ما فوائد نظر الأم باستمرار إلى وجه المولود وتأمله؟

كتبت: ياسمين عمرو في الاثنين 14 أكتوبر 2024 07:19 صباحاً - تخطئ بعض الأمهات حين يعتقدن أن المولود الجديد لا زال كائناً ضعيفاً لا يريد منها سوى الرعاية، أي أن ترضعه وتبدل ملابسه حين يبللها ليس أكثر، ولذلك فهي تتعامل معه على هذا الأساس، ولا تعرف أنه ومنذ ولادته يرتبط بها وتتأثر هرمونات جسمه بما تقدمه له من حب وحنان، وإن كانت الأم متعبة بعد الولادة؛ فهي يجب أن تحرص على بناء علاقة مميزة مع مولودها تفيده لاحقاً من خلال استقرار صحته الجسمية والنفسية.
أثبتت الدراسات الحديثة أن النظر إلى وجه المولود في الفترة الأولى من حياته يحفز إنتاج هرمون خاص، ولذلك يجب أن تهتم الأم بالنظر إلى الطفل باستمرار حتى وهو مغمض العينين، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة غدير عبد الوهاب؛ حيث أشارت إلى ما هي الفوائد الهامة لنظر الأم باستمرار إلى وجه المولود وتأمله من حيث تأثيرها على إفراز هرمون معين وفعالية هذا الهرمون في الآتي:

فوائد الكلام الهامس مع طفلك خلال المرحلة الجنينية

أم حامل
  • اهتمي خلال مرحلة الحمل بالحديث مع الجنين، ولا تعتقدي أنه لا يسمع أو لا يشعر بالعالم الخارجي، وأنه يتواجد في عالم مصمت أو منعزل، بل على العكس من ذلك فقد أثبتت الأبحاث العلمية التي اهتمت بدراسة وتتبع المرحلة الجنينية أن حاسة السمع عند الجنين، وأثناء تواجده في رحم الأم تتطور بحيث يستطيع أن يسمع ما يدور حوله ويبدأ في تمييز الأصوات، فيبدأ أولاً في التعرف إلى صوت أمه، ثم يتعرف إلى صوت أبيه، وحين يسمع أمه تبكي مثلاً فهو يتأثر ويشاركها البكاء فيما يفرح ويبتسم حين يشعر بها سعيدة ومبتسمة، ولذلك فالحالة النفسية تلعب دوراً كبيراً في حياة الجنين، وحيث تلعب دوراً كبيراً في وزنه وصحته وفرصته في إتمام مرحلة الحمل حتى نهايتها.
  • اهتمي بالحديث الهامس مع جنينك بحيث تخلقين عالماً خاصاً بينك وبينه، وحيث اعتبر العلماء أن الشهور الأولى من الحمل لا يمكن تجاهلها؛ لأن الهمس بين الأم والطفل يشكل شخصيته وذاكرته، ولا يمكن إهمال تسعة أشهر من حياة الإنسان قضاها متفاعلاً مع العالم الخارجي وخاصة أمه، ولكن لم يكن العالم الخارجي يشعر به، ولذلك فالجنين يكتسب معلومات ويقوم بتخزينها؛ مثل المعلومات والخبرات التي يكتسبها حين يولد، ويصبح محتكاً بالعالم الخارجي بطريقة مباشرة، ولذلك فيمكن للأم خلال مرحلة الحمل أن تغني للطفل بصوتها الجميل وتحكي له قصصاً بلغة عربية سليمة، وتقرأ عليه حكايات الأجداد، وتشرح له عن التراث والماضي لأنه سوف يكتشف أنه يعرف عن ذلك الكثير حين يصبح خارج الرحم، ولذلك فهو سوف يهتف فجأة: أنا أعرف ذلك...

