كتبت: ياسمين عمرو في الجمعة 17 يناير 2025 08:49 صباحاً - المراهقة فترة مليئة بالمشاكل؛ حيث يميل المراهق للتمرد على كل ما هو ثابت ومعتاد داخل البيت وخارجه، نجده يسعى جاهدًا لتقليد كل جديد، حتى لو لم يكن يناسبه، وأحيانًا يلحق الأذى النفسي بمن حوله، و هنا تتأثر الأم وتقف عاجزة، وتبكي أحياناً، لهذا ينصح التربويون كل أم بالتحلّي بالصبر والهدوء وطول البال كأسلوب للتعامل مع المراهق العنيد والعصبي والعدواني، والتي تعد من أهم ملامح وصفات سنوات المراهقة لا محال، وما عليك إلا التنبه وأخذ الاحتياطات اللازمة.
اللقاء وأستاذة التربية وتعديل السلوك الدكتورة نهال السيد العربي، التي تعرفنا بملامح وصفات المراهق العنيد والعدواني والعصبي، موضحة سبل التعامل معهم.
صفات وملامح العناد لدى المراهق
العناد سلوك لا يتجزأ عن تركيبة المراهقة، حيث يثور المراهق على العادات والتقاليد والقيود المفروضة عليه، وعادة ما يلجأ المراهق للعناد كرد فعل مباشر لعناد أحد الأبوين، وهنا لابد من تجنب سلوك العناد مع المراهق، والتعامل معه بأسلوب الحوار، والمشكلة هنا في مضمونها تعد ثورة إيجابية، يتم فيها تكوين شخصية المراهق، و التي على أساسها يبني مستقبله.
خطوات للتعامل مع عناد المراهق
- إعطاء المراهق مساحة من الحرية، والسماح له بالتعبير عن رأيه، وعدم توبيخه أمام الآخرين، أو حتى بعيداً عنهم.
- الامتناع نهائياً عن إعطائهم النصائح والإرشادات المبالغ فيها، خاصة أمام أقرانهم؛ حتى لا تأتي بنتائج عكسية، ويفقدون ثقتهم بأنفسهم.
- دعوة الأبناء للتنزه خارج المنزل من أفضل الأفكار لمصادقة المراهقين، والتعرف على أصدقائهم والترحاب بهم واحترام خصوصيتهم.
- تحديد أوقات لمشاركة الأبناء المراهقين وجبات الطعام، والانضمام إليهم في المناسبات الاجتماعية، ومساعدتهم على تحمل المسؤولية.
- ضرورة فهم طبيعة المرحلة من اضطرابات وجدانية، تقلب المزاج، عصبية زائدة، انخفاض الثقة بالنفس.
- الحرص على تجنب الانفعال مع عناد المراهق، فهو لا يسيطر على غضبه، وقد يتخذ بعض القرارات التي ليست في مصلحته.
- قدمي له بدائل وحلولاً؛ عناد المراهق لا يأتي من فراغ، ولكنه نتيجة لرغبته في الاستقلال وقيادة الأحداث بعيداً عن رغبات أسرته.
- اغرسي الثقة بنفسه ولا تجعلي حديثك الدائم معه، كلاماً عن أخطائه، وصفاته السلبية، وتحدثي عن النقاط الإيجابية في شخصيته، وامدحي ما يعزز لديه الشعور بالقبول والاستحسان، ويزيد تقديره لذاته.
- تكليفه ببعض الأعمال المحببة إليه، ما يجعله يتحمل المسؤولية ويعرف قيمة العمل والمشاركة، كما سيكون نشطاً داخل الأسرة.
أهم النصائح للفتاة لبناء ثقتها بنفسها تابعي النصائح بالتقرير
صفات المراهق العدواني
سمات عدوانية المراهق
- إن لم يكن يطيعك، فليس بالضرورة وضعه في مصاف المراهق العدواني؛ بل هو سلوك سببه عدم الفهم، لذا عليك توضيح سبب الطلب والفائدة التي ستعود عليه لو نفذه، والضرر عند مخالفته.
- عدوانية المراهق تعني تصرفاً أو كلاماً غير لائق، مقصوداً به إهانة الأهل والاعتراض عليهم بحدة أو سوء أدب، لهذا للقضاء على العدوانية لا بد من معرفة سببها.
- لا تدلليه، ولا تكوني متسامحة لأبعد الحدود، ولا تفتحي الباب على مصراعيه للطلبات، ومن صفاته أيضًا أن إحساسه ينخفض بالذنب، ويصبح أقل تعاطفاً مع الأشخاص الذين يتعرضون للأذى.
- لديه ضعف في ضبط النفس ويتصف بالتهور، وأداؤه الدراسي ضعيف، وهو جاهز دائماً للدخول في مشاكل مع الآخرين، ولا يتبع القواعد ويميل إلى استفزاز الآخرين.
- عدوانية المراهق سلوك مكتسب يظهر في عدوان لفظي، أو جسدي، أو صراخ، وقسوة، نوبات غضب، كل هذا لابد أن يتم تعديله بسلوك أكثر تكيفاً.
نصائح علاجية للأبوين لا بد منها
على الوالدين وضع قواعد وحدود على أن يلتزموا بتطبيقها، ليس من الضروري أن تكون كثيرة، ولكن لا بد من تنفيذ العقوبة عند أي خلاف داخل البيت أو خارجه.
لا تكوني أنت أو والده عدوانيين، فهو يحتذي بكما، ولا تستجيبا لاستفزازه؛ كي لا يرد عليكما بعنف وعدوانية، فتخسرا أمام طفلكما الكثير.
