحماية الأولية والوقاية من الأمراض، إذ إن الدراسات تؤكد أن الحماية الأولية من الأمراض من خلال رفع الوعي وتقديم العلاج قبل المضاعفات تقلل من نسب الإصابة بالأمراض المزمنة والوفيات، كما أنها تخفض التكلفة المالية التي تنفق على الأمراض المزمنة، وعلى الشركات المعنية بالتأمين التعامل مع السمنة على أنها مرض وسبب رئيسي للأمراض المزمنة وبالتالي زيادة في التكلفة العلاجية على الأمراض الناتجة عنها، لذا من المهم تضافر الجهود لخفض معدلات السمنة وخفض معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة وبالتالي خفض الفاتورة الصحية، فعلى الأسر التي تلحظ زيادة في وزن الطفل عرضه على مختص للتأكد من الأسباب إما وراثية أو بسبب البيئة المحيطة وعلاجه من قبل فريق متعدد التخصصات لصياغة برنامج علاجي خاص به».
وانتقد الدكتور عشَّا نمط الحياة غير الصحي للعديد من الأطفال الذين يتسمرون أمام الشاشات الذكية والألعاب الإلكترونية لرقابة الـ6 ساعات دون أي نشاط حركي مع تناول كميات من الطعام غير الصحي فهذه جميعها تسهم في فرض إصابة الأطفال بالسمنة.
الحل في الرياضة
دعت السيدة كريستينا لطفي- أخصائية تغذية علاجية- الأسر إلى تعويد أطفالهم منذ الصغر على الغذاء المتوازن الغني بالفيتامينات والبروتينات، محذرة الأسر من تعويد أطفالهم على تذوق المذاق الحلو من غير مصادره الطبيعية لاسيما في سن صغير حتى لا يعتادوا عليه.
وشددت على أهمية اتباع نمط حياة صحي يتخلله أوقات للرياضة، وخاصة خلال الحصص المدرسية، فالرياضة لم تعد رفاها بل ضرورة لبناء جيل صحي قادر على بناء وطنه، سيما وأن السمنة مفتاح لسلسلة من الأمراض.
الوجبات الخفيفة كارثة
قالت السيدة فاطمة صادق- أخصائية تغذية علاجية- إن عدة أبحاث أكدت أن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى سمنة الأطفال هي الوجبات الخفيفة «السناك» بين الوجبات الرئيسية وخاصة المشروبات المحلاة بالسكر، فهي من أسباب سمنة الأطفال فضلا عن استهلاك أطعمة الوجبات السريعة التي سهل إليها الوصول تطبيقات توصيل الطعام.
واقترحت السيدة فاطمة صادق كأحد الحلول أولا رفع وعي الأطفال من خلال الأنشطة المدرسية إذ تعد من أهم البيئات التي يتعلم الطفل من خلالها الطعام الصحي والمشاركة في إعداده، توفير حصص من الخضار والفواكه في اليوم المدرسي إذ إن نقصها يؤدي إلى السمنة، كما أن الرضاعة الطبيعية ليس فقط مفيدة للطفل بل للمرأة المرضع إذ أنه يسهل عليها تعويد الطفل على طعام المنزل، فضلا عن ممارسة الرياضة إذ إن الأبحاث تؤكد أن الطفل لابد أن يمارس الرياضة أو أي نشاط حركي لمدة ساعة على الأقل يوميا، لذا من المهم ممارستها في المدرسة وعدم إلغائها لصالح مادة أخرى، لتعويد الأطفال على ممارستها، كما أنها تسهم في تفريغ طاقتهم فيما ينفع.
الشرق القطرية
كانت هذه تفاصيل خبر قطر.. الاهتمام بمخاطر سمنة الأطفال خطوة نحو الحل لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :