الرياض - كتب موسى القحطاني -
أعطت دول الخليج إشارات ارتياح في بياناتها الرسمية بشأن تطورات الأحداث في سوريا، إذ أكدت الدول الست مجتمعة أهمية احترام إرادة الشعب السوري، والاتجاه نحو تحقيق المصالحة الوطنية.
إشارات الارتياح تلك يقابلها على النقيض مخاوف خليجية بفعل التطورات في المسرح السياسي السوري بفعل خشية حدوث فوضى وانقسام داخلي يحمل معه مجيء تنظيمات متطرفة تقوض مساعي الاستقرار في المنطقة، فضلاً عن بقاء دمشق حديقة خلفية لأنظمة إقليمية طامحة للتوسع.
وفي خضم تدحرج كرة الثلج التي ابتعلت نظام آل الأسد مصحوبة بتطورات متسارعة، تنعقد آمال سورية متزايدة تجاه دول الخليج بأن تلقي دول التكتل بثقلها السياسي والاقتصادي الوازن نحو مساعدة دمشق حتى لا تترك حديقة خلفية لأنظمة إقليمية طامحة للتوسع، بجانب تأهيل الإدارة السياسية الجديدة وتقريبها من المزاج الدولي ما يمنحها شرعية دولية.
في السياق ذاته، استمزجت "العربية.نت" آراء باحثين سياسيين بشأن تطورات الأحداث المتسارعة في سوريا من وجهة نظر خليجية، مؤكدين ضرورة توافر حاضنة خليجية – عربية جامعة مساهمة في بناء سوريا الحديثة لتجنب اختطافها من جديد.
يعتقد الباحث السياسي البحريني، الدكتور عبدالله الجنيد بأن دول الخليج في أثناء المرحلة الراهنة في سوريا سوف تستمر في متابعة الأوضاع باهتمام، مؤكداً أن دول مجلس التعاون الخليجي تتمنى استقرار الأمن في دمشق بسرعة، فضلاً عن حدوث توافق سوري بشأن برنامج انتقالي على أسس وطنية.
الخليجيون معنيون بعودة الأمن في سوريا
يقول الدكتور عبدالله الجنيد في سياق حديثه لـ"العربية.نت" إن دول الخليج العربية معنية أولاً بعودة الأمن والاستقرار لعموم منطقة الشرق الأوسط، وقد سبق لدول الخليج العربية أن تقدمت للرئيس السابق بشار الأسد برؤى سياسية لإخراج سوريا من أزمتها وإنهاء معاناة الشعب السوري، غير أن الأسد رفض التحرك باتجاه الحلول السلمية المقترحة، الخليجيون يتمنون حدوث توافق انتقالي سوري يحقن الدم السوري، ويحفظ وحدة تراب دمشق.
الحد من المخدرات
وفي سياق تأثيرات الأحداث المباشرة في سوريا على دول الخليج، نفى الباحث السياسي البحريني توافر جملة مهددات معينة بفعل عامل الجغرافيا، غير أن عناصر الأحداث في الساحة السورية تحمل معها تحولاً مهماً كما يعتقد الدكتور عبدالله الجنيد، إذ ستحد من استهداف دول الخليج الممنهج بالمخدرات المنتجة في سوريا، كذلك تحييد ما كانت تمثله سوريا من جغرافيا سياسية استخدمتها إيران في تدريب مجموعات إرهابية استهدفت أمن واستقرار دول الخليج.
تعامل خليجي واعي
من جهته، يقول الباحث السياسي السعودي، الدكتور سالم اليامي في إطار خيارات دول الخليج تجاه تعاملها مع الإدارة الجديدة في سوريا بإن المنظومة الخليجية تنظر بتعامل واعي وناضج مع خيارات الشعوب العربية الشقيقة، وتسعى بإمكاناتها كافة لتوفير أفضل المناخات المحققة للأمن والاستقرار.
أدوار خليجية إيجابية
يؤكد اليامي في حديثه أن منظومة دول الخليج أدت أدواراً إيجابية في أزمة سوريا منذ اندلاعها قبل أكثر من عقد من الزمن، إذ وفرت دول الخليج مناخات إيجابية لمصلحة الحلول السلمية والسياسية بين النظام وبين ممثلي الشعب السوري، قائلاً: ساهمت دول الخليج بجهد ملموس في كل القرارات الدولية من بينها القرار الأشهر 2254 في العام 2015 الذي كان يمكن ان يكون أساس لحل مبكر وناجع للصراع في سوريا، بالإضافة إلى أنه كان هناك دعم ايجابي خليجي لمسار جنيف الذي فوت النظام الفرصة التعامل معه بالمرونة المطلوبة.
وفي سياق تأثيرات الأحداث الراهنة في سوريا على واقع دول الخليج، يؤمن اليامي بأن تطورات المرحلة تحمل آثار عامة على أمن واستقرار الأقليم، غير أن دول الخليج دأبت على تجنب أي آثار سلبية تحدث في المنطقة، مشددة على وتسعى بحرص ظاهر على تقليب اي اثار سلبية محتملة.
وشاركت دول خليجية في إطار لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، في اجتماعها بمدينة العقبة الأردنية، فيما تؤكد الدول الست على دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية.
وأكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على موقف دول الخليج الثابت بشأن الأزمة في سوريا، والحفاظ على وحدة أراضيها، واحترام استقلالها وسيادتها، ودعم المجلس لتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق إلى الاستقرار والتنمية.
وشددت على ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، وحرصاً على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، تجدد رفضها للتدخلات الإقليمية في الشؤون السورية، وكل ما يمس الأمن القومي العربي ويهدد الأمن والسلم الدوليين.
أخبار متعلقة :