حاولا تفهمه، فهو في النهاية يريد تحقيق هويته الخاصة واستقلاليته؛ لإثبات ثقته بنفسه وقدرته على اتخاذ القرار، ولا تتعاملا معه كطفل أمام أصدقائه؛ حتى لا يشعر بالإهانة ويرد عليكما بعدوانية.
وأشركاه ببعض المسؤوليات بالبيت من دون مبالغة؛ حتى لا ينقلب الأمر إلى إحساس بالسيطرة والتسلط من جانبه، كما لا بد من إيفاء حاجة المراهق من الغذاء الصحي في كل الأوقات، فتفاعل الهرمون بداخله يدفعه لطلب المزيد من الغذاء، لترتاح أعصابه وتهدأ.
أسباب عدوانية المراهق
يصاب المراهقون بنوبات من الغضب أو العصبية الزائدة، فيضرون أنفسهم والآخرين، ويصبحون أكثر انطواء، بل وقد تسبب لهم بعض المشاكل مع الأهل أو الأقران، وتتوافق تلك العدوانية الزائدة مع مرحلة البلوغ سواء بسبب التغيرات الهرمونية أو النفسية، ولمعرفة علاجها لابد من معرفة الأسباب أولًا:
- السبب الأول: فقدان القدرة على إدارة الوقت: إن عجز المراهق عن إدارة وقته والتنسيق بين ساعات الدرس والقيام بالأنشطة الرياضية أو الهوايات التي يحبّها يومياً، خاصة مع زيادة تلك الأنشطة أو دراسة المناهج التعليمية الصعبة.
- السبب الثاني: إخفاء المراهق لأسراره: والخوف من اطلاع الأهل على أسراره، من الأسباب التي تكمن وراء عصبيته الزائدة، مثل : تراجع مستواه العلمي أو أنه رسب في مادّة معيّنة، وهو يخاف من أن يعلم أهله بذلك، من الممكن أن يعاني من العصبية الزائدة بسبب تفكيره الزائد بالموضوع وبنتائجه عليه.
- السبب الثالث: عصبية المراهق بسبب نقص التركيز والانتباه: إن إهمال الأسرة للمراهق ولرغباته العاطفية يمكن أن يؤدي إلى شعوره بالتوتر ونقص التركيز والانتباه بالعصبية الزائدة غير المبرّرة أحياناً. فمثلاً يمكن أن يؤدي عدم تخصيص الأهل وقتاً للاستماع إلى مشاكل المراهق أو معاملته بالتساوي مع باقي إخوته، والأكثر من ذلك عدم تقدير ما يقوم به، إلى اتخاذ العصبية كوسيلة للفت انتباههم.
نصائح للتعامل مع عصبية المراهق
تواصل الأهل مع المراهق يخفف من عصبيته
إن التواصل الدائم مع المراهق يمكن أن يساعده على التعامل مع مشاكله بطريقة أفضل وبوعيٍ أكبر، ابنك يا الخليج 365 على مشارف مرحلة جديدة من العمر، فهو في مرحلة الرغبة في إثبات الذات، والخروج عن سيطرتك عليه، فيجب أن تتحملي هذه المرحلة وبصبر كبير.
الحاجة للحب والتعاطف
فالمراهق لديه رغبة – خاصة الفتيات- في العطف على الآخرين وكسب عطفهم في الوقت نفسه، وهنا فعملية الأخذ والعطاء العاطفي هذه ضرورية لتأمين الاستقرار العاطفي في حياة المراهقين.
الحاجة للانتماء
الإنسان بشكل عام يحتاج إلى الانتماء إلى مجموعة يحس بانضمامه تحت لوائها ، وتتأكد من خلال هذا الدور شخصيته وذاته، ويكتسب مكانة اجتماعية، وأول جماعة يحس نحوها الابن بالانتماء هي أسرته التي يقترن اسمها باسمه، ويصاحبه طول مراحل حياته.
الحاجة للتقدير
تعتبر من أهم الاحتياجات النفسية، فالمراهق في حاجة إلى أن يعترف به الكبار، وأن يعاملوه كفرد له أهميته، وعليهم أن يحترموه عند نجاحه في أي عمل، وينصتوا إليه عندما يتكلم، ويكافئوه عند القيام بشيء يستحق المكافأة.
الحاجة للنجاح
النجاح يدفع الشخص إلى مواصلة التقدم نحو تحسين سلوكه وتحسين ما يقوم به من أعمال، كما أن النجاح ينمي الثقة بالنفس.
لذلك يجب على الآباء عدم المغالاة في الأهداف التي يتوقعونها من الابن المراهق، فإذا طلبوا المستحيل فسوف تكون النتيجة الفشل وفقد الثقة بالنفس.
الحاجة للشعور بالحرية
حاجة المراهق إلى حرية التعبير عن رغباته وآرائه، تظل قوية طول العمر، بحيث لا يتحمل الإنسان بطبيعته الشعور بأن هناك أي مبرر يمنعه من حرية الحركة، والتعبير عن النفس.
الحاجة إلى التوجيه وضبط السلوك
يشعر المراهق بحاجته إلى من يبصره بالأمور، ويجيب على تساؤلاته التي تسبب له القلق النفسي، وكذا في تحيزه إلى أنواع معينة من السلوك شبّ وشاب عليها، وترهيبه من أنواع أخرى من السلوك يعاقب عليها.
الحاجة إلى المعرفة
وهي من الحاجات المهمة لدى المراهق خاصة من السن المبكر منذ الثامنة من العمر، ويظهر ذلك منذ الطفولة بمحاولة الطفل أن يتعرف على بيئته، عن طريق ذلك تنمية ما يمكن أن يكون لدى الطفل من إمكانيات وقدرات.
*ملاحظة من"الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
أخبار متعلقة :