الرياض - كتب موسى القحطاني -
قال ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء السعودي في إطار الخطاب الملكي الذي ألقاه في افتتاح دورة مجلس الشورى، إنه منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 والمواطن نصب أعيننا فهو عمادها وغايتها، مشيراً إلى أن أي إنجاز يتحقق عبر مظلتها الشاملة للمسارات المختلفة، يعد رفعة للوطن ومنفعة للمواطن وحصانة للأجيال القادمة من التقلبات والتغيرات.
وأضاف في إطار الخطاب الملكي نيابة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز، إن صندوق الاستثمارات العامة يواصل دوره في تحقيق أهدافه ليكون قوة محركة للاستثمار، لافتاً إلى أن البطالة بين المواطنين والمواطنات، سجلت أدنى مستوى لها تاريخي في الربع الأول من عام 2024م بلغ (6ر7%)، بعد أن كانت نسبتها (8ر12%) في عام 2017م.
وأكد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية حققت منجزات جوهرية كثيرة في هذه الرحلة العظيمة، حسب حديثه لافتاً إلى أن ضمن هذه النماذج نموذج الأنشطة غير النفطية في المملكة، إذ سجلت أعلى إسهام لها في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بـ (50%) في العام الماضي، ما يعزز استدامة النمو وشموليته ويحقق جودة عالية في التنوع الاقتصادي.
وقال: نلتقيكم اليوم وقد قطعنا أجزاءً من هذه الرحلة بخطوات ثابتة وعمل مستمر، نفخر فيها بتحقيق الكثير من المستهدفات على المستوى الوطني والدولي، وارتقت فيها المملكة درجات متقدمة في المؤشرات والتصنيفات الدولية، ونحن ماضون بتفاؤل وثقة في مواصلة الرحلة لتحقيق مستهدفاتنا، وفق منهج شامل وتكاملي يقوم على المراجعة الدقيقة وترتيب الأولويات.
وأوضح ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن نسبة تملك المساكن للمواطنين ارتفعت من (47%) عام 2016م إلى ما يزيد عن (63%)، وأشار في إطار إنجازات السياحة مثلاً إى أن مجال السياحة سبقت المنجزات التاريخ المستهدف، إذ حددت استراتيجية السياحة الوطنية التي أطلقت عام 2019م، مستهدف (مائة) مليون سائح في 2030م، في حين تجاوزت هذا المستهدف والوصول إلى (مائة وتسعة) ملايين سائح عام 2023م.
وفي السياق ذاته، أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أنه بينما نمضي في مسارات التحديث والتنوع؛ فإننا حريصون أشد الحرص على حماية هويتنا وقيمنا، التي هي امتداد لمسيرة أجدادنا وآبائنا، وهي صورتنا الثاقبة في العالم أجمع حسب كلمته في الخطاب الملكي.
وقال الأمير محمد بن سلمان إننا نفخر بمنجزات المواطنين والمواطنات في مجالات الابتكار والعلوم، ونولي التعليم جل اهتمامنا ليكون نوعياً يعزز المعرفة والابتكار، ونعمل على بناء أجيال تتمتع بالتميز العلمي والمهارات العالية، وتحظى بكل الفرص لنيل تعليم رفيع.
وأضاف الأمير محمد بن سلمان أن المملكة اليوم نتيجة منجزاتها ورؤيتها، تحظى بثقة عالمية جعلت منها إحدى الوجهات الأولى للمراكز العالمية والشركات الكبرى، وفي مقدمتها افتتاح المركز الإقليمي لصندوق النقد الدولي، ومراكز لنشاطات دولية متعددة في الرياضة والاستثمار والثقافة وبوابة تواصل حضاري، ما أسهم في اختيارها لاستضافة إكسبو 2030 وتستعد اليوم لتنظيم كأس العالم عام 2034م.
ويشدد الأمير محمد بن سلمان في إطار الخطاب الملكي بأن بلاده حققت المرتبة السادسة عشرة بين الدول الأكثر تنافسية، ومع استكشاف الثروات الطبيعية تغدو المملكة من أكبر مخازن الثروات الطبيعية في العالم، كما أن بلادكم أحرزت مكانة متقدمة في مجال الطاقة المتجددة، وصارت من أكثر الفاعلين فيها إقليمياً ودولياً، حسب ما ذكر.
وأكد في إطار الخطاب الملكي السنوي في أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى نيابة عن الملك سلمان بن عبد العزيز، أن المملكة حريصة على التعاون مع كل الدول الفعالة في المجتمع الدولي، متيقنة أن ما يحمي البشرية ويصون قيمها الحضارية، هو السعي المشترك إلى مستقبل أفضل مبني على التعاون المثمر بين الدول والشعوب، واحترام استقلالية الدول وقيمها والأخذ بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وتجنب اللجوء إلى القوة في حل النزاعات.
وفي سياق الاهتمام بملفات المنطقة، قال ولي العهد في الخطاب الملكي إن السعودية تسعى إلى تعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي، من خلال بذل الجهود للوصول إلى حلول سياسية للأزمات في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، وكذلك تدعم الحلول في الأزمات الدولية مثل الأزمة الروسية الأوكرانية.
وحضرت القضية الفلسطينية أيضاً في إطار الخطاب الملكي السعودي الذي أدلى به ولي العهد نيابة عن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عب العزيز، إذ قال ولي العهد: تتصدر القضية الفلسطينية اهتمام بلادكم، ونجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة، ولن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك. ونتوجه بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيداً للشرعية الدولية، ونحث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة.
ويعد الخطاب الملكي السنوي لخادم الحرمين الشريفين تحت قبة مجلس الشورى خطاباً شاملاً يحمل في مضامينه القضايا الوطنية، والنهج التنموي الذي تتطلع إليه الدولة وتسعى إلى تحقيقه في كل المجالات في مسيرة تنموية شاملة ومتوازنة، تلبي احتياجات المواطنين، وتحقق تطلعاتهم، كما يتضمن القضايا السياسية الإقليمية والدولية الراهنة وموقف المملكة العربية السعودية من تلك القضايا".
أخبار متعلقة :