بطولة إنكلترا: ليفربول المهيمن للابتعاد بالصدارة وقمة بين أرسنال ويونايتد

الرياص - اسماء السيد - : اعتاد ليفربول على أن يكون في المرتبة الثانية في عهد المدرب الإسباني بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي، لكن الفوز على حامل اللقب في المواسم الأربعة الأخيرة أعطى الـ"ريدز" المتصدر دفعة جديدة في سباق اللقب، وذلك قبل الحلول على نيوكاسل الأربعاء في المرحلة الرابعة عشرة.

ولم يحصل ليفربول على الإنصاف الذي يستحقه بفوزه بهدفين نظيفين على سيتي في أنفيلد الأحد، إذ كان سيتي بخسارته السادسة تواليا ضمن مختلف المسابقات والرابعة في الدوري العنوان الأبرز.

لكن المدرب الهولندي أرنه سلوت الذي بدا أن مهمته في خلافة الألماني الرائع يورغن كلوب شبه مستحيلة، أثبت نفسه بسرعة على الساحتين المحلية والقارية.

كان كلوب قد أعاد ليفربول إلى قمة كرة القدم الإنكليزية وتوّج النادي بلقب الدوري الأول منذ 30 عاما في موسم 2019 2020، فكان الوحيد الذي كسر هيمنة سيتي في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ وصول غوارديولا.

إنما على عكس رحيل الاسكتلندي السير أليكس فيرغوسون عن مانشستر يونايتد والفرنسي أرسين فينغر عن أرسنال، نجح ليفربول في تحويل رحيل شخصية أسطورية إلى فرصة إيجابية.

وأكمل كلوب جزءا كبيرا من العمل التحضيري بنفسه، مجددا تشكيلة الفريق خلال آخر 18 شهرا له مع تعاقدات مثل الهولندي كودي خاكبو، الأرجنتيني أليكسيس ماك أليستر، المجري دومينيك سوبوسلاي والهولندي راين خرافنبرخ.

أما توقيع سلوت الوحيد في الصيف، الإيطالي فيديريكو كييزا، فلم يظهر إلا نادرا بسبب الإصابة.

ما نجح سلوت في فعله، هو دمج الدماء الجديدة مع خبرة لاعبين مثل الهداف المصري محمد صلاح، القائد الهولندي فيرجيل فان دايك، الظهير الأيسر الاسكتلندي أندي روبرتسون ونظيره على الجهة اليمنى ترينت ألكسندر أرنولد.

قال سلوت بعد الفوز على بهدفين نظيفين في حيث يواصل صدارته المجموعة الموحّدة "نحن نفهم أن ما نريد تحقيقه يتجاوز مجرد الفوز مرة أو مرتين، حتى ضد الفرق الكبيرة، وذلك إذا أردت الفوز بأشياء ضخمة".

وبعد الفوز على سيتي قال "لا أعتقد أن أي شخص، بما في ذلك أنا، توقع مثل هذا البداية. كنت أعلم أن يورغن ترك الفريق في حالة جيدة جدا، لكن لم يكن من الممكن التنبؤ بأننا سنحقق هذا العدد الكبير من الانتصارات ضد الفرق القوية التي واجهناها".

وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرا، فإنه يبدو من الصعب تجاوز ليفربول وهو في هذه الحالة وفي طريقه إلى معادلة الرقم القياسي ليونايتد بـ20 لقبا.

ويسعى ليفربول إلى تجديد فوزه على نيوكاسل للمرة السابعة تواليا والثالثة على ملعب سانت جيمس بارك، بهدف رفع رصيده إلى 37 نقطة والابتعاد أكثر بفارق التسع نقاط مع ملاحقَيه أرسنال وتشلسي، في حين يتأخر مانشستر سيتي وبرايتون بفارق 11 نقطة.

"البدء من الصفر"

الخسارة أمام ليفربول كانت الرابعة تواليا لسيتي في الدوري، وهي المرة الأولى التي يخسر فيها أربع مرات متتالية منذ آب/أغسطس 2008.

لكن فارق النقاط الـ11 مع ليفربول حاليا لا يعني انتهاء الأمل بالنسبة إلى حامل اللقب، إذ وفقا لـشركة "أوبتا" الإحصائية، سبق أن تم تجاوز المتصدر بفارق أكثر من 11 نقطة ثلاث مرات في تاريخ الدوري.

فعلها مانشستر يونايتد أولا في موسم 1992 1993 حين وجد نفسه خلف نوريتش سيتي بفارق 12 نقطة في الخامس من كانون الأول/ديسمبر ومن هناك بدأت سلسلة النتائج الإيجابية نحو اللقب.

كررها "الشياطين الحمر" مرة ثانية في موسم 1995 1996 حين تفوّق على نيوكاسل المتصدر آنذاك بفارق 12 نقطة بعد 23 مباراة، ثم فعلها أرسنال موسم 1997 1998 بعد فارق وصل إلى 13 نقطة مع يونايتد تحديدا. 

مع ذلك، يبدو أن غوارديولا قد سلّم للأمر الواقع أيضا. استفزّه جمهور ليفربول الذي ردّد في الملعب "سيتم إقالته في الصباح" وذكّرهم بمواسمه السابقة عبر رفع ستة أصابع (ستة ألقاب في الدوري).

علّق الإسباني "عندما نفوز نضحك، وعندما يفوزون يضحكون. هذا جزء من اللعبة".

وأقرّ مدرب وبايرن ميونيخ الألماني السابق بأنه "سيكون من الصعب جدا تكرار الفوز باللقب هذا الموسم"، مشيرا إلى أنه يريد "البدء من الصفر".

اختبار صعب لأموريم

عوّض البرتغالي روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بدايته المتواضعة بالتعادل مع مضيفه إيبسويتش، بالفوز على بودو غليمت النروجي 3 2 في الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) ثم الرباعية النظيفة في مرمى إيفرتون ضمن الدوري.

هذه المرة، يواجه الاختبار الأصعب، ليس لأنه يلعب خارج أرضه مجددا، بل لأن الخصم هو من كان يُعدّ المنافس الأول لسيتي على اللقب هذا الموسم، أرسنال.

فاز الـ"غانرز" ذهابا وإيابا في الموسم الماضي في سلسلة من ثلاثة انتصارات متتالية، فيما يعود انتصار يونايتد الأخير إلى أيلول/سبتمبر 2022 في أولد ترافورد، فيما لم يفز على خصمه في لندن منذ كانون الثاني/يناير 2019 ضمن كأس الرابطة.

واعترف أموريم بعد الفوز على إيفرتون أن فريقه "لديه لحظات نكون فيها جيدين، وهناك لحظات أخرى يجب أن نعاني فيها. إنها أشبه بركوب الأفعوانية".

بدوره، قال مهاجم أرسنال بوكايو ساكا بعد الفوز على وست هام 5 2 "لقد عدنا إلى أفضل مستوياتنا. نبدو سريعين وديناميكيين. نحن جميعا نستمتع بطريقة لعبنا حاليا".

أخبار متعلقة :