الفن البوذي في اليابان
ثقافة 26/08/2024ينتصب هذا التمثال الخشبي في معبد شورينجي بمحافظة نارا، حيث يقف بشكل رشيق وأنيق ومرن ومبهر في روعته.
(© مودا توموهيرو)
あをによし 奈良の都は 咲く花の にほうがごとく 今盛りなり
آونييوشي/ نارا نو ميياكو وا/ ساكو هانا نو/ نيؤ غا غوتوكو/ إيما ساكاري ناري
المدينة الملكية
نارا ذات الأرض الخضراء المزرقة
مثل أشجار مزهرة
التي تتلألأ في أزهار عطرة،
هي في أوج الروعة الآن(الترجمة العربية بناء على ترجمة إدوين كرانستون الإنجليزية، من The Gem-Glistening Cup)
هذه القصيدة الشهيرة من مجموعة مانيوشو –أول مجموعة شعرية في اليابان– وهي تشبّه مدينة نارا بروعة الربيع، حيث الجو مفعم بالزهور العطرة وأشعة الشمس والحياة النابضة بالحيوية. هذا التمثال الواقف هو لكانّون ذي الأحد عشر رأسا (جوئيتشيمين كانّون) ومنحوت في عصر تينبيو، عندما وصلت ثقافة هييجوكيو (نارا) لأوج تألقها. تعبر الوجوه المتعددة لهذا التمثال والمنحوتات المشابهة عن قوة الخلاص متعددة الأوجه لكانّون بوساتسو، بوديساتفا أفالوكيتسفارا.
في تاريخ الفن، تشير فترة تينبيو إلى عصر بلغت فيه الفنون البوذية اليابانية أوجها. وعلى الرغم من أن البعض يعتبر المصطلح مرادفا إلى حد ما لفترة نارا (710-793)، إلا أنني أعتبر أن هذه الحقبة تغطي الفترة من 710 إلى 783. وقد وصف الفيلسوف الأخلاقي واتسوجي تيتسورو في كتابه عن الحج إلى المعابد القديمة (كوجي جونري)، هذا التمثال بأنه ”أعظم روائع عصر تينبيو“.
كان هذا التمثال في الأصل المنحوتة الرئيسية في معبد دايغورينجي البوذي والذي كان مرتبطا بمعبد أوميو الشينتوي المكرس لجبل ميوا. اختلطت المعتقدات البوذية المستوردة بالممارسات الشينتوية المحلية خلال فترة نارا، ما أدى إلى نشوء توافق فريد بين عبادة الـ”كامي“ وعبادة بوذا. كانت المعابد البوذية غالبا ما تُبنى إلى جوار معابد شينتوية بهدف ضمان تعايش سلمي بين الآلهة المحلية والبوذية المستوردة. وكانت العبادة في المعابد الشينتوية تركز على أشياء مثل مرايا وسيوف تُعتبر تجسيدا للإله، بينما كانت التماثيل البوذية هي محور العبادة في المعابد البوذية.
أصدرت الحكومة الجديدة في عصر ميجي قانونا في عام 1868 يقضي بفصل البوذية عن الشينتوية كجزء من برنامجها لجعل الشينتوية هي الديانة الجديدة للبلاد تتمحور حول الإمبراطور والدولة. كان معبد دايغورينجي البوذي المرتبط بمعبد شينتوي أحد الكثير من المعابد التي أُلغيت وهُدمت. سلم حراس معبد دايغورينجي التمثال الرئيسي القيّم إلى معبد شورينجي، حيث كانت هناك على الدوام علاقة وثيقة بين المعبدين. وفي عام 1878، جاء إرنست فينولوسا إلى اليابان قادما من الولايات المتحدة بدعوة من الحكومة اليابانية لتدريس الفلسفة والاقتصاد السياسي في جامعة طوكيو الإمبراطورية. وقد كرس فينولوسا وقت فراغه لدراسة الفن الياباني. وعندما رأى هذا التمثال تأثر بجماله لدرجة أنه تبرع بمعبد مصغر ”زوشي“ متنقل مزود بعجلات يمكن استخدامه لنقل التمثال إلى مكان آمن في حالة نشوب حريق.
وفي ذلك الوقت، كانت الكثير من الروائع البوذية القيّمة مهددة من حركة هايبوتسو كيشاكو المتمردة الساعية إلى القضاء على التأثيرات البوذية التي اجتاحت البلاد في أعقاب التغييرات الثورية التي جاءت بالحكومة الجديدة إلى السلطة. كما تم التخلص من بعض التماثيل ببساطة بسبب اعتبارها عديمة الفائدة. وإدراكا منه للتهديد الذي يواجه جزءا لا يقدر بثمن من التراث الثقافي الياباني، عمل فينولوسا بجد لحماية التماثيل البوذية. أدت جهوده إلى سن قانون حماية المعابد البوذية والشينتوية القديمة في عام 1897. وفي عام 1899، تم تحديد تمثال جوئيتشيمين كانّون ذي الرؤوس الأحد عشرة في شورينجي ككنز قومي بموجب نفس القانون. عندما تم تمرير قانون حماية الممتلكات الثقافية الحالي في عام 1951 بعد الحرب العالمية الثانية، كان هذا التمثال أول عنصر يتم تصنيفه ككنز قومي مرة أخرى.
(© مودا توموهيرو)
التمثال مصنوع باستخدام تقنية ”موكوشين كانشيتسو“ (لب الخشب وورنيش جاف)، حيث يتم تغطية لب خشبي منحوت بطبقات متعددة من معجون سميك يسمى ”كوكوسو“، يتكون من ورنيش ومسحوق خشبي ومكونات أخرى. أدخلت هذه التقنية خلال فترة نارا كبديل عن نحت التماثيل من قطعة واحدة من الخشب، وقد جعلت من الممكن تحقيق تعبيرات أكثر دقة وتفصيلا. ويمكن رؤية النتائج في هذا التمثال، حيث تم نحت كل خصلة شعر بشكل فردي، وتم إبراز طيات الملابس المنتفشة بطريقة لم تكن ممكنة من قبل. كما أعطي الرأس عمقا أكبر، وينبعث من التمثال ككل إحساس بالوزن والصلابة.
اتسمت الأعمال الفنية البوذية المنتجة في اليابان آنذاك بما يمكن أن نسميه إتقان الواقعية. ويبدو أن الفنانين عكفوا على تصوير الحقيقة المرئية الملموسة، دون أي مزيج من الذاتية. أتقن الفنانون اليابانيون فن النحت تدريجيا خلال فترتي أسوكا وهاكوهو. وفي عصر تينبيو الذي أعقب ذلك، أنتجوا تماثيل بدرجة من الواقعية والحضور الروحي بشكل لا يصدق. يجسد هذا العمل الفني بشكل مثالي روعة فترة نارا، عندما ازدهرت البوذية والفن البوذي تحت حماية الدولة في أول عاصمة دائمة للبلاد.
(© مودا توموهيرو)
تمثال واقف لبوديساتفا أفالوكيتسفارا بـ11 رأسا (السنسكريتية: Ekādaśamukha، اليابانية: جوئيتشيمين كانّون)
- الطول: 209.1 سم
- التاريخ: أواخر فترة نارا
- شورينجي (ساكوراي، محافظة نارا)
- كنزي قومي
(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: تمثال واقف لكانّون في معبد شورينجي في نارا. © مودا توموهيرو)
اليابان ثقافة نارا بوذا
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | 11 وجها للجمال: تمثال بوديساتفا أفالوكيتسفارا في نارا لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :