يعلم الجميع أن اليابان بلد مبتلى بالكوارث، ولذلك كان عليه أن يطور أساليب مبتكرة ومتطورة لمواجهتها. بعيداً عن الإجراءات والتدابير الحكومية لمواجهة الكوارث، سنأخذكم في رحلة شيقة نستعرض خلالها الأعمال التطوعية التي يقوم بها اليابانيون المدنيون لمعاونة الجهات الحكومية في تخفيف الضرر الواقع على المنكوبين. شق إنساني رائع يظهر مدى قوة وتلاحم هذا الشعب في مواجهة نوازل الدهر.
زلزال العام الجديد
في حوالي الساعة 3:00 بعد ظهر يوم 3 يناير/ كانون الثاني، كنا نقود السيارة بالقرب من واجيما، في شبه جزيرة نوتو بمحافظة إيشيكاوا، عندما انحرفت أمامنا فجأة سيارة الدفع الرباعي البيضاء التي كانت في المسار المقابل، مما أدى إلى إغلاق الطريق. نزل السائق وقال بعصبية: ”الطريق مسدود بسبب انهيار أرضي، لقد رأيت ذلك بنفسي. عودا أدراجكما“.
كان على السائق أن يسلك منعطفاً عبر ملكية خاصة لتجنب الصدوع التي ضربت جنبات الطريق. (إهداء من الفرقة 7 التابعة لجمعية كلاب الإنقاذ اليابانية)
بعد يومين من وقوع الزلزال الأول، كان فريقنا، المكون من جميع أعضاء جمعية كلاب الإنقاذ اليابانية (NihonKyūjoken Kyōkai)، قد خرج من الطريق السريع في كانازاوا بمحافظة إيشيكاوا، وكنا نشق طريقنا نحو واجيما. تساءلنا عما إذا كانت الهزات الارتدادية التي حدثت صباح الثالث من يناير/كانون الثاني قد تسببت في انهيار الأرض الضعيفة، ولم يكن من الممكن معرفة نوع المخاطر التي قد نواجهها الآن. لقد ذكّرتنا هذه الحادثة بالواقع القاسي للعمل في مناطق الكوارث.
أنا عضو في جمعية كلاب الإنقاذ اليابانية منذ 10 سنوات، جنبا إلى جنب مع زملائي من المتطوعين، قمت بتدريب كلبي، كوكو، ليكون كلب بحث وإنقاذ. جدير بالذكر أن جمعية كلاب الإنقاذ اليابانية لديها فرقتان من الكلاب: الفرقة 7، التي تستخدم ملعب تدريب في تشيبا تستأجره من حكومة بلدية إيتشيكاوا، وفرقة ساكورا، التي يقع مقرها في ماتشيدا بالعاصمة طوكيو. وأنا عضو في الفرقة 7 التي أشارك في إدارتها، كما أنني نائب رئيس قسم كلاب البحث والإنقاذ في جمعية كلاب الإنقاذ اليابانية.
تضم الفرقة 7 ما يقرب من 30 متطوعًا من خلفيات حياتية مختلفة، فمنهم المهنيين ورجال الأعمال وربات البيوت، وتتراوح أعمارهم بين أقل من 30 عامًا وأكثر من 70 عامًا. وأكثر من نصف الفريق من النساء. يعمل هؤلاء المتطوعون كمدربين للكلاب، حيث يقومون بتدريب كلابهم على أداء مهام البحث والإنقاذ. بعد أن تتقن كلابنا الأوامر الأساسية مثل ”اجلس“ و”تعال“، نقوم بتدريبها على البحث عن الناجين المحاصرين تحت الأنقاض والمباني المنهارة.
ساحة التدريب الخاصة بجمعية كلاب الإنقاذ اليابانية في فوجيمي. (إهداء من الفرقة 7 التابعة لجمعية كلاب الإنقاذ اليابانية)
ضرب الزلزال شبه جزيرة نوتو في تمام الساعة 4:10 ظهراً يوم رأس السنة الجديدة. كنت أشعر بأنه سيتم استدعائي، فتابعت التغطية التلفزيونية وعبر الإنترنت باهتمام. كان لدى أعضاء فريقنا أوامر دائمة بأن نكون على أهبة الاستعداد في منازلنا في حالة وقوع زلزال تبلغ قوته ست درجات أو أكثر على مقياس شدة الزلازل الياباني.
بعد ثلاثين دقيقة من وقوع الزلزال، تلقيت تعليمات من جمعية JRDA بجمع أعضاء الفرقة 7، فأرسلت الرسالة إلى بقية أعضاء الفرقة، وطلبت من المتطوعين التوجه إلى موقع الكارثة. في نهاية المطاف، ذهب أربعة متطوعين من الفرقة 7 إلى منطقة الكارثة، في حين بقي ثلاثة آخرون، هم قائد الفرقة وكلابه الثلاثة، على أهبة الاستعداد.
تم أيضًا تشكيل مجموعة دعم خلفية ضمن الفرقة 7. وكانت مهمتها هي مشاركة معلومات مفيدة عن حركة المرور والطقس مع الموجودين على الأرض. وفي الوقت نفسه، كان يتم إطلاع المتواجدين في منازلهم على موقع وحالة الفريق على الأرض بشكل مستمر. كما أن أولئك الذين كانوا يعملون في الميدان منّا قاموا باستخدام مجموعات المراسلة عبر تطبيق Line لإبقاء عائلاتهم على اطلاع دائم حتى لا يشعروا بالقلق. وبفضل فريق الدعم الخلفي، تمكنّا من العمل في الموقع براحة بال.
بعد ظهر يوم 2 يناير/ كانون الثاني، اتفقنا على الاجتماع في الساعة 6:00 من صباح اليوم التالي في منطقة استراحة بحيرة سوا بمحافظة ناغانو على طريق تشوأو السريع، قبل التوجه شمالًا إلى مدينة سوزو.
بشكل عام، يُطلب من المتطوعين في الجمعية تنظيم ودفع تكاليف إقامتهم ووجباتهم، ولا تقوم المنظمة إلا بتحمل تكلفة وسائل النقل الخاصة بهم. كانت شبه جزيرة نوتو تفتقر إلى الطاقة والمياه، كما كانت أبواب المتاجر مغلقة، مما جعل من المستحيل شراء الإمدادات محليًا، لذا قمت بتعبئة 12 لترًا من الماء، وكمية من المعكرونة سريعة التحضير، والأطعمة المعلبة، والوجبات المسلوقة في الكيس، بالإضافة إلى جلب قِدر مخصص للتخييم وموقد محمول. وقام أحد زملائي في الفريق بتحضير وعاء من البنزين. ولأننا سنضطر إلى النوم في سياراتنا، فقد أخذت معي كيسًا سميكًا للنوم والأغراض اللازمة لتدفئة الجسم أيضًا.
الطعام الذي أخذته معي. (إهداء من الفرقة 7 التابعة لجمعية كلاب الإنقاذ اليابانية)
قمت أيضًا بتعبئة طعام الكلاب لمدة أربعة أيام، بالإضافة إلى الماء والوجبات الخفيفة والكرات والألعاب الأخرى وحصيرة سميكة وأكياس وأغطية مخصصة لنفايات الحيوانات الأليفة. تقع مدينة سوزو على بعد مسافة طويلة، لذا سيحتاج كل من الكلاب ومدربيها إلى أخذ فترات راحة متكررة والامتناع عن استخدام المرحاض على طول الطريق. بالإضافة إلى المعدات الفردية، قام فريقنا أيضًا بتجهيز أجهزة الاتصال اللاسلكي وحبال التسلق والألواح البيضاء.
رحلة إلى المجهول
كنت مشغولًا للغاية بالاستعداد لدرجة أنني لم أنم سوى ساعتين تقريبًا، حيث انطلقت من منزلي في تشيبا مع كلبي كوكو في الساعة الواحدة والنصف صباحًا يوم 3 يناير/ كانون الثاني، وتوقفت في طوكيو لاصطحاب زميل لي قبل التوجه غربًا. وفي حوالي الساعة 6:00 صباحًا، التقينا ببقية أعضاء الفرقة في منطقة استراحة بحيرة سوا. بناءً على نصيحة إدارة الإطفاء المحلية، تم تغيير وجهتنا إلى منطقة مونزين في واجيما. حيث كانت مدينة مونزين بحاجة إلى كلاب مدربة على البحث والإنقاذ، وقد تم نشرنا هناك جنبًا إلى جنب مع فريق الإطفاء في محافظة آيتشي للاستجابة للكوارث، والذي كان يتمتع بالسلطة القضائية على المنطقة.
عند وصولنا إلى تقاطع كانازاوا-موريموتو، أغلقنا الطريق السريع واتجهنا إلى واجيما. ومع اقترابنا، رأينا المزيد والمزيد من الصدوع في الطريق. تم تحديد مناطق الخطر بأقماع مرورية حمراء. ثم بدأ هطول الأمطار، وتم إصدار تحذير من هطول أمطار غزيرة. عند هذه النقطة وصلنا إلى الطريق المسدود الذي ذكرته في بداية هذا المقال، مما اضطرنا إلى اتخاذ طريق آخر. في حين أن الالتفاف أبطأ سرعتنا، إلا أننا لو كنا قد واصلنا السير لتعرضنا إلى حادث، مما كان سيمثل مزيداً من العبء على خدمات الطوارئ المنهكة بالفعل.
في منطقة شيكا المجاورة، رأينا المزيد من المنازل التي انهارت جدرانها والأسطح المغطاة بالقماش المشمع، زاد توتري عندما أدركت أننا نقترب من قلب الكارثة. وفي واجيما، كان حجم الدمار أكبر، حيث مالت أعمدة الكهرباء وانهارت المنازل في كل مكان، وأكثر ما كان يقلقني هو ما إذا كان الأشخاص الذين يعيشون في تلك البيوت قد تمكنوا من الخروج في الوقت المناسب.
بعد الساعة 4:30 مساءً، أي بعد 15 ساعة من مغادرتي للمنزل، وصلنا إلى مركز الإطفاء الذي كان بمثابة مركز لجهود الإنقاذ. في الظروف العادية كنت سأشعر بالإرهاق، لكن على العكس شعرت بالأدرينالين يسري في جسدي عندما أدركت أنني على وشك البحث عن أشخاص محاصرين. وفي الوقت نفسه، شعرت بمزيج من التفاؤل والقلق بشأن قدرة كلبي على العثور على ناجين تحت الأنقاض.
عملية الإنقاذ سباق مع الزمن
بمجرد وصولنا، تلقينا أوامر من المقر الرئيسي لإدارة الإطفاء بمدينة ناغويا بإجراء التعبئة والتوجه مباشرة إلى موقع الكارثة. بعد حوالي خمس دقائق بالسيارة، وصلنا إلى منزل انهار طابقه الأرضي بالكامل، وبالقرب منه، كانت أعمدة الكهرباء مائلة بشكل خطير، فتم ربط خطوط الكهرباء المتدلية بشريط أصفر للتحذير من تهديد الصعق بالكهرباء.
كان الليل يقترب بسرعة، ولأن البحث والإنقاذ هو سباق مع الزمن، فقد ارتديت خوذتي وأخرجت الكلب كوكو من قفصه. في ظروف أخرى، كنت سأبدأ بالمشي مع كوكو حول الموقع للتعرف على المنطقة، لكن هذه المرة لم يكن هناك وقت لذلك فبدأت مباشرة في مرحلة الإنقاذ. ولمعرفة الاتجاه الذي تهب منه الرياح، قام أحد زملائي برش مسحوق على الأرض، فانجرف المسحوق بلطف من الشرق إلى الغرب.
تستخدم كلاب البحث والإنقاذ حاسة الشم الخاصة بها للكشف عن روائح التوتر التي تنطلق من البشر عندما يكونون محاصرين. وبالتالي فإن القاعدة الذهبية للبحث والإنقاذ هي الاقتراب من الموقع من اتجاه الريح. وبمجرد أن يكتشف كوكو رائحة التوتر، كان مدرباً على أن يتجه إلى مصدر الرائحة - أي الشخص المحاصر- وينبح بقوة.
في الساعة 4:45 مساءً، أمرنا قائدنا ببدء البحث. سألت رجل الإطفاء عن حالة المنزل. من اليسار إلى اليمين، كان من الممكن رؤية المرآب ومنطقة المعيشة وغرفة التاتامي، لكن لم تكن هناك طريقة للانتقال من غرفة إلى أخرى. كما كانت فرقة الإطفاء موجودة بالفعل بمصابيحها الكهربائية لتفقد المنطقة والنداء على الناجين، لكنها لم تتلقى أي رد.
بدأنا البحث في غرفة المعيشة. أخذت كوكو إلى السطح وطلبت منه النزول إلى الفجوة التي يبلغ طولها مترًا واحدًا بين ألواح السقف والتي كانت المدخل الوحيد إلى غرفة المعيشة.
أثناء قيام رجل إطفاء في مونزين، واجيما باطلاعي على حالة المنزل. (إهداء من الفرقة 7 التابعة لجمعية كلاب الإنقاذ اليابانية)
ركض كوكو ذهابًا وإيابًا نحو مدخل غرفة المعيشة، لكنه لم ينبح أو يهز ذيله أفقيًا، كما يفعل عندما يجد شخصًا ما. وفي ظل عدم وجود رد في غرفة المعيشة، أمرت كوكو قائلاً ”تعال“. يبدو أن الشارع الذي كنا فيه هو الشارع الرئيسي في المنطقة، وكانت حركة المرور خفيفة. كلما مرت سيارة، كان أحدهم ينادي لتحذيرنا. لكن الملاحظ هو أن كوكو كان خارج نطاق سيطرته، لذلك كلما مرت سيارة، كنت أطلب منه ألا يقفز في طريق حركة المرور.
بعد ذلك، قمنا بتفتيش المرآب الذي تم سحقه تحت الطابق الثاني. أشرت إلى فجوة، وأمرت كلبي بالبحث. دخل كوكو إلى المرآب المظلم المليء بالركام والغبار، وتحرك يمينًا ويسارًا، ثم ذهب أخيرًا إلى الجزء الخلفي من المكان. حاولت قدر المستطاع معرفة مكان وجوده من خلال الاستماع إلى خطواته لكني لم أتمكن من سماع الصوت الصادر عن هذا الكلب الصغير (يزن 14 كيلوجرامًا فقط) وهو يمشي عبر الأنقاض.
إذا كان كوكو يبحث عن ناجٍ، فإن الاتصال به مرة أخرى سيتعارض مع عملية الإنقاذ. وعلى العكس من ذلك، إذا علمت أنه لا يبحث عن ناجٍ، كان من المفترض أن أتصل به مرة أخرى وأخطط لبحثنا التالي. ومع ذلك، لم أتمكن من رؤية كوكو، ولم يكن لدي خيار سوى ترك الأمور له.
في تلك اللحظة، أمرنا قائدنا بإرسال الكلب التالي إلى المبنى. وذلك لأن الكلاب لديها فترة تركيز مدتها 10 دقائق فقط، فناديت على كوكو قائلاً ”تعال“، ظهر كوكو من خلال الجدار الخارجي عند حافة المرآب. فيما قام كلب آخر بتفتيش منطقة المعيشة، وتبعه ثالث خلف المنزل، لكن لم ينبح أي منهما.
في الساعة 5:11 مساءً، ومع حلول الظلام، ألغى قائدنا عملية البحث.
كلاب البحث هم أبطال عملية الإنقاذ
عند عودتي إلى مركز الإطفاء، لم أكن أشعر بالتعب، بل شعرت بالارتياح لأننا أنهينا بحثنا دون أن نفقد أحداً من فريقنا، وشعرت برغبة قوية في مساعدة فرق البحث في اليوم التالي أيضًا.
هذا هو نفس ما شعرت به عندما كنا أنا وكوكو نبحث عن فتاة اختفت في عام 2019 في موقع تخييم في قرية دوشي بمحافظة ياماناشي. وبينما انضمت الفرقة 7 إلى هذا البحث لمدة يوم واحد فقط، فقد واجهنا أمطارًا غزيرة ورياحًا قوية طوال الوقت. كان حذائي مملوء بالماء، لقد كان مبللا حتى الجلد واحتجت إلى تجفيفه عند كل استراحة. في ظل هذه الظروف قضيت اليوم كله أبحث مع كوكو. في ذلك الوقت أيضاً، لم أشعر بالتعب على الإطلاق أثناء البحث. ربما كانت رغبتي القوية في العثور على الفتاة هي التي حالت دون الشعور بالتعب. عملت أنا وكوكو أيضًا في أعقاب الانهيار الأرضي الذي حدث في جبل إيزو في يوليو/ تموز 2021 في أتامي، بمحافظة شيزوكا.
كوكو بعد البحث عن ناجين من الانهيار الأرضي في أتامي (إهداء من الفرقة 7 التابعة لجمعية كلاب الإنقاذ اليابانية)
لقد كان زلزال وتسونامي شرق اليابان الكبير عام 2011 هو ما ألهمني للانضمام إلى جمعية كلاب الإنقاذ اليابانية، وحقيقة أنني لم أتمكن من فعل أي شيء لضحايا تلك الكارثة كانت تؤرقني باستمرار. فقمت بشراء كلب بوردر كولي، وهي سلالة معروفة بقدرتها على التعلم، وتمنيت أن أستغل قدراته بشكل جيد.
بشكل عام، يتم اعتماد كلاب البحث والإنقاذ بعد اجتياز اختبارات التدريب التي تجريها جمعية كلاب الإنقاذ اليابانية. الشهادة الصادرة عن الجمعية صالحة لمدة عامين (وقد تم تمديدها إلى 3 سنوات خلال فترة انتشار فيروس كورونا)، لذلك ينبغي على الكلاب الخضوع لاختبارات الشهادات المنتظمة حتى يتم اعتمادها ككلاب بحث وإنقاذ. تضم الفرقة 7 حاليًا خمسة كلاب بحث وإنقاذ، بما في ذلك كوكو. وقد اجتاز كوكو ثلاثة اختبارات شهادة متتالية وأتم الآن عامه السابع ككلب بحث وإنقاذ، مما يجعله من المحاربين القدامى. بعد الحصول على الاعتماد، تخضع الكلاب لتدريب مشترك مع أقسام الإطفاء المحلية أو المنظمات المماثلة حتى تكون مفيدة في مناطق الكوارث. كما تخضع الكلاب أيضًا لتدريب روتيني عدة مرات شهريًا في ملاعب التدريب الخاصة بجمعية كلاب الإنقاذ اليابانية في فوجيمي، سايتاما. يحتوي الموقع، الذي يماثل حجمه تقريبًا حجم ملعب رياضي مدرسي، على نموذج بالحجم الطبيعي لمنزل منهار وكومة من الأنقاض بارتفاع طابقين أو ثلاثة طوابق. وهناك، تتدرب كلاب البحث والإنقاذ ومدربوها على كيفية البحث عن الناجين من الكوارث.
في الساعة 7:00 مساءً يوم 3 يناير/ كانون الثاني، بعد انتهاء البحث في ذلك اليوم، تناولت وجبة ساخنة لتبث في جسدي الدفء، لكن ما أن حلّ الليل حتى شعرت مجدداً ببرودة شديدة. بالطبع، لم يكن مطلوباً مني أن أتحمل هذه الظروف إلا لمدة يومين فقط، أما أولئك الذين يقيمون في مراكز الإخلاء فقد كانت حالتهم أسوأ بكثير. وعندما حان وقت النوم، ارتديت معطفًا وكيسًا للنوم، لكن برودة السيارة واستمرار الهزات الارتدادية أرّقت منامي، واستيقظت عدة مرات أثناء الليل.
أهمية البقاء على أهبة الاستعداد
بعد الساعة 6:00 صباحًا من يوم 4 يناير/ كانون الثاني، أخذت كوكو في نزهة أخرى. وبما أنه كان علينا أن نبدأ البحث على الفور، فقد قمت باستعداداتي وغادرت مركز الإطفاء في الساعة 7:40، ووصلت في حوالي خمس دقائق إلى موقف سيارات بالقرب من الموقع. كان أفراد قوات الدفاع الذاتي يبحثون بالفعل عن ناجين، وسرعان ما أُبلغنا أنهم نجحوا في ذلك. وشعرت بارتياح شديد لأنه لم يتم استخدام كوكو والكلاب الأخرى هنا، فدائمًا ما يسعدني ألا تستدعي الحاجة إلى استخدام كلاب البحث والإنقاذ. ولكن في اليابان المعرضة للكوارث، لا نكون محظوظين دائما.