ما هو الهرمون الذي يفرز أثناء نظرك لوجه مولودك وتأمله؟

رضيع يبكي
  • أطيلي النظر في وجه مولودك، وانظري إليه في حب وحنان حتى لو كان نائماً ومغمض العينين، وذلك لأن نظر الأم إلى وجه المولود وتأمله لفترات طويلة وعدة مرات في اليوم يساعد على إفراز هرمون هام في جسم الطفل يعرف بـ"oxytocin hormone"، ويختص هذا الهرمون بنمو وتطور المخ عند الرضيع بشكل أسرع من الأطفال الآخرين، وبالتالي فقد لاحظ الأطباء أن الأطفال الذين تطيل الأم النظر إليهم يتطور نموهم الحركي والمعرفي والإدراكي بشكل أسرع من الأطفال الذين لا تنظر إليهم الأمهات ولا تتحدث معهم وتتعامل معهم من حيث الرضاعة فقط بشكل آلي؛ لأنها تكون متعبة أو مشغولة على سبيل المثال.
  • تعمدي أن تنظري لوجه طفلك المولود حين يفتح عينيه لكي يشعر بالسعادة حين يراك أمامه، وهو يعرفك منذ اللحظات الأولى للولادة وليس كما يعتقد البعض، وغالباً ما تكون رائحة السائل الأمنيوسي هي الطريق الأول لكي تدل المولود على الأم، ثم يتعلق بها حين تقف أمامه وتحمله، ولذلك فمن الطبيعي أن يبدأ بالبكاء حين تبتعد عنه خطوة وراء خطوة.
  • اهتمي بالنظر إلى وجه مولودك، ولا تعتقدي أن ذلك ليس له فوائد، فالنظر إلى وجه الرضيع وتأمله حتى لو كان لا يرضع في هذه اللحظات يفيد كثيراً في تحقيق التوازن النفسي للأم والرضيع في الوقت نفسه، كما أن النظر إلى وجه الرضيع والحديث معه يؤدي لأن يمتلك الرضيع مستقبلاً حصيلة لغوية أكبر من الأطفال الذين لم تكن لديهم علاقة مشتركة عن طريق تبادل النظر والابتسام والكلام من قبل الأم.

فوائد الرضاعة الطبيعية المتبادلة بين الأم والرضيع

أم تتأمل مولودها
  • اهتمي بالرضاعة الطبيعية لأنها بالإضافة لما تقدمه من فوائد صحية للطفل من حيث دعم مناعته وحمايته من الإصابة بالسمنة على عكس الحليب الصناعي، وكذلك توفير معظم العناصر الغذائية الهامة للطفل حتى عمر ستة أشهر فأنت لا تحتاجين لإضافة الحديد كمكمل غذائي مثلاً لطفلك الرضيع الذي يرضع باستمرار وانتظام منك قبل أن يتم نصف عامه الأول، وبالإضافة لهذه الفوائد فأنت تخلقين علاقة نادرة ومميزة بينك وبين طفلك حيث إن الاستقرار والهدوء النفسي الذي ينشأ خلال عملية الرضاعة يقيك من التعرض لاكتئاب ما بعد الولادة، ويحسن نفسيتك إضافة لتحسين مزاج الطفل، وحيث يقل تعرضه لنوبات البكاء التي يشتهر بها الرضع خلال شهورهم الأولى.
  • لاحظي أن مولودك الذي يرضع منك رضاعة طبيعية تبدو عليه علامات الشبع والرضا، ويظهر ذلك على وجهه، ويتحسن نومه حيث ينام لساعات متواصلة، ويستيقظ لكي يلعب ويلاطف من حوله، وتقل لديه المشاكل الهضمية بشكل كبير، إضافة لتحسن صحتك النفسية وانتظام هرموناتك أيضاً مقابل الرضاعة الطبيعية التي تساعدك على عدم حدوث الحمل سريعاً بعد الولادة في حال انتظامها ومنحك فرصة لكي تستعيدي عافيتك.
  • توقعي أن تعودي إلى رشاقتك قبل الحمل في حال الرضاعة الطبيعية؛ مما يحسن نفسيتك، وتأكدي أن الفوائد النفسية التي يتم جنيها من الرضاعة الطبيعية تعادل الفوائد الصحية والجسمانية، وحيث إن الرضاعة والتي تمتد كل جلسة لحوالي نصف ساعة بحيث تنقلين الرضيع من ثدي إلى آخر لمدة ربع ساعة كل مرة تحقق لك علاقة خاصة وخصوصية مع طفلك، وتتيح لك فرصة لكي تتأمليه وتتحدثي معه وتلاطفيه والطفل الصغير يكون أنانياً، ويريد أن تكون له أمه وحده، فلذلك هو يبكي حين تبتعد عنه ويسكت حين ترضعه رغم أنه ليس دائماً لديه شعور بالجوع، ولكن القرب من أمه لا يتحقق له إلا حين ترضعه وتوفر مساحة خاصة لهما تساعد على توازنه النفسي بالتدريج وترى الأم ذلك حين يكبر الطفل مقارنة بأطفال آخرين لم يرتبطوا بأمهاتهم عن طريق الرضاعة الطبيعية.
قد يهمك أيضاً: فوائد الرضاعة الطبيعية ومخاطر استمرارها بعد العامين
*ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

أخبار متعلقة :