محمد اسماعيل - القاهرة - كتبت- أميرة حلمي:
"سيدة تزوجت السجادة التي اشترتها"، قد تظن حين تسمع هذا الخبر أنه مجرد مُزحة؛ لمخالفته "المنطق" والمعتاد، لكن بالفعل أعلنت سيدة تدعى "بيكي كوكس" وتقيم بمدينة مانشستر الإنجليزية، أنها تزوجت سجاداتها التي اشترها بعد أن وقعت في غرامه بل وأقامت مراسم زواج استمرت لنحو ساعة، وارتدت فستان زفاف أبيض، وسط احتفال أصدقائها.
"كوكس" وهي أم عزباء لطفلين، ودعت السجادة التي أطلقت عليها اسم "مات"، بالحب والإخلاص حتى آخر يوم في عمرها، كما أنها تحرص على تنظيفها وإخراجها مرات عدة إلى الخارج حتى تظل في أبهى حالاتها، فضلًا عن كونها تستلقي إلى جاورها في الليل بعد أن ينام طفليها، وتتحدث معها فيما يشغلها من أفكار. مشددة على أنها لا تتخيل حياتها بدون السجادة بعد الآن، وفقًا لما ذكر موقع "thesun".
"كوكس" ليست السيدة الأولى التي تعلن "الزواج" من شيء مادي غير حيّ، إنما هناك أخريات نستعرضها لكم خلال التقرير التالي والتحليل النفسي لتلك الوقائع الغريبة.
"كارول" تزوجت محطة قطار
أما السيدة الأمريكية التي سمّت نفسها بـ"كارول سانتا" وأكدت سلامة قواها العقلية، تزوجت من محطة قطار "سانتا" في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية زواجًا كاملاً ولكن بشكل عقلي، ونشرت قصتها صحيفة "ميرور" البريطانية.
"كارول" برّرت فعلتها نادرة الحدوث بكون الأمر يرجع لقصة حب مدته 36 عامًا، حين كان عمرها في الثامنة، واكتشفت انجذابها للأجسام الجامدة بالمحطة، واصفة إياها بشريك الحياة الأكثر استقرارًا من أي وقت مضى، وتقول: "عندما ألمس الجدران يتنابني شعورًا بأنها تُقبلني وتحملني، أحبها كثيرًا لأنها رومانسية جدًا، وما أُخفيه جانبي الجنسي حتى لا يعرف الناس ويمنعونني من رؤيتها".
برج إيفل زوج أيضا
لم تكن "كوكس" أو "كارول" السيدتان اللاتان انفردا بسابقتين نادرتين للغاية، ففي العام من 2008، نشرت " telegraph" و"ديلي نيوز"، قصة سيدة تدعى إريكا ايفل، 37عامًا، أعلنت زواجها من برج إيفل بباريس في العام 2007.
وظهرت "إريكا" في فيلم وثائقي بعنوان "المرأة التي تزوجت برج إيفل" تناقش علاقتها مع المَعلم الباريسي، وتعانق البرج (زوجها) وتعتز بحبه، وذكر أنها تعرضت للإيذاء الجنسي أثناء طفولتها ما جعلها تشعر باضطراب مزمن بعد الصمة، وعند "الزواج" من هيكل البرج، غيّرت إريكا بالفعل لقبها إلى لاتور إيفل.
تُفسر علاقتها بالبرج، قائلة: "لست بحاجة إلى رجل، يمكن أن يحدث جنس عاقة حميمية في ذهني"، إذ تشير إلى أن شكل برج إيفل له دلالة جنسية بصرية للغاية، سأحمي نفسي ولن يخترقني أحد إلا إذا سمحت بذلك".
حتى سور برلين
الأمر يعود إلى عام 1979 حين هامت امرأة تدعى إيجا ريتا حبًا بسور برلين، فتزوجته في سنة 1979، ولقبت نفسها بـ"إيجا ريتا سور برلين"، أيضا تقول إنها وقت في حب الهيكل الخرساني حين كانت طفلة وشاهدته للمرة الولى على شاشة التلفزيون عندما كانت في السابعة من عمرها، إذ بدأت في جمع الصور "له" وتوفير ما يمكنها لزيارته. في رحلتها السادسة عام 1979، تزوجته أمام عدد من الضيوف.
وأصرّت السيدة التي تعيش في ليدن شمال السويد على أنها على علاقة حب كاملة مع الحائط، وترفض الدخول في أي مع إنسان حقيقي مبررة "هذا سخيف"، إذ إنها عذراء، وتتعزل في السور قائلة: "أجد أشياء طويلة ونحيفة مع خطوط أفقية مثيرة للغاية، أما سور الصين العظيم جذاب، لكنه سميك للغاية - زوجي أفضل منه".
تفسير نفسي:
أخصائية علم النفس دوروثيا هوفر كرامر، تقول إن هذه الشخصيات تواجه صعوبة كبيرة في تكوين علاقة مع شخص آخر، وهو ما قد يكون السبب وراء تحولهن إلى التعلق بأشياء مادية، متابعة: "عادة ما نتعلق بممتلكاتنا أو بشيء يؤثر فينًا مثل حيواناتنا الأليفة "كالقطط أو مجوهراتنا أو منازلنا"، لكن هذا التعلق قد يصل إلى حد غير مقبول يجعلهم يفكرون بما يعتبرونه "زواج",, وهي علاقه مشوه"، بحسب ما نقل موقع "ديلي نيوز".
overvalued idea
"يُصاب هؤلاء الأشياء بما يُسمى بـovervalued idea أو تقدير الشيء بأكبر من حجمه"، يفسر الدكتور أحمد هلال استشاري الطب النفسي في تصريحه لـ"الخليج 365"، مشيرًا إلى أن هؤلاء الأشخاص لديهم خلل كبير في تعلقهم بشيء بشكل كبير للغاية.
وتابع: "الخلل أو المرض يحدث في دائرة محتوى التفكير في شيء يصل التعلق به حد الجنون، مثلما قدّس الهنود مثلا بعض الحيوانات، أو الحزن "القاتل" على فقدان حيوان كنت تربيه، موضحًا أن هذا الخلل يعود إلى اضطرابات تربوية، ناتجة من التنئشة والصغر، وعدم التوعية اللازمة بأن كل شيء له قيمة معينة في وقت محدد قد يزول.
وأضاف: "الزواج بمعناه المتعارف عليه لا ينطق على تلك الحالات، إنما جاء فقط بسبب تعلقهم الشديد، وخلل في تقديم قيمة الأشياء وتعريفها، وهذا لا يعني الجنون بالفعل وإنما يعانون من خلل في التفكير في هذه النقطة".
أخبار متعلقة :