وفي تمام الساعة 7:50 صباحًا، تم إلغاء البحث. لكي يتمكن كلبي من الاسترخاء، أخرجته من قفصه وتركته يلعب في الثلج المتبقي في موقف السيارات. عند عودتنا إلى محطة إطفاء مونزين، أُبلغنا أنه تم إلغاء جميع عمليات التفتيش بواسطة الكلاب لهذا اليوم. ولم نكن نعرف ما إذا كان سيتم إجراء المزيد من عمليات البحث في اليوم التالي. عندما اتصلت بمنظمة أخرى لكلاب البحث والإنقاذ كانت تنتظر بالقرب من مجلس مدينة واجيما، أبلغوني أن رجال الإنقاذ حول واجيما ظلوا في وضع الاستعداد لبعض الوقت، لذلك من غير المرجح أن يتم الاستعانة بهم في ذلك اليوم. عند سماع ذلك، ناقشت الفرقة 7 الموقف، وتقرر مغادرة الموقع بمجرد انضمام فريق ساكورا إلينا، والذي كان قد انطلق متجهاً إلينا.
بعد الساعة 1:40 ظهرًا، وصلت فرقة ساكورا. وبعد إطلاعهم على الأمر، غادرت الفرقة 7 محطة إطفاء مونزين حوالي الساعة 2:30 ظهرًا لتبدأ رحلة العودة الطويلة. وصلت أخيراً إلى منزلي في تمام الساعة 4:18 صباحًا يوم 5 يناير/ كانون الثاني، بعد أن قمت بتوصيل زملائي في الفرقة، وكان إجمالي مدة الرحلة 14 ساعة.
أود هنا القول إن ما أذهلني حقًا هو طريقة انحناء الأشخاص في مركز الإخلاء احتراماً لنا عند رؤية كلاب البحث والإنقاذ الخاصة بنا، وفي أعقاب الانهيار الأرضي في أتامي أيضًا، كان السكان المحليون يتوقفون وينحنون بأدب عندما نمر، ويتمنون لنا كل التوفيق في عملية البحث. بالنسبة لي ولكوكو، كان بذل قصارى جهدنا للبحث عن ناجين هو طريقتنا لرد التمنيات الطيبة التي أهداها لنا المجتمع.
في اليوم التالي لعودتي من نوتو، قمت أنا وكوكو بأول جلسة تدريبية فردية لنا هذا العام. أنا سعيد لمعرفة أن التدريب معًا يساعدنا على تقوية الروابط بيننا.
(نشر النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. الصور إهداء من الفرقة 7 التابعة لجمعية كلاب الإنقاذ اليابانية. شارك في التحرير باور نيوز)
ساعدوا في تدريب كلاب البحث والإنقاذ
إن الكوارث قد تقع في أي وقت، وتخضع كلاب البحث والإنقاذ ومدربوها لتدريب منتظم حتى يكونوا مستعدين دائمًا لأداء مهماتهم. يمكنكم دعم مبادرات تدريب كلاب البحث والإنقاذ من خلال التبرع عبر التحويل البريدي إلى الحساب أدناه:
رقم حساب بنك البريد الياباني 00100-0-176779 جمعية كلاب الإنقاذ اليابانية (مؤسسة غير ربحية)
اكتب ”募金“ أو ”Donation“ على قسيمة تحويل الأموال.
كوكو يبحث بين الأنقاض في دورة تدريبية عام 2023 تم إجراؤها بالتعاون مع أقسام الإطفاء المحلية في توريده، إيباراكي، وأبيكو، تشيبا. (إهداء من الفرقة 7 التابعة لجمعية كلاب الإنقاذ اليابانية)
التدريب هو وسيلة لتعزيز التواصل بين المدربين وكلابهم. (إهداء من الفرقة 7 التابعة لجمعية كلاب الإنقاذ اليابانية)
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | كيف تساهم جهود المتطوعين وكلاب البحث المدربة في إنقاذ حياة آلاف المنكوبين جرّاء الكوارث الطبيعية في اليابان لